استمع إلى الملخص
- لم تتضح آلية تنظيم المؤتمر أو معايير اختيار ممثليه، حيث اختلفت الآراء حول كونه تجمعاً عشائرياً أو تمهيداً لحوار وطني شامل، وأكد البيان الختامي على وحدة الأراضي السورية.
- عبر المشاركون عن أملهم في إعادة اللحمة للسوريين، لكن أبدى المراقبون عدم ارتياحهم لطريقة الدعوة والمعايير غير الواضحة لاختيار المدعوين.
شهدت دمشق، اليوم السبت، تجمعاً لعدد من الفاعليات الأهلية والمجتمعية في إطار التمهيد لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي ستتم الدعوة إليه خلال الفترة القريبة المقبلة. وضم الحشد الذي ناهز مئة شخص، بينهم ثلاث نساء فقط، وعقد في فندق قيصر بالاس، شخصيات من مكونات طائفية وعشائرية سورية مختلفة، دون وجود ممثلين للأحزاب والقوى السياسية. وكان بين الحضور بعض الممثلين من الطائفة الدرزية ومن القومية الشركسية، ومن التركمان، ومن القومية الكردية، لكن غلب عليه التمثيل العشائري.
ومن خلال سؤال المشاركين والمنظمين على السواء، لم يتبين لـ"العربي الجديد" آلية تنظيم المؤتمر، أو معايير اختيار ممثليه وأهدافه. وعبر البعض عن اعتقاده بأن المؤتمر عشائري من أجل اختيار ممثلين عن العشائر لمؤتمر الحوار الوطني، فيما رأى البعض الآخر أنه مؤتمر تمهيدي يضم مجمل مكونات الشعب السوري، تمهيداً للحوار الوطني العام، بينما ردد البعض الآخر شعارات من قبيل الاصطفاف خلف "القيادة الحكيمة" الحالية. أما منظمي المؤتمر فأكدوا أنه يضم السوريين من كل المكونات الثورية، من مختلف الطوائف، وأن اختيارهم كان بناء على ترشيحات المنظمين أنفسهم.
ولم يتضمن البيان الختامي للمؤتمر أية مقررات أو مواقف محددة، بل مجرد كلام عمومي يؤكد وحدة الأراضي السورية، وضرورة تكاتف الجهود من أجل بناء سورية المستقبل. كما خلا البيان من أية إدانة للتوغل الإسرائيلي داخل الأراضي السورية.
وقال الشيخ أحمد التمر الشبلي من محافظة حلب، أحد المشاركين في المؤتمر لـ"العربي الجديد"، إن هذا المؤتمر عبارة "تجمع للعشائر والنسيج العربي السوري والأحرار للتعارف بعد 13 عاماً من التباعد في ظل النظام السابق الذي شرد العائلات والأفراد". وعبر الشبلي عن أمله بأن تكون هذه التجمعات بداية لإعادة اللحمة للسوريين، وأن يجتمعوا على رأي واحد، مشيراً إلى أنه "مؤتمر تمهيدي لمؤتمر الحوار الوطني، وسيعقبه مؤتمر آخر في السياق نفسه". ولفت إلى أن "القائد أحمد الشرع طلب أن تجتمع العشائر السورية والطوائف بهدف اختيار ممثلين عن العشائر والعوائل للمؤتمر العام المقبل". واعتبر أن 80% من النسيج السوري هم عشائر سواء في المدن أو الأرياف. وحول ما إذا كان الممثلون بهذا المؤتمر، سيكونون أنفسهم في المؤتمر العام المنتظر أم سيتم اختيار مندوبين منهم، قال الشبلي إن هذا الأمر متروك للقيادة، وترتيبات الفترة المقبلة.
وقال إبراهيم يوسف، من محافظة درعا، لـ"العربي الجديد"، إن هذا المؤتمر يعتبرُ تمهيدياً لمؤتمر الحوار الوطني، و"هو محاولة لجمع أطياف الشعب السوري تحت سقف واحد، لتكون لهم كلمة واحدة بشأن سبل بناء الدولة السورية الجديدة، وكل شخص لديه فكرة أو طرح للوصول إلى نتيجة توافقية بين الجميع حول شكل الدولة الجديدة".
وأوضح أنه دُعي للمؤتمر من اتحاد قبائل سورية الوطني، إذ دُعيت الـقبائل السورية كلها والأطياف الأخرى من مسيحيين ودروز وشركس وأكراد وكل مكونات الشعب السوري. ولفت إلى أن الفكرة في البداية كانت تتمثل في دعوة خمسين شخصاً فقط، لكن بعد اعتراض البعض جرت توسعة قائمة المدعوين.
ومن خلال استقراء الانطباعات من أجواء المؤتمر، أبدى العديد من المراقبين عدم ارتياحهم لطريقة الدعوة لهذا التجمع، وعدم وجود معايير واضحة وشفافة لاختيار المدعوين، وهو ما يدعو إلى عدم الارتياح للترتيبات المتعلقة بالدعوة للمؤتمر الوطني الشامل، وما إذا كانت الدعوة إليه ستتم وفق الآلية التي اتّبعت في هذا المؤتمر.