تجدد العنف في شمالي مالي إثر مقتل 20 مدنياً وجندي من قوة حفظ السلام

20 يونيو 2022
تزداد وتيرة هجمات الجهاديين في الصحراء مع اتساع منطقة عملياتهم (Getty)
+ الخط -

تجددت دوامة العنف في مالي، حيث قتل مسلحون 20 مدنياً على الأقل، قرب مدينة غاو، فيما قضى جندي في قوة حفظ السلام، الأحد، في كيدال بشمالي هذا البلد الساحلي، حيث يزداد الوضع الأمني سوءاً.

وقال مسؤول في شرطة المنطقة لم يشأ كشف هويته، إن "إرهابيين مجرمين اغتالوا، السبت، 20 مدنياً على الأقل، في قرى عدة بمنطقة أنشاودج"، التي تبعد عشرات الكيلومترات شمال غاو.

وأكد مسؤول في الشرطة في باماكو، رفض أيضاً كشف هويته، "اغتيال 20 مدنياً السبت في إيباك، على بعد 35 كلم شمال غاو وفي قرى مجاورة"، متهماً "مجرمين مسلحين بارتكاب هذا الفعل".

من جهته، قال مسؤول محلي إن المتشددين "اغتالوا 24 مدنياً في منطقة أنشاودج، إنه الذعر العام".

وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس "بشدة" بهذا الهجوم، وذكر في بيان أن "الهجمات التي تستهدف الجنود الأمميين يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب من زاوية القانون الدولي وينبغي ملاحقة مرتكبيها".

ولم يؤكد أي مصدر آخر أن المتشددين يقفون خلف الهجمات.

ولكن في هذه المنطقة الساحلية المترامية، تزداد وتيرة هجمات المتشددين المنتمين إلى تنظيم "داعش" في الصحراء الكبرى، مع اتساع منطقة عملياتهم.

وتتحدث المعلومات الضئيلة التي مصدرها هذه المنطقة النائية عن مقتل مئات المدنيين ونزوح الآلاف في الأشهر الأخيرة في منطقتي ميناكا، قرب الحدود مع النيجر، وغاو غرباً.

والأربعاء، أكدت حركة تحرير أزواد، إحدى المجموعات التي تقاتل المتشددين، مقتل 22 شخصاً بأيدي مسلحين في بلدة إيزينغاز بمنطقة ميناكا. ولم يؤكد أي مصدر آخر أو ينفي هذه المعلومة.

وقال المسؤول في منطقة غاو، الأحد، إن "الوضع مقلق جداً في منطقة أنشاودج"، مع فرار عدد كبير من المدنيين من تجاوزات المتشددين في القرى المجاورة، وأضاف أن "قسماً كبيراً من منطقتي غاو وميناكا يحتله جهاديون. وعلى الدولة أن تفعل شيئاً ما".

وتشهد هذه المنطقة أعمال عنف منذ بدء النزاع في 2012، حين بدأت مجموعات مسلحة تمرداً ضد باماكو. ووقعت تلك المجموعات في 2015 اتفاق سلام مع مالي، لكن تنفيذه يتعثر.

وإضافة الى هذه المجموعات المسلحة، تنشط في المنطقة حركات مرتبطة بتنظيمي "القاعدة" و"داعش"، تقاتل من تتهمهم بدعم السلطات الرسمية، علماً أنها تتقاتل أيضاً في ما بينها للسيطرة على الأراضي.

وثمة حضور أيضاً لمهربين وعصابات أخرى في هذه المنطقة الصحراوية الخارجة عن سيطرة الدولة.

وفي تقريره الأخير عن مالي، لاحظ أنطونيو غوتيريس أن الوضع الأمني "تدهور إلى حد بعيد" في منطقتي غاو وميناكا، موضحاً أن "التهديد الإرهابي لا يزال يتمدد"، مبدياً قلقه لـ"عدم وجود حضور معزز لقوات الأمن والسلطة العامة في هذه المناطق".

وينتشر في غاو جنود ماليون وعناصر من قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي (مينوسما)، التي يبلغ تعدادها 13 ألف جندي، إضافة إلى جنود فرنسيين في إطار عملية "برخان".

وبدأ الجنود الفرنسيون انسحاباً تدريجياً من مالي في بداية العام. وقالت هيئة الأركان الفرنسية إنهم سيغادرون نهائياً قاعدة غاو، "مع نهاية الصيف"، علما أنها آخر موطئ قدم للقوات الفرنسية في مالي.

وقتل صباح الأحد جندي أممي غيني بانفجار لغم في كيدال (شمال)، فيما كان يشارك في دورية أمنية في إطار عملية لرصد الألغام، بحسب قوة الأمم المتحدة.

ويأتي ذلك وسط توتر يسود المفاوضات حول تمديد مهمة قوة حفظ السلام في مالي، التي تكبدت أكبر قدر من الخسائر في الأرواح.

فمنذ إنشائها في 2013، قتل 175 من عناصرها في أعمال عدائية.

وشهدت مالي، البلد الفقير في الساحل، انقلابين عسكريين في أغسطس/آب 2020 ومايو/أيار 2021. وتتزامن الأزمة السياسية مع أزمة أمنية مستمرة منذ 2012 وبروز حركات تمرد انفصالية وجهادية في شمالي البلاد.

(فرانس برس)

المساهمون