بيدرسن يبحث في دمشق التحضير لجولة جديدة من "اللجنة الدستورية"

22 مايو 2022
اجتمع بيدرسن بالمقداد صباح اليوم (Getty)
+ الخط -

اجتمع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، صباح اليوم الأحد، في دمشق، مع المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسن، الذي وصل إلى العاصمة السورية أمس، فيما أعلنت روسيا أنها تعارض تمديد تفويض الأمم المتحدة إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سورية من دون موافقة نظام الأسد.

وذكرت جريدة الوطن الموالية للنظام، في موقعها على "فيسبوك"، أن الاجتماع الذي عقد في مبنى وزارة خارجية النظام تناول ترتيبات عقد جولة ثامنة من اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف، مشيرة إلى أنه من المقرر أن يلتقي بيدرسن أيضا كلّاً من الرئيس المشترك للجنة مناقشة تعديل الدستور أحمد الكزبري، والسفير الروسي في دمشق الممثل الخاص للرئيس الروسي لتطوير العلاقات مع سورية ألكسندر يفيموف.

بيدرسن يصف محادثاته مع المقداد بـ"الجيدة"

من جانبه، وصف المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسن لقاءه مع المقداد بأنه كان "جيدا جدا" وتطرق إلى عدة مواضيع أهمها اللجنة الدستورية والوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي يعاني منه الشعب السوري.

وقال بيدرسن، في تصريحات صحافية عقب اللقاء: "كان الاجتماع جيدا جداً حيث بحثنا في الملفات المتعلقة بالقرار الأممي 2254 ثم أمضينا بعض الوقت في النقاش في التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها الشعب السوري وكذلك ملف المهجرين في الداخل واللاجئين.".

وأضاف بحسب ما نقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام: استمعت وبالتفصيل حول مرسوم العفو الأخير الذي أصدره رئيس النظام بشار الأسد وأتطلع إلى أن أبقى مطلعاً على آلية تطبيقه، وكما قلت سابقا هذا العفو قد يكون له منعكسات جيدة وسنرى كيف يمكن أن تتطور".

وتابع: "بحثنا في لجنة صياغة الدستور، وكما تعلمون سيكون لدينا اجتماع في جنيف في الـ28 من الشهر الحالي حيث ستشارك الوفود الثلاثة، وأتمنى أن يكون الاجتماع جيدا ويمكن من خلاله أن نتقدم ونعمل على بناء ثقة وتطبيق القرار 2254". 

في سياق متصل، رفضت هيئة التفاوض السورية عن المعارضة المقترح الذي تقدم به 6 أعضاء وهم: عبد الله الحريري، وعوض العلي، وإبراهيم الجباوي، وعبد الجبار العكيدي، ويحيى العريضي، والذي يطالب بوجود سقف زمني لإنجاز عمل اللجنة الدستورية لا يتجاوز الثلاثة أشهر، وفتح مسارات التفاوض الأخرى في قرار مجلس الأمن رقم 2254، قبل موافقة وفد المعارضة على استمرار حضور المباحثات.

وبحسب بيان وصل من المتحدث باسم "هيئة التفاوض" الدكتور يحيى العريضي لـ "العربي الجديد"، وافق رئيس الهيئة أنس العبدة، على وضع المقترح على التصويت، غير أن التصويت لم يتم بعد طلب بعض الأعضاء الرجوع إلى مكونات الهيئة. وأكد العريضي أن الأعضاء أبلغوا في اليوم التالي بعدم موافقة مكونات الهيئة على المقترح".

وتضم "هيئة التفاوض" التي انبثقت من اجتماع عقدته المعارضة السورية في العاصمة السعودية الرياض، في ديسمبر/كانون الأول 2015، أعضاء من الائتلاف، وفصائل المعارضة، وهيئة التنسيق الوطنية، ومنصة القاهرة، ومنصة موسكو، ومستقلين.

ومن المقرر أن يجري بيدرسن لقاءات مع أعضاء لجنة مناقشة تعديل الدستور المصغرة عن وفد "المجتمع المدني" المقيمين في سورية.

وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أول من أمس الجمعة، أن الجولة الثامنة للهيئة المصغرة للجنة الدستورية ‏السورية ستعقد في جنيف بين الشهر الجاري و3 يونيو/حزيران المقبل، مشيرا إلى أن الجلسات ستكون مغلقة.‏

وكانت عقدت، في مارس/آذار الماضي، الدورة السابعة للهيئة من دون تحقيق نتائج تذكر، فيما يدور جدل في أوساط المعارضة السورية المشاركة في هذه الاجتماعات حول الجدوى من مواصلة المشاركة فيها، في ظل التهرب المستمر من جانب وفد النظام من البحث في القضايا الجوهرية، ووسط مطالب بتحديد سقف زمني لهذه الاجتماعات غير المثمرة حتى الآن.

وكان المبعوث الأممي وصف في تصريحات سابقة له "العفو" الذي أصدره رئيس النظام السوري بشار الأسد بأنه "تطور مهم وإيجابي"، وقال، خلال مشاركته في مؤتمر "دعم مستقبل سورية" الذي عقد في بروكسل، إنه حين يزور دمشق يأمل في الحصول على "معلومات أكثر عن نتائج هذا العفو"، معرباً عن أمله في أن "تحقق الجولة المقبلة من اجتماعات اللجنة الدستورية تقدماً ولو بسيطاً".

روسيا تعارض التمديد

من جهة أخرى، أعلنت روسيا أنها لا ترى سببا لتجديد تفويض الأمم المتحدة، في يوليو/تموز المقبل، إيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سورية من دون موافقة نظام الأسد.

وقال نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، خلال اجتماع لمجلس الأمن أول من أمس الجمعة، إن بلاده لا ترى "سببا لمواصلة هذه الآلية عبر الحدود"، التي قال إنها "تنتهك سيادة سورية ووحدة أراضيها".

وأعرب بوليانسكي عن أسفه لعدم اتخاذ خطوات ضد "الجماعات" التي تسيطر على إدلب، شمال غربي سورية، ووصف المنطقة بـ"الجيب الإرهابي" الذي يجرى تزويده بالمساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا.

وانتقد الدبلوماسي الروسي الغرب لفرضه "شروطًا سياسية غير مقبولة على المشاركة المالية المحتملة في مشاريع إعادة الإعمار في سورية".

من جهته، أكد نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أن "العمليات عبر خطوط الجبهة من ناحية مناطق النظام السوري لا يمكنها، في ظل الظروف الحالية، أن تعوض حجم أو نطاق عملية الأمم المتحدة الكبيرة عبر الحدود". وحذر من أن "عدم تجديد التفويض سيعطل المساعدات المنقذة حياةَ أشخاص يعيشون في الشمال الغربي، بينهم أكثر من مليون طفل".

وتسري آلية عبر الحدود منذ عام 2014، ويستفيد منها حاليا أكثر من ثلاثة ملايين شخص في شمال غرب سورية الواقع تحت سيطرة فصائل المعارضة، حيث باتت الآلية، اعتبارا من عام 2020، تنفذ فقط عبر معبر باب الهوى، بعد شطب ثلاثة معابر أخرى بضغط من روسيا، وينتهي تفويض الأمم المتحدة إيصال المساعدات عبر المعبر الوحيد المتبقي في 10 يوليو/ تموز المقبل.