كشف مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن أن الجولة القادمة من المفاوضات النووية لن تنعقد في فيينا لأنها لن تكون في إطار (مجموعة 1+4) المنخرطة في الاتفاق النووي، قائلا إن المفاوضات ستكون بين طهران وواشنطن وقد تنعقد في دولة خليجية.
وأضاف بوريل خلال مؤتمر صحافي مع وسائل إعلام أجنبية في طهران، الليلة الماضية، أن المفاوضات ستستأنف خلال الأيام القليلة المقبلة بعد توقفها ثلاثة أشهر، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة وإيران لن تتفاوضا بشكل مباشر؛ بل ستكون المفاوضات (بتسهيل مني وفريقي كمنسق للمباحثات النووية)".
وعن تفاصيل المفاوضات القادمة بين طهران وواشنطن، قال مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي: "يمكنني القول لكم إنها لن تكون في فيينا، ولا ينبغي الخلط بينها وبين المفاوضات التي تشارك فيها جميع أعضاء الاتفاق النووي، لأن هذه المفاوضات تشمل اتصالات بين إيران والولايات المتحدة، فنفضّل أن تكون في مكان آخر كي لا يحدث ارتباك".
وفي السياق، أكد أن المفاوضات القادمة بين الطرفين ستكون في مكان أقرب إلى الخليج أو في دولة خليجية، لكنه قال في الوقت ذاته إن الاجتماع على مستوى وزراء خارجية أطراف المفاوضات لإبرام الاتفاق النهائي سينعقد في فيينا.
الخلافات المتبقية سياسية
وعلى صعيد القضايا العالقة بالمفاوضات، قال بوريل إن الخلافات المتبقية "سياسية"، مضيفا أن طهران وواشنطن لديهما "حسن النية" لإحياء الاتفاق النووي، "لكن لا أعلم بعد إن كانتا قادرتين على التغلب على المشاكل السياسية أم لا. لأننا نتحدث حاليا عن مشكلات سياسية. في البعدين الاقتصادي والفني، أنا أتصور أن هناك اتفاقا، لكن في نهاية المطاف هناك تحفظات سياسية. وأنا لا أستطيع التكهن بأنهما متى وكيف ستتغلبان عليها".
وفي معرض رده على سؤال عما إذا كانت الخلافات بين إيران وأميركا ستصبح أكثر عمقا وصعوبة، قال بوريل إنه لا يفكر ذلك، وأن توقف المفاوضات ثلاثة أشهر "يجب أن يكون قد منح دافعا للتوصل إلى اتفاق نهائي".
وبشأن الموقف الروسي، أكد بورل أن روسيا لا تعارض التوصل إلى اتفاق، وأن الحرب الأوكرانية لا تعقّد التوصل إلى نقطة النهاية، مضيفا أن "روسيا في مرحلة زمنية ما كانت تعارض الاتفاق بشدة، لأنها كانت على قناعة أن إيران ستعود إلى سوق الطاقة وستقدم نفطا بديلا، لكن بعدما وفر الإيرانيون تمهيدات مع الروس، سحبت روسيا معارضتها للاتفاق واليوم لا تعارضه".
وكان بوريل قد وصل إلى طهران، الجمعة، لبحث الاتفاق النووي والمفاوضات المتوقفة الرامية إلى إحياء هذا الاتفاق، والتقى مع وزير الخارجية الإيراني وأمين مجلس الأمن القومي الإيراني، وأعلن أمير عبد اللهيان وبوريل بعد لقائهما في مؤتمر صحافي استئناف المفاوضات النووية المتوقفة منذ أكثر من ثلاثة أشهر خلال الأيام المقبلة.
وفي ختام لقاءاته مع المسؤولين الإيرانيين، غرد بوريل قائلاً إن النتيجة المهمة لزيارته إلى طهران هي "رفع الجمود الأخير" واستئناف المفاوضات المتوقفة.