بلاسخارت: لوقف الهجمات في العراق وإبعاده عن الصدامات الإقليمية

06 فبراير 2024
قدّمت بلاسخارت إحاطتها الدورية أمام مجلس الأمن (مرتضى السوداني/الأناضول)
+ الخط -

شددت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، على ضرورة إبعاد العراق عن الصدامات الإقليمية وممارسة الأطراف المختلفة، داخل وخارج البلاد، ضبط النفس ووقف كلّ الهجمات، وذلك مع تكرّر هجمات الفصائل العراقية على القواعد الأميركية، رداً على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفق تأكيدها.

وجاءت تصريحات المسؤولة الأممية ضمن إحاطتها الدورية التي تقدمها أمام مجلس الأمن الدولي حول الوضع في العراق، وعمل البعثة الأممية هناك.

وقالت هينيس بلاسخارت إنه "مع احتدام الصراع في غزة، فضلاً عن الأعمال المسلحة في أماكن أخرى، فإن الشرق الأوسط يمر بمرحلة حرجة. وينطبق الشيء نفسه على العراق"، مشيرة إلى "تركيز جهود الحكومة العراقية على تجنب أي تداعيات محلية وإقليمية".

وأضافت: "مع ذلك، أصبحت الهجمات المستمرة حقيقة قاسية. وتنطلق هذه الهجمات من داخل حدود البلاد وخارجها. وهذه الهجمات، إذا استمرت، ستؤدي إلى تقويض الاستقرار الذي تحقق بشق الأنفس في العراق، فضلاً عن الإنجازات الأخرى التي تحققت خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية".

ثم توقفت عند هجمات 28 يناير/ كانون الثاني على موقع "البرج 22" العسكري في الأردن، والتي أدت إلى مقتل وإصابة جنود أميركيين، والضربات الأميركية التي وقعت في 2 فبراير/شباط، والتي أسفرت أيضاً عن سقوط ضحايا. وناشدت الأطراف تكثيف جهودهم لـ"حماية العراق، والحيلولة دون الانجرار إلى صراع واسع النطاق".

وتطرّقت كذلك إلى الهجمات الإيرانية، وقالت: "أعرب الكثيرون عن صدمتهم إزاء الهجوم الصاروخي الإيراني على أربيل قبل بضعة أسابيع، والذي أدى إلى مقتل مدنيين، بما في ذلك فتاة صغيرة، وكانت هذه التصرفات تتعارض مع الجهود الكبيرة التي بذلت بشأن الاتفاقية الأمنية العراقية الإيرانية".

وأشارت كذلك إلى "العمليات العسكرية التركية في الشمال أيضاً"، معتبرة أنه "لمجرد أن هذه الهجمات أصبحت "وضعاً اعتيادياً" لا يعني أنها لا تفاقم من خطر فتح جبهات جديدة للعنف".

تطورات إيجابية

ورحبت المسؤولة الأممية في سياق آخر بإجراء انتخابات محلية للمرة الأولى منذ عشر سنوات في 18 ديسمبر/ كانون الأول 2023، وللمرة الأولى منذ عام 2005 في كركوك. ووصفت العملية الانتخابية بأنها تمت "بطريقة سلمية وسليمة من الناحية الفنية على نطاق واسع. لقد كان ذلك بمثابة علامة فارقة أخرى في جهود الحكومة للخروج من دورات الخلل السابقة"، معبّرة عن أملها في أن تكون إعادة إنشاء الهيئات التمثيلية المحلية، التي ظلت غير نشطة منذ عام 2019، بمثابة خطوة كبيرة أخرى إلى الأمام".

وأشارت في هذا السياق إلى أن التحدي للانتخابات المقبلة سيكون "حشد نسبة إقبال أعلى من الناخبين، وتشجيع الناخبين العراقيين المؤهلين على التسجيل"، مؤكدة أن هناك الملايين من العراقيين الذين لم يسجلوا حتى للتصويت.

وأشادت هينيس بلاسخارت بما سمته مواصلة "تعزيز الحكومة العراقية للقطاعين المالي والمصرفي في البلاد"، معتبرة أن عمليات الاندماج والإصلاحات الهيكلية لكيانات التأمين والمصارف الرئيسية تظهر، مرة أخرى، التزام الحكومة برعاية قطاع مالي شفاف ومتوافق في العراق. كما لقيت الخطوات المتخذة لتعزيز الإدارة المالية العامة، بما في ذلك إنشاء حساب واحد للخزانة، ترحيباً من صندوق النقد الدولي وغيره".

وفي سياق آخر، عبّرت المسؤولة الأممية عن أسفها لتأجيل الانتخابات البرلمانية في إقليم كردستان العراق للمرة الثالثة خلال سنتين. ولفتت الانتباه إلى أن التأجيلات تزيد من انعدام الثقة، ولا تساهم في استقرار العراق.

وتحدثت عن استمرار الخلافات بين بغداد وأربيل بشأن القضايا المالية والميزانية، مؤكدة "الحاجة الماسة إلى حل دائم. بعبارات بسيطة: إذا أردنا الحفاظ على الاستقرار، يجب أن يحصل إقليم كردستان على تمويل لدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية الشهرية".

وأشارت إلى تحديد مجلس الوزراء العراقي، تاريخ 30 يوليو/تموز 2024 موعداً لإغلاق كلّ مخيمات النزوح في مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك إقليم كردستان.

وإذ رحبت بهذه الخطوة، شددت كذلك على ضرورة إنشاء الآليات لحل قضايا النازحين خارج المخيمات، فضلاً عن ضرورة أن تكون كل عمليات النقل والعودة طوعية، وأن تتم بالتعاون والتنسيق مع حكومة إقليم كردستان.

وأعلنت المسؤولة الأممية في ختام إحاطتها أنها ستغادر منصبها نهاية شهر مايو/أيار بعد خمس سنوات، حيث كانت قد بدأت مهامها في ديسمبر/كانون الأول 2018. ولم يعلن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة رسمياً عن مرشح خلفاً لها.

المساهمون