بغداد تتطلّع إلى علاقات مستمرة مع دول التحالف الدولي: إنهاء المهام لا القطيعة

01 سبتمبر 2024
وزير الخارجية العراقي والسفيرة الأميركية في بغداد، 31 أغسطس 2024 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **مشاركة العراق في مؤتمر التحالف الدولي ضد داعش**: يعتزم العراق المشاركة في مؤتمر التحالف الدولي ضد داعش في واشنطن، حيث أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية فؤاد حسين على أهمية هذه المشاركة، وتمت مناقشة التنسيقات المطلوبة لعقد اجتماعات ثنائية بين وفدي البلدين.

- **أهمية المؤتمر للعراق**: أكد النائب عامر الفايز على أهمية مشاركة العراق في المؤتمر نظراً لدوره الكبير في هزيمة داعش، مشدداً على رغبة العراق في استمرار العلاقات الأمنية والعسكرية مع دول التحالف بشرط حفظ سيادة العراق.

- **غموض حول الحوار العراقي-الأميركي بشأن التحالف الدولي**: تثار شكوك حول مجريات الحوار بين الحكومة العراقية وواشنطن بشأن إنهاء وجود التحالف الدولي في العراق، مع عدم وضوح جدول زمني لإنهاء وجود قوات التحالف.

يعتزم العراق المشاركة في مؤتمر التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" المقرر عقده في العاصمة الأميركية واشنطن مطلع الشهر المقبل، وسط تأكيدات لأهمية المشاركة واستمرار العلاقات العراقية العسكرية مع دول التحالف الدولي، حتى في حال إنهاء مهامه من البلاد.

ووفقاً لبيان لوزارة الخارجية العراقية، صدر مساء أمس السبت، فإن "نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية فؤاد حسين استقبل سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى العراق آلينا رومانسكي، وجرى خلال اللقاء مناقشة مؤتمر التحالف الدولي ضد داعش المقرر عقده في واشنطن بداية الشهر المقبل، ومشاركة العراق فيه". وأضاف البيان: "كما تمت مناقشة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستعقد في الشهر المقبل، التي ستشهد حضور العشرات من قادة العالم".

وأكدت الخارجية أنه "جرى بحث دور البلدين في هذه الاجتماعات والتنسيقات المطلوبة بينهما لعقد اجتماعات ثنائية على هامش مشاركة وفدي البلدين في نيويورك"، مبينة أنه "تمت الإشارة إلى العملية العسكرية التي نُفذت في صحراء الأنبار وأسفرت عن قتل 15 إرهابياً من عناصر داعش"، فيما أشاد وزير الخارجية العراقي بـ"التعاون المشترك بين القوات العراقية والأميركية، وبنجاح هذه العملية المهمة". وأشار البيان إلى أن "اللقاء بحث أيضاً المفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإرسال المساعدات، وبخاصة الطبية، إلى القطاع".

من جهتها، علقت السفيرة الأميركية في بغداد على اللقاء مع وزير خارجية العراق. وقالت في تدوينة لها على "إكس": "أثمّن الحوار المعمّق الذي أجريته مع وزير الخارجية العراقي بشأن عدد من القضايا، وذلك في الوقت الذي نتطلع فيه إلى فرص لتعزيز مصالحنا المشتركة".

عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، النائب عامر الفايز، أكد أهمية المؤتمر بالنسبة إلى العراق، وقال لـ"العربي الجديد"، إن "سعي العراق لإنهاء مهام التحالف الدولي لا يعني القطيعة مع دول هذا التحالف، وبخاصة الولايات المتحدة الأميركية، بل العراق يريد استمرار العلاقات الخارجية مع دول التحالف كافة، وعلى مختلف الصعد". وبيّن الفايز أن "مشاركة العراق بمؤتمر التحالف الدولي ضد داعش المرتقب مهمة جداً، خصوصاً أن العراق كان له دور كبير في هزيمة هذا التنظيم، وقدم الكثير من التضحيات لإبعاد خطر التنظيم عن دول العالم، وما زال يقاتل هذا التنظيم، لذا فإن مشاركته مهمة جداً".

وأضاف أن "المؤتمر وتوقيته لا علاقة لهما بقضية الحوار بين بغداد وواشنطن بشأن إنهاء مهام التحالف الدولي من العراق وإخراج كامل القوات الأجنبية من البلاد، فهذا الموقف ثابت لدى الحكومة العراقية ومدعوم سياسياً وبرلمانياً وشعبياً، وهكذا مؤتمرات دولية لا تؤثر على سير التفاوض". وأكد الفايز أن "العراق يريد استمرار العلاقات كافة، وعلى رأسها الأمنية والعسكرية مع كل دول التحالف الدولي، بشرط حفظ سيادة العراق ومنع أي تدخلات من تلك الدول بأي شأن داخلي عراقي، وهذا ما تعمل حكومة السوداني على تحقيقه، وهي وصلت إلى مراحل متقدمة لهذا الملف".

ويأتي المؤتمر في وقت أثيرت فيه شكوك بشأن مجريات الحوار الحكومي العراقي مع واشنطن المتعلقة بإنهاء وجود التحالف الدولي في العراق، بعد تصريحات لمسؤولين بارزين في الحكومة العراقية متضاربة عن تأجيل انسحاب تلك القوات إثر هجمات تعرضت لها أخيراً قاعدة عين الأسد التي تضم جنودا أميركيين وتقع في محافظة الأنبار غربي البلاد، وأكدت التصريحات أيضاً تجميد الحوار مع الولايات المتحدة بشأن الملف.

ولم تصدر الحكومة العراقية لاحقاً أي توضيح بشأن إمكانية استئناف الحوار، أو تحديد جدول زمني لإنهاء وجود قوات التحالف الدولي، وهو ما يزيد الأمر غموضاً، كذلك لم تعلن الفصائل أي موقف رسمي واضح.

وكانت بغداد وواشنطن قد اتفقتا في جولة الحوار الثاني، التي جرت في واشنطن نهاية يوليو/تموز الماضي، على التزام تطوير قدرات العراق الأمنية والدفاعية وتعميق التعاون الأمني الثنائي في جميع المجالات، فيما أكدت حكومة بغداد التزامها المطلق بحماية الأفراد والمستشارين والقوافل والمرافق الدبلوماسية للولايات المتحدة ودول التحالف الدولي في العراق.

المساهمون