عيّن رئيس النظام السوري بشار الأسد عددا من الضباط الذين لهم سجل حافل في المجازر المرتكبة بحق الشعب السوري على مدى سنوات الثورة السورية في مناصب قيادية حساسة، من بينهم ضباط مُدرجون على لائحة العقوبات الأميركية.
وقالت مصادر مُعارضة ومواكبة، وشبكات ووسائل إعلامية تابعة للنظام السوري، إن بشار الأسد عين، الأربعاء، اللواء علي مملوك مستشاراً له، والذي يمتلك سجلاً إجرامياً حافلاً بحق الشعب السوري، وكان سابقاً يشغل منصب رئيس مكتب الأمن الوطني.
وولد علي مملوك عام 1946 في دمشق لأسرة مهاجرة من لواء إسكندرون، ويعتبر رجل رأس النظام السوري بشار الأسد، الذي يعتمد عليه لتنفيذ المهام السرية، والذي يُسمَح له عادة بالسفر خارج البلاد، في إطار عمليات دبلوماسية، رغم صدور عقوبات دولية ضده بسبب تورطه في جرائم حرب أثناء قمع انتفاضة الشعب السوري.
كما يعتبر مملوك أحد مؤسسي جهاز المخابرات الجوية في سورية، التي عمل فيها ضابطا، ثم أصبح بعدها رئيساً لفرع التحقيق في المخابرات الجوية، كما شغل منذ عام 2005 منصب مدير جهاز أمن الدولة، أبرز الأجهزة الأمنية والوحيد التابع مباشرة للرئاسة.
وكان مملوك قبل ذلك المسؤول الثاني في جهاز الاستخبارات الجوية، ثم أصبح رئيسا لمكتب الأمن القومي برتبة وزير، بدلاً من هشام اختيار الذي قتل متأثرا بجروح أصيب بها في تفجير بدمشق في 18 يوليو/ تموز عام 2012 استهدف مقر مكتب الأمن القومي.
كما عيّن بشار الأسد اللواء كفاح ملحم، المدرج على لائحة العقوبات الأميركية، رئيساً لمكتب الأمن الوطني خلفاً للواء علي مملوك، وكان الملحم يشغل منصب رئيس شعبة المخابرات العسكرية (الأمن العسكري)، علما أن نظام الأسد جدد تعيين ملحم رئيسا لشعبة المخابرات العسكرية في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2021، التي كان قد تسلمها في مارس/ آذار 2019.
ويتحدر ملحم من بلدة جنينة رسلان التابعة لمحافظة طرطوس، شمال غرب سورية، وقد تم تجنيده في "الحرس الجمهوري" تحت إمرة شقيق بشار باسل الأسد، وكان بمنزلة المراسل بينه وبين رئيس الوزراء السابق محمود الزعبي، وبعد وفاة باسل الأسد نُقل ملحم إلى شعبة "المخابرات العسكرية" حيث تسلم رئاسة فرع التحقيق العسكري "الفرع 248" (سيئ السمعة)، وقد أدرجته وزارة الخارجية الأميركية في 22 من ديسمبر/ كانون الأول على قائمة العقوبات لدوره في قمع الاحتجاجات ضد النظام.
وفي السياق نفسه، عيّن بشار الأسد اللواء كمال حسن، المُدرج على لائحة العقوبات الأميركية، رئيساً لشعبة الاستخبارات العسكرية خلفاً للواء كفاح ملحم، حيث أصدر الأسد مرسوماً في مطلع يوليو/ تموز من العام الفائت يقضي بترقية مجموعة من الضباط في الفروع الأمنية، شملت العميد كمال الحسن، الذي جرى ترفيعه إلى رتبة "لواء ركن"، ونقله من رئاسة فرع المنطقة (227) في دمشق إلى نائب رئيس شعبة المخابرات العسكرية في سورية.
وكان الأسد قد عيّن في مطلع يناير/ كانون الثاني، قحطان خليل، المعروف بلقب "جزّار داريا"، مديراً لإدارة المخابرات الجوية خلفاً لغسان إسماعيل الذي شغل المنصب منذ يوليو/تموز من عام 2019، كما عيّن الأسد أيضاً عدداً من مرتكبي المجازر خلال سنوات الثورة، بحسب مصادر معارضة، في مناصب قيادية في قواته، منهم العميد الركن ثائر أحمد عجيب، الذي أصبح رئيساً لأركان الفرقة الثالثة مدرعات، واللواء أكرم إبراهيم سليمان، الذي أصبح قائداً للفرقة 24 دفاع جوي، واللواء الطيار عادل جاد الله قيصر رئيساً لأركان القوى الجوية، واللواء الطيار توفيق أحمد خضور قائداً للقوى الجوية والدفاع الجوي.