بدء الانتخابات الرئاسية في فنلندا على وقع التوترات مع روسيا

28 يناير 2024
يتوجه الفنلنديون إلى صناديق الاقتراع اليوم الأحد (Getty)
+ الخط -

يتوجه الناخبون في فنلندا إلى صناديق الاقتراع، اليوم الأحد، لانتخاب رئيسهم الذي ازدادت أهمية دوره نظراً إلى الارتفاع الملحوظ للتوترات مع روسيا المجاورة منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.

ومع أن سلطاته محدودة مقارنة برئيس الوزراء، إلا أن رئيس البلاد يوجه السياسة الخارجية بالتعاون الوثيق مع الحكومة، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وأصبحت فنلندا، التي ظلت محايدة خلال الحرب الباردة، العضو الحادي والثلاثين في حلف شمال الأطلسي (ناتو) العام الماضي، ما أثار استياء روسيا التي تتشارك معها حدودا طولها 1340 كيلومترا.

وفي الدورة الأولى من هذه الانتخابات الرئاسية، تتقدم شخصيتان سياسيتان السباق الذي يخوضه تسعة مرشحين، وفقا لاستطلاعات الرأي، هما رئيس الوزراء المحافظ السابق ألكسندر ستاب ووزير الخارجية السابق بيكا هافيستو من حزب الخضر.

ويحتل مرشح حزب الفنلنديين اليميني المتطرف يوسي هالا-آهو المركز الثالث في هذه الاستطلاعات، وقد يؤثر على النتيجة وفق خبراء.

وتفتح مراكز الاقتراع الساعة 9:00 بالتوقيت المحلي (07:00 بتوقيت غرينتش) وتغلق الساعة 20:00 (18:00 بتوقيت غرينتش).

وتدهورت العلاقات بين فنلندا وروسيا إلى حد كبير منذ فبراير/شباط 2022 والهجوم الروسي على أوكرانيا.

وبعد انضمام جارتها إلى الناتو في إبريل/نيسان 2023، توعدت موسكو هلسنكي بـ"إجراءات مضادة". وواجهت فنلندا خصوصا تدفقا للمهاجرين عند حدودها الشرقية.

 

دفاع مستقل

واتهمت هلسنكي موسكو بتدبير أزمة هجرة على أبوابها وأغلقت حدودها مع روسيا في نوفمبر/ تشرين الثاني، في خطوة أيدها جميع المرشحين.

وقال ألكسندر ستاب، مساء الخميس، خلال المناظرة المتلفزة الأخيرة، إن "روسيا وعلى رأسها فلاديمير بوتين تستخدم البشر سلاحا". وأضاف: "في هذه الحال، يجب أن نضع أمن فنلندا في المقام الأول".

وبالنسبة إلى منافسه الرئيسي بيكا هافيستو، يتوجب على هلسنكي أن "تبعث رسالة واضحة مفادها أن هذا (الوضع) لا يمكن أن يستمر".

وأعطت فنلندا، العضو في الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، الأولوية في مرحلة ما بعد الحرب الباردة لتطوير العلاقات الاقتصادية مع روسيا أملا بأن ينعكس ذلك زخما ديمقراطيا.

ويشدد الرئيس المنتهية ولايته ساولي نينيستو غير المرشح، بعد توليه ولايتين من ست سنوات، على أنه أقام علاقات وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أن يصبح أحد أكبر معارضيه في أوروبا.

وفي ظل هذه الأجواء، يدافع المرشحون إلى الانتخابات الرئاسية جميعاً عن استقلال فنلندا ودورها الجديد كعضو في الناتو، على ما تفيد هانا فاس، نائبة عميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة هلسنكي.

وتضيف فاس، في تصريح لوكالة فرانس برس: "يشدد جميعهم على اكتفاء فنلندا الذاتي، بمعنى أن تتولى البلاد دفاعها بشكل مستقل، والمساهمة بشكل نشط في إقامة دفاع أوروبي مشترك وتعاون بين دول الشمال".

رؤى متقاربة في انتخابات فنلندا

ويؤكد أستاذ السياسة الخارجية في جامعة تامبيري توماس فورسبرغ أن شخصية المرشحين ستلعب دوراً حاسماً في الانتخابات، موضحاً أن "الاختلافات بينهم ضئيلة جداً" على صعيد السياسة الخارجية.

ويشدد في تصريح لوكالة فرانس برس: "سيقوم الانتخاب خصوصاً على اختيار شخصية المرشح بالنظر إلى صدقيته ومزاياه كمشرف على السياسة الخارجية".

وأظهرت نتائج استطلاع للرأي نشره التلفزيون العام حصول ستاب البالغ 55 عاما، وهو زعيم حزب الائتلاف الوطني المحافظ، على 27% من الأصوات في مقابل 23% لهافيستو و18% لهالا-أهو.

وكان الكسندر ستاب رئيسا للوزراء بين العامين 2014 و2015، فيما تولى بيكا هافيستو مناصب وزارية عدة.

وتقول فاس: "لديهما خبرة قوية على صعيد السياسة الداخلية والخارجية، وهذا أمر يقدره الناخبون".

ويشدد فورسبرغ على أن رؤيتيهما للمنصب متقاربان إلا أن شخصيتيهما مختلفتان.

ويوضح: "يميل ألكسندر ستاب أكثر إلى تمثيل اليمين وهافيستو إلى اليسار، مع أن هافيستو حاول التشديد على أنه ليس كذلك وأنه سلك طريقا وسطيا بصفته من الخضر".

وفي حال عدم حصول أي من المرشحين على نسبة 50% الأحد، تجرى دورة ثانية في 11 في فبراير. ويقول فورسبرغ إن "المناظرات ستكون عندها حاسمة".

(فرانس برس)

المساهمون