بايدن يرشّح لين تريسي سفيرة لواشنطن في موسكو

14 سبتمبر 2022
تملك لين تريسي خبرة في القوقاز وآسيا الوسطى (موقع السفارة الأميركية في أرمينيا)
+ الخط -

ذكرت محطة "سي أن أن" الأميركية، اليوم الأربعاء، نقلاً عن مصادر، أن "الرئيس جو بايدن ينوي ترشيح الدبلوماسية لين تريسي سفيرة للولايات المتحدة في روسيا"، خلفاً للسفير جون سوليفان، الذي انتهت مهمته في 4 سبتمبر/ أيلول الماضي.

خبرة سابقة لتريسي في موسكو

وسبق أن عملت تريسي، التي تجيد اللغة الروسية، في موسكو نائبة للسفير، بين عامي 2014 و2017، جون فرنسيس تيفت، قبل الانتقال إلى العمل سفيرة للولايات في أرمينيا. لكن مهمة ترشيح تريسي، ستمرّ أولاً، وفق القواعد، بإعلام الدولة التي ستستضيفها. ونقلت "سي أن أن" عن مسؤولين أميركيين، توقعهم باحتفاظ روسيا بعلاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة، ما يؤدي إلى قبول تريسي من دون تأخير.

ومن شأن ترشيح تريسي، وفقاً للمحطة، أن "يعيد إصلاح القيادة في السفارة في موسكو، لأن سوليفان لم يكن موجوداً في روسيا معظم الصيف الحالي، بل كان في الولايات المتحدة مع زوجته، التي كانت تعاني من مرض خطير وتوفيت الأسبوع الماضي".

"سي أن أن": من شأن ترشيح تريسي أن يعيد إصلاح القيادة في السفارة في موسكو

 

ورأت "سي أن أن" أنه "بالإضافة إلى الحرب في أوكرانيا، فمن المرجح أن تكون قضية الأميركيين المحتجزين في روسيا بريتني غرينر وبول ويلان أولوية رئيسة للسفيرة الجديدة. مع العلم أن سوليفان كان لاعباً رئيساً في تأمين إطلاق سراح تريفور ريد في وقت سابق من هذا العام".

وتريسي، المتحدرة من باربرتون ـ أوهايو، نالت شهادة عليا في الدراسات السوفييتية من جامعة جورجيا في ولاية أتلانتا، في عام 1986. وعملت في مختلف مناصب وزارة الخارجية، خصوصاً في قسم آسيا الوسطى وآسيا الجنوبية.

وكان نائبة للسفير في تركمانستان، ومسؤولة رئيسة في بيشاور ـ باكستان، بين عامي 1995 و1997، وفي بيشكك ـ قرغيزستان، وعملت مستشارة بين عامي 1997 و2000، ثم عملت في أستانة ـ كازاخستان. وكانت مساعدة للمبعوث الخاص للدول المستقلة حديثاً في وزارة الخارجية بين عامي 2000 إلى 2001.

بعدها كانت المسؤولة عن قسم دولة جورجيا في المكتب الأوروبي ـ الأوراسي بين عامي 2001 و2002، ومسؤولة عن قسم كازاخستان في المكتب نفسه بين عامي 2003 و2004، لكنها أمضت فترة 2002 ـ 2003 في كابول ـ أفغانستان مسؤولة سياسية في السفارة، وبين عامي 2003 و2004.

وعملت تريسي أيضاً مديرة لقسم آسيا الوسطى في مجلس الأمن القومي، بين عامي 2011 و2012، في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، وبين عامي 2012 و2014 عملت نائبة مساعد مسؤول آسيا الوسطى في مكتب شؤون جنوب ووسط آسيا.

محاولة اغتيال في باكستان

وخلال عملها في السفارة الأميركية في موسكو، حصلت على جائزة الشرف المتميزة لعملها هناك. وفي عام 2009 نالت جائزة لشجاعتها، إثر تعرَضها لاعتداء من مسلحين في 25 أغسطس/ آب 2008، أمطروا سيارتها بالرصاص، لكنها تمكنت مع سائقها من الهروب منهم، ناجية بنفسها. وتضمن نصّ الجائزة إقراراً بتفكيرها السريع ثم متابعتها مهامها على الرغم من المخاطر.

وأشارت الشرطة الباكستانية في حينه إلى أن مسلحاً مجهولاً أطلق النار على سيارة موظفة دبلوماسية أميركية في بيشاور، القريبة من المناطق القبلية شمال غربي باكستان، نافية إصابتها بالأذى.

نالت تريسي شهادة عليا في الدراسات السوفييتية في عام 2016

ولفت الضابط في الشرطة المحلية إرشاد خان إلى أن "الدبلوماسية لين تريسي كانت في طريقها إلى مكتبها، عندما اعترضت طريقها سيارة رباعية الدفع قرب بيشاور"، مشيراً إلى أن "رجلاً في السيارة التي قطعت الطريق فتح نافذة وأطلق النار من رشاشه، لكن الدبلوماسية لم تصب بأذى".

وفي 28 سبتمبر/ أيلول 2018، اختارها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سفيرة لواشنطن في يريفان، ورافقت تطورات الحرب في إقليم ناغورنو كاراباخ في أواخر عام 2020، وكان ضمن الوفد الأميركي الذي زار أذربيجان في إبريل/ نيسان الماضي، حيث نوقشت في باكو مسائل تطبيع العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا والمحادثات لإعداد اتفاقية السلام، وفتح الطرق، تحديداً معبر لاتشين.

ويُظهر اختيار تريسي، الملمّة بأوضاع منطقة القوقاز والوسط الآسيوي، والمتمتعة بخبرة دبلوماسية تزيد عن الـ25 عاماً، توجّهاً لدى الإدارة الأميركية بإيلاء هذه المنطقة اهتماماً أكبر في المرحلة المقبلة، خصوصاً لصلتها المباشرة بروسيا، في ظلّ تشعّب التوترات السياسية، والتي تحول بعضها إلى ميدانية في الفترة الأخيرة، تحديداً بين أرمينيا وأذربيجان، وبين طاجكستان وقرغيزستان.

المساهمون