بايدن: لن تحصل إسرائيل على دعمنا إذا دخلت إلى المراكز السكانية في رفح

09 مايو 2024
بايدن معانقاً نتنياهو أثناء زيارته تل أبيب، أكتوبر 2023 (بريندان سميالوفسكي/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الرئيس الأمريكي جو بايدن يعلن توقف إرسال قنابل إلى إسرائيل كانت تستخدم ضد المدنيين الفلسطينيين، مشيرًا إلى تهديد بوقف شحنات أسلحة إذا اجتاحت إسرائيل رفح، ويؤكد على العمل مع الدول العربية لإعادة إعمار غزة والتحول نحو حل الدولتين مع دعم حماية إسرائيل.
- بايدن يضع شروطًا على الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل، مع التأكيد على استمرار الحماية لكن بتحفظات تجاه العمليات العسكرية في المناطق المدنية، في ظل توتر العلاقات مع نتنياهو بسبب العمليات في غزة.
- الإدارة الأمريكية تعلق شحنة أسلحة إلى إسرائيل ردًا على خطط هجوم على رفح، مع التأكيد على مراجعة شحنات أخرى والتزام بالقانون الدولي الإنساني، بينما تعبر إسرائيل عن إحباطها من القرار، محذرة من تأثيره على مفاوضات إطلاق الأسرى.

قال الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء، إن القنابل التي زودت بها الولايات المتحدة إسرائيل وتوقفت الآن عن إرسالها إليها استخدمت في قتل المدنيين الفلسطينيين، مهدداً بوقف شحنات بعض الأسلحة إلى إسرائيل في حال قررت المضي في اجتياح مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.

وأضاف بايدن في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الأميركية، عندما سئل عن القنابل التي تزن الواحدة منها ألفي رطل (907 كيلوغرامات)، والتي كانت واشنطن ترسلها إلى إسرائيل: "لقد قُتل مدنيون في غزة نتيجة لتلك القنابل وغيرها من الطرق التي يستهدفون بها المراكز السكانية"، مضيفاً "إسرائيل لن تحصل على دعمنا إذا دخلت المراكز السكانية في رفح". وخلال المقابلة، قال بايدن إنه يعمل مع الدول العربية المستعدة لإعادة إعمار غزة والمساعدة في الانتقال إلى حل الدولتين.

بايدن يضع للمرة الأولى شروطاً على الدعم العسكري لإسرائيل

وهذه هي المرة الأولى التي يضع فيها بايدن (81 عاماً)، بصورة علنية شروطاً للدعم العسكري الأميركي لإسرائيل، بحسب وكالة فرانس برس. لكنّ الرئيس الديمقراطي أكّد في الوقت نفسه أنّ الولايات المتحدة ستواصل "ضمان حماية إسرائيل بواسطة القبة الحديدية"، وهي منظومة الدفاع الجوي الصاروخية.

وردّاً على سؤال بشأن التوغّل العسكري الإسرائيلي في رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة والتي نزح إليها أكثر من مليون فلسطيني، قال بايدن إنّ هذا التوغّل لم يطل "مراكز سكّانية". ويعني تصريح الرئيس الأميركي هذا أنّ هذا التوغّل ليس عملية برية واسعة النطاق تستدعي ردّ فعل من جانب إدارته.

وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت إسرائيل قد تجاوزت خطاً أحمر في رفح، قال بايدن "ليس بعد". وأضاف الرئيس الأميركي "لقد قلت بوضوح لبيبي (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو)، ولحكومة الحرب إنّهم لن يحظوا بدعمنا إذا دخلوا إلى المراكز السكانية"، وقال "نحن لا ننأى بأنفسنا عن أمن إسرائيل، بل ننأى بأنفسنا عن قدرة إسرائيل على شنّ حرب في هذه المناطق".

وكان بايدن في طليعة المدافعين عن إسرائيل منذ بدء حربها على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، لكنّ علاقته بنتنياهو توتّرت مذاك بشدّة، وهي اليوم معرّضة للانهيار إذا اجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي رفح.

وفي وقت سابق، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن قرار بايدن تعليق شحنة أسلحة إلى إسرائيل اتُّخذ في سياق خطط الأخيرة لشن هجوم على رفح تعارضه واشنطن، من دون ضمانات جديدة لحماية المدنيين. وأضاف أوستن خلال جلسة في مجلس الشيوخ: "كنا في غاية الوضوح منذ البداية أن إسرائيل يجب ألا تشن هجوماً كبيراً في رفح من دون وضع المدنيين في محيط تلك المعركة وحمايتهم بعين الاعتبار. ومن جديد، وبعد تقييمنا للوضع، علّقنا شحنة واحدة من الذخائر شديدة الانفجار". وأضاف وزير الدفاع الأميركي: "لم نتخذ قراراً نهائياً بشأن كيفية المضي قدماً في ما يخص تلك الشحنة".

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، في وقت سابق، إن واشنطن تراجع شحنات أسلحة أخرى إلى إسرائيل بعد تعليقها شحنة مساعدات، وذلك مع استمرار قلق واشنطن إزاء هجوم إسرائيلي محتمل على رفح. وذكر ميلر خلال إفادة صحافية أوردتها "رويترز"، أنه يتوقع أيضاً إرسال وزارة الخارجية خلال الأيام المقبلة تقريرها إلى الكونغرس عما إذا كانت إسرائيل قد استخدمت أسلحة مقدمة من واشنطن بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني. وكان الموعد النهائي لتسليم التقرير هو أمس الأربعاء.

وعلّقت الولايات المتّحدة الأسبوع الماضي إرسال شحنة أسلحة إلى إسرائيل، بعدما فشلت في معالجة "مخاوف" واشنطن إزاء خطط جيش الاحتلال الإسرائيلي بالهجوم على رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة والمكتظة بالنازحين، وفق ما أعلنه مسؤول أميركي، الثلاثاء. وقال المسؤول الكبير في إدارة بايدن، لوكالة "فرانس برس" طالباً عدم نشر اسمه: "لقد علّقنا الأسبوع الماضي إرسال شحنة واحدة من الأسلحة قوامها 1800 قنبلة، زنة الواحدة منها ألفا رطل (907 كلغ)، و1700 قنبلة زنة الواحدة منها 500 رطل (226 كلغ)". وأضاف: "لم نتّخذ قراراً نهائياً بشأن كيفية المضيّ قدماً في هذه الشحنة".

إلى ذلك، أعرب مسؤولون إسرائيليون كبار عن "إحباطهم العميق" من إدارة بايدن بسبب قرارها إيقاف شحنة أسلحة إلى إسرائيل مؤقتاً، محذرين من أن هذه الخطوة قد تعرّض مفاوضات إطلاق الأسرى الإسرائيليين للخطر، وفق ما نقله موقع أكسيوس الأميركي، أمس الأربعاء، عن مصدرين مطلعين على هذه القضية.

وبحسب المصادر، فقد أبلغت إسرائيل إدارة بايدن بانزعاجها، ليس فقط من قرار تعليق الشحنة، ولكن أيضاً من قرار تسريبه لوسائل الإعلام. وبحسب المصادر، فقد أبلغ الإسرائيليون الولايات المتحدة بأنهم "قلقون للغاية"، فمع استمرار المفاوضات في القاهرة، فإن توقيت هذه الخطوة سيعرّض الجهود المبذولة للتوصل لاتفاق لإطلاق الأسرى ووقف مؤقت لإطلاق النار للخطر.

المساهمون