في خضمّ التوترات في الشرق الأوسط، نُقل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى المستشفى، فقضى 4 أيام في وحدة العناية المركزة، وفقاً لمسؤولين كبار في الإدارة الأميركية، وكشفت وسائل إعلام أميركية، السبت، أن الرئيس جو بايدن وكبار مسؤولي الأمن القومي الأميركي لم يكونوا على علم بذلك طوال 3 أيام، ما كان مدعاة لقلق بالغ.
وقال مصدر مطلع لشبكة "سي أن أن" الأميركية، إن بايدن لم يكن على علم لعدة أيام بأن وزير الدفاع لويد أوستن نُقل إلى المستشفى، وأضاف المصدر أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان أبلغ بايدن في نهاية المطاف في وقت متأخر من بعد ظهر الخميس، بعد وقت قصير من علم سوليفان نفسه بالأمر.
ويبدو أن وزير الدفاع الأميركي مارس بعض مهامه، وهو على سريره في المستشفى، إذ قالت "سي أن أن" إنه في يوم رأس السنة الجديدة، أي اليوم الذي أدخل فيه أوستن إلى المستشفى، كان وزير الدفاع من بين كبار مسؤولي الأمن القومي الذين شاركوا في مكالمة مع الرئيس لمناقشة، من بين أمور أخرى، الوضع المتصاعد في البحر الأحمر، بحسب ما أكده مصدر مطلع على المكالمة للشبكة.
وقال السكرتير الصحافي للبنتاغون، الجنرال بات رايدر، لشبكة "إن بي سي نيوز" إن أوستن "استأنف مهامه الكاملة" مساء الجمعة، وبقي في المستشفى يوم السبت، وقال المصدر نفسه إنه لم يتضح متى سيُطلَق سراحه، ولم تكن التفاصيل بشأن مرضه متاحة.
وذكر مسؤولان أميركيان لمجلة "بوليتيكو"، أن البنتاغون لم يبلغ كبار المسؤولين في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض بدخول وزير الدفاع لويد أوستن إلى المستشفى، إلا بعد مرور 3 أيام كاملة من وصوله إلى "مركز والتر ريد" الطبي.
وأصدر أوستن بياناً، يوم السبت، تحمّل فيه مسؤولية عدم الكشف عن حالته بشكل عاجل، وقال: "أنا سعيد جداً لكوني في تحسن، وأتطلع إلى العودة إلى البنتاغون قريباً. أتفهم أيضاً مخاوف وسائل الإعلام بشأن الشفافية، وأدرك أنه كان بإمكاني القيام بعمل أفضل لضمان إبلاغ الجمهور بشكل مناسب".
وأضاف: "من المهم أن نقول، كان هذا الإجراء الطبي الخاص بي، وأتحمل المسؤولية الكاملة عن قراراتي بشأن الإفصاح".
إعلان أوستن لا يبدو أنه سيخفف قلق البيت الأبيض، الذي أكد كبار مسؤوليه أن أنباء وضع أوستن جاءت بمثابة صدمة لجميع الموظفين فيه، لأنهم لم يكونوا على علم بأن رئيس البنتاغون يتعامل مع تعقيدات بعد إجراء طبي اختياري. وعبّر مسؤولون، بحسب "بوليتكو"، عن دهشتهم من أن موظفي مجلس الأمن القومي فوجئوا بأن الأمر استغرق من البنتاغون وقتاً طويلاً لإعلامهم بوضع أوستن، فلم يعلن المعلومات حتى مساء الجمعة، وأخطر الكونغرس قبل حوالى 15 دقيقة من إصدار بيان عام.
ونقلت "بوليتيكو" عن أحد المسؤولين الأميركيين أعتقاده بأنه "ما كان يجب أن يحدث هذا بهذه الطريقة".
وفي بيان له مساء الجمعة، قال رايد إنّ أوستن قُبل في مركز "والتر ريد" الطبي العسكري الوطني ليلة الاثنين، بسبب "مضاعفات بعد إجراء طبي اختياري أخيراً".
وقالت شبكة "إن بي سي نيوز"، السبت، إن مسؤولي البنتاغون لم يكشفوا بعد عن الإجراء أو متى حدث، ويرفضون أيضاً تقديم أي تفاصيل عن مدى خطورة حالة أوستن هذا الأسبوع. ونقلت عن مسؤول كبير في الدفاع تأكيده أن نائبة وزير الدفاع كاثلين هيكس، التي كانت في إجازة حين نقل أوستن إلى المستشفى، تولت مهامه.
ووفقاً لمسؤول دفاعي، حافظت هيكس "على اتصال كامل مع موظفي وزارة الدفاع طوال الوقت"، وأنها "راقبت العمليات اليومية لوزارة الدفاع، وأجرت بعض الأعمال الروتينية".
وقال رايدر في بيانه: "في جميع الأوقات، كان نائب وزير الدفاع مستعداً للعمل وممارسة سلطات الوزير، إذا لزم الأمر".
ورداً على السؤال: لماذا أبقى البنتاغون على سرية دخول أوستن إلى المستشفى؟ قال رايدر لشبكة إن بي سي نيوز: "لقد كان هذا وضعاً متطوراً كان علينا فيه التفكير في عدد من العوامل"، من بينها "الخصوصية الشخصية" لوزير الدفاع، بحسب قوله.
وبينت "إن بي سي نيوز" في تقريرها، السبت، أن نقل أوستن إلى المستشفى تزامن مع ضربة نادرة، مثيرة للجدل، شنتها الولايات المتحدة على واحد من كبار أعضاء المليشيات المدعومة من إيران في بغداد، في إشارة إلى طالب علي السعيدي، القيادي في حركة النجباء المنضوية تحت فصائل "الحشد الشعبي"، وفي وقت كانت فيه إدارة بايدن تدرس خيارات لضرب المسلحين الحوثيين، رداً على هجماتهم المستمرة على السفن في البحر الأحمر.
وأوستن (70 عاماً) هو التالي مباشرة بعد الرئيس جو بايدن في قيادة الجيش الأميركي، وتتطلب واجباته أن يكون متاحاً في أي لحظة للتعامل مع أي أزمة للأمن القومي.