توجّه البحرينيون، صباح السبت، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب مجلس نواب جديد. إذ يتنافس أكثر من 330 مرشحاً، من بينهم 73 امرأة للفوز بـ40 مقعداً، وسط غياب معارضة حقيقية. وتشهد هذه الانتخابات تنافس عدد قياسي من المرشحين، رغم عدم وجود معارضة حقيقية، ما يقلّل من حدة المنافسة السياسية في المملكة الخليجية الصغيرة.
على غرار انتخابات عام 2018، منعت مجموعتا المعارضة الرئيسيتان، وهما "الوفاق" الشيعية ووعد العلمانية من تقديم مرشحين، ما دفعهما إلى دعوة الناخبين لمقاطعة الانتخابات. ويُذكر أنّه جرى حل الجمعية الأولى في 2016 والأخرى في 2017.
وهذه ثالث انتخابات منذ انتفاضة 2011 حين شهدت البحرين، الواقعة بين السعودية وإيران، تظاهرات متزامنة مع تظاهرات الربيع العربي للمطالبة بملكية دستورية وإصلاحات سياسية أخرى، قمعتها السلطات. ومنذ ذلك الحين، سجنت السلطات مئات المعارضين، بمن فيهم زعيم المعارضة الشيعية البارز الشيخ علي سلمان الذي ترأس جمعية "الوفاق"، وجرّدت العديد من جنسيتهم، فيما أعدمت آخرين.
وتصرّ المنامة على أن "المملكة لا تتسامح مع التمييز أو الاضطهاد أو الترويج للانقسام على أساس العرق أو الثقافة أو المعتقد"، فيما اعتبرت منظمة العفو الدولية الخميس أن الانتخابات تجري في "بيئة من القمع السياسي". إذ صرحت نائبة المدير الإقليمي للمنظمة آمنة القلالي، قائلةً: "في البحرين السبت، لا توجد معارضة سياسية حقيقية". بل إن البحرين تتّهم جارتها إيران بتدريب جماعات مسلحة من أجل إطاحة حكومتها، وهوما نفته طهران.
ويقول الناشط الحقوقي المقيم في بريطانيا علي عبد الإمام إن "هذه الانتخابات لن تُدخِل أي تغيير، فدون المعارضة لن يكون لدينا بلد متعافٍ".
انتخابات يشوبها القمع
ومنعت البحرين منذ 2018 أعضاء أحزاب المعارضة السياسية السابقة من الترشح للبرلمان، ومن الخدمة في مجالس إدارة المنظمات المدنية، بموجب ما يسمى قوانين العزل السياسي والمدني، وهو ما أكده إعلان منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية، نقلاً عن شخصيات من المجتمع المدني البحريني، مشيراً إلى أن ما بين 6000 إلى 11000 مواطن بحريني مُنعوا بأثر رجعي من الترشح للبرلمان وعضوية مجالس الجمعيات.
ورأت المنظمة التي تتخذ نيويورك مقرّاً أنّ انتخابات البحرين السبت "تعطي أملاً ضئيلاً في تحقيق نتائج أكثر حرية وعدالة مما كانت عليه في 2018".
وتأتي عملية التصويت بعد أكثر من أسبوع من زيارة تاريخية قام بها البابا فرنسيس بهدف تعزيز الحوار بين الأديان، وهي الزيارة الثانية له لدولة خليجية بعد رحلة إلى الإمارات عام 2019.
وحض البابا خلال زيارته، من دون تحديد دولة معينة، على احترام حقوق الإنسان، قائلاً إن من المهم "عدم انتهاكها"، بل دعمها والترويج لها.
وتتكون البحرين من جزيرة واحدة كبيرة وحوالى 34 جزيرة صغيرة تقع قبالة الساحل الشرقي للسعودية التي ترتبط بها من طريق جسر، وتبلغ مساحتها 700 كيلومتر مربع، وهي أصغر دولة في الشرق الأوسط.
وطبّعت البحرين العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي في عام 2020. وهي تستضيف الأسطول الخامس للبحرية الأميركية مع حوالى 7800 جندي أميركي منتشرين في البلاد.
وكانت بريطانيا قد افتتحت في إبريل/نيسان 2018 في البحرين أول قاعدة عسكرية دائمة لها في الشرق الأوسط منذ عام 1971، وذلك في جنوب المنامة، على أن تستضيف حوالى 300 جندي.
ومع تحصيل 80 في المائة من إيراداتها من النفط وعجز كبير في الميزانية، أعلنت المنامة في أكتوبر/تشرين الأول 2018 خطة إصلاح اقتصادي مدعومة بحزمة دعم بقيمة 10 مليارات دولار من حلفائها الخليجيين الرئيسيين.
البحرين: مواقع إنترنت تعرضت لهجوم قبيل الانتخابات البرلمانية
وبدأ البحرينيون اليوم السبت التصويت في انتخابات برلمانية ومحلية بعد ساعات فقط من استهداف قراصنة لمواقع حكومية في المملكة.
ولم تحدد وزارة الداخلية المواقع المستهدفة، لكن تعذّر الوصول إلى وكالة أنباء البحرين الحكومية وموقع البرلمان البحريني. في وقت لاحق، تعذّر الوصول إلى موقع الانتخابات في البحرين من الخارج.
وقالت وزارة الداخلية: "يتم استهداف المواقع الإلكترونية لعرقلة الانتخابات وتداول رسائل سلبية في محاولات يائسة لن تؤثر على إصرار المواطنين على التوجه إلى مراكز الاقتراع".
وأظهرت لقطات التقطها مستخدمو الإنترنت صورة بعد الاختراق، زعم أنه نُفِّذ من قبل حساب غير معروف سابقاً باسم الطوفان.
وقالت حسابات التواصل الاجتماعي المرتبطة بالطوفان إن الجماعة استهدفت موقع البرلمان "بسبب الاضطهاد الذي تمارسه السلطات البحرينية، وتنفيذاً للإرادة الشعبية بمقاطعة الانتخابات الصورية". ولم يرد المسؤولون البحرينيون على طلب للتعليق على الاختراق. وبث تلفزيون البحرين الحكومي لقطات لأشخاص يصوتون في صناديق الاقتراع.
(فرانس برس، أسوشييتد برس)