انسحاب بايدن يسيل الكثير من الحبر في الصين

22 يوليو 2024
بايدن خلال لقاء سابق مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في أندونيسيا، 14 نوفمبر 2022 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **انسحاب بايدن ودعم هاريس**: انسحب بايدن من سباق الرئاسة المقبل، معلناً دعمه لنائبته كامالا هاريس، مما أثار تساؤلات حول تأثير ذلك على العلاقات الأمريكية-الصينية.

- **تحديات الديمقراطيين**: أظهرت استطلاعات الرأي أن ثلثي الناخبين الديمقراطيين يؤيدون تنحي بايدن، مما يعكس حالة التخبط داخل الحزب وصعوبة بناء الدعم الشعبي لهاريس قبل الانتخابات المقبلة.

- **استراتيجية الديمقراطيين**: انسحاب بايدن يُعتبر خطوة استراتيجية لتحسين آفاق الحزب الديمقراطي في الانتخابات، لكن يشكك البعض في قدرة هاريس على توحيد الحزب وقيادته.

اهتمت الصحف الصينية الصادرة اليوم الاثنين، بانسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن من سباق الرئاسة الأميركية المقبل ودعمه نائبته كامالا هاريس. وتساءلت عن مدى تأثير ذلك على مسار العلاقات بين بكين وواشنطن في ظل حالة التخبط التي تطغى على المشهد السياسي الأميركي. وقالت صحيفة ساوث تشاينا مورنيغ بوست، إن قرار انسحاب بايدن جاء نتيجة التشكيك المستمر في قدراته داخل الحزب الديمقراطي نفسه، والاضطرابات داخل الحزب أثارت تساؤلات حول حماس الناخبين، وسط مخاوف من أن مؤيدي بايدن الفاترين سيكونون أقل ميلاً للتصويت أو قد يختارون ترامب أو مرشحاً آخر مستقلاً.

وأشارت استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن ثلثي الناخبين الديمقراطيين يؤيدون تنحيه حتى مع إشارة كبار المانحين للحملة إلى استيائهم. وأضافت بأن هذه الخطوة تعكس حالة التخبط داخل الولايات المتحدة، مع وجود علامات استفهام حول هوية خليفة الرئيس المنسحب، حيث لم تتضح بعد كيفية تحويل أموال الحملة وتفويض الأصوات المخصصة لبايدن إلى مرشح جديد.

ولفتت الصحيفة الصينية أنه سيكون أمام المرشح الرئاسي الديمقراطي الجديد فترة قصيرة نسبياً لبناء الدعم الشعبي قبل انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إذ لم يتضح على الفور ما إذا كان الديمقراطيون سيتحدون خلف هاريس. وقالت إنه من غير الواضح أيضاً كيف سيؤثر هذا على سياسة الولايات المتحدة تجاه الصين. وأشارت إلى أن بايدن خاض حملته الانتخابية الأولى متعهداً بإعادة النظر في السياسات تجاه الصين التي تبناها ترامب وتسببت في حرب تجارية غير مسبوقة استهدفت السلع والشركات الصينية. ولكن بعد توليه منصب الرئيس في عام 2021، أبقى بايدن على الرسوم الجمركية وأضاف إليها المزيد، مع التركيز على قطاعات التكنولوجيا الفائقة، الأمر الذي زاد من توتر العلاقات بين البلدين، ومع ذلك، لم يحظ بايدن بامتنان كبير من الجمهور الأميركي الذي سئم التضخم والهجرة غير الشرعية وغيرها من القضايا الداخلية.

من جهتها، قالت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية، إن انسحاب بايدن من السباق خطوة حاسمة لقلب آفاق الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية ضد الجمهوريين في هذا الوقت من الأزمة. ونقلت الصحيفة عن الباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، لو شيانغ، قوله حول انسحاب بايدن: "إنه قرار اتخذ في موقف يائس، على أمل أن يتمكن الحزب الديمقراطي عبر استبدال بايدن بهاريس من معرفة ما إذا كانت هناك فرصة ضئيلة للفوز في هذه الانتخابات الرئاسية".

وقال لو إن جانباً آخر من المعضلة هو انتخابات الكونغرس الأميركي، مشيراً إلى أن انتخابات مجلس النواب ومجلس الشيوخ في مواقف غير مواتية أيضاً. وأضاف لو أن عدداً من الديمقراطيين انضموا في السابق إلى موجة المشرعين الذين طالبوا بايدن بالتنحي لمنع حملته من زيادة خفض احتمالات المرشحين للكونغرس.

وقالت الصحيفة إنه يمكن اعتبار قرار الديمقراطيين استبدال بايدن بمثابة خطوة استراتيجية في موقف حرج، لا تهدف إلى تحسين آفاقهم في الانتخابات الرئاسية فحسب، ولكن إلى ضمان عدم تأثر الانتخابات البرلمانية سلباً أيضاً. وأشارت إلى أن كامالا هاريس، على عكس بايدن، لا تمتلك القدرة القيادية على توحيد أعضاء الحزب، ويشكك بعض الناس في مهاراتها القيادية، معتقدين أنها تفتقر الخبرة والإنجازات اللازمة لشغل منصب الرئيس. لافتة أنه في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية لعام 2020، كان أداء هاريس متوسطاً، وانسحبت من الانتخابات التمهيدية في مرحلة مبكرة، مما يشير إلى أن نفوذها داخل الحزب محدود نسبياً.

المساهمون