انسحاب أكثر من مئتي مرشح في الانتخابات التشريعية الفرنسية

02 يوليو 2024
ملصقات من الانتخابات التشريعية الفرنسية، 30 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

ارتسمت اليوم الثلاثاء في فرنسا معالم المعركة قبل الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية، مع انسحاب أكثر من 210 مرشحين من اليسار أو معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون لصالح خصومهم لقطع الطريق أمام حزب التجمع الوطني ومنعه من الحصول على الأغلبية المطلقة، الأحد. وينتهي تقديم الترشيحات رسمياً في الساعة 16.00 بتوقيت غرينتش، وسيعطي صورة أوضح للدورة الثانية من الانتخابات التاريخية الناجمة عن حل الرئيس إيمانويل ماكرون المفاجئ الجمعية الوطنية في 9 يونيو/ حزيران.

وكان معظم المرشحين في الانتخابات التشريعية من اليسار (127) أو من معسكر ماكرون (81) ووصلوا إلى المركز الثالث من الدورة الأولى في دائرة كان حزب الجبهة الوطنية في الطليعة فيها خلال الدورة الأولى. وإجمالاً، مع أكثر من 210 عمليات انسحاب سجلتها وكالة فرانس برس، لم يبق سوى حوالي مائة مرشح (ثلاثة أو أربعة مرشحين مؤهلين) من أصل 311 الأحد الماضي. وفي كثير من الأحيان تهدف هذه الانسحابات إلى منع حزب التجمع الوطني وحلفائه من تشكيل حكومة ستكون تاريخية، إذ لم يصل اليمين المتطرف إلى السلطة في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.

وبعد ثلاثة أسابيع من الزلزال السياسي الذي أحدثه ماكرون بإعلانه حلّ الجمعية الوطنية، صوّت الفرنسيون بكثافة الأحد في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية التي تثير نتائجها ترقباً كبيراً في الخارج. وحلّ التجمّع الوطني (يمين متطرّف) وحلفاؤه في طليعة نتائج الجولة الأولى من الاقتراع، بنيله 33.14% من الأصوات (10.6 ملايين صوت). وانتُخب 39 نائباً عن هذا الحزب في الجولة الأولى.

وبذلك، تقدّم على الجبهة الشعبية الجديدة التي تضم اليسار (27.99 %)، فيما جاء معسكر ماكرون في المرتبة الثالثة بفارق كبير (20.8 %). وطالب اليمين المتطرّف الفرنسيين بمنحه غالبية مطلقة في الجولة الثانية. وقال رئيسه الشاب جوردان بارديلا إنّ الجولة الثانية ستكون "واحدة من الأكثر حسماً في مجمل تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة" التي تأسست في عام 1958.

وأدان رئيس حزب التجمع الوطني جوردان بارديلا (28 عاماً) "تحالفات العار"، ودعا الناخبين إلى منحه الأغلبية المطلقة للوصول الى السلطة "في مواجهة التهديد الوجودي للأمة الفرنسية" الذي يمثله اليسار. من جهتها، أشارت زعيمة اليمين المتطرّف الفرنسي مارين لوبن، الثلاثاء، إلى إمكانية تشكيل حكومة بأغلبية نسبية تبلغ 270 نائباً، بدعم "على سبيل المثال من بعض اليمين وبعض اليسار وعدد من الجمهوريين (يمين). وأكد ماكرون الذي فتح الباب أمام موجة اليمين المتطرف، من خلال الدعوة إلى هذه الانتخابات المبكرة، لوزرائه الاثنين أنه لا ينبغي أن يذهب "صوت واحد" إلى التجمع الوطني.