انتقادات واسعة للعنصرية في حزب الإصلاح البريطاني

28 يونيو 2024
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، سالفورد 4 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- قبل انتخابات مجلس العموم البريطاني، أثارت تصريحات عنصرية من ناشطين بحزب الإصلاح البريطاني غضباً سياسياً، مع تحقيق الشرطة في التصريحات بعد تقرير القناة الرابعة الذي أدى لفصل نشطاء.
- رئيس الوزراء ريشي سوناك وزعماء أحزاب أخرى كزعيم حزب العمال كير ستارمر وزعيم الليبراليين الديمقراطيين إد ديفي أدانوا التصريحات العنصرية، مؤكدين على الحاجة لمواجهة العنصرية.
- نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح، دافع عن الحزب متهماً التقرير بالتحيز، بينما أكدت القناة الرابعة على دورها في فضح العنصرية، مما يبرز التحديات أمام السياسة البريطانية في التعامل مع العنصرية والتمييز.

ما زالت التصريحات العنصريّة لأحد الناشطين في حزب الإصلاح البريطاني تثير ردود فعل غاضبة في الساحة السياسيّة قبل أسبوع من موعد انتخابات مجلس العموم البريطاني في الرابع من يوليو/ تموز، إذ ندد رئيس الوزراء ريشي سوناك، اليوم الجمعة، خلال مقابلة مصوّرة، بهذه التصريحات، قائلاً إنه "مجروح وغاضب".

وتعود القضية إلى قيام مراسل القناة الرابعة الإخباريّة بتصوير عدد من الناشطين لحزب الإصلاح اليميني الشعبوي بشكل سرّي وهم يطلقون تصريحات عنصريّة وكارهة للنساء وللإسلام والمثليين خلال جولة انتخابيّة في بلدة كلاكتون، يوم أمس الخميس، طاولت رئيس الوزراء البريطاني، واستخدمت فيها ألفاظ نابية.

وعبّر سوناك عن انزعاجه من اضطرار بناته إلى سماع ما قيل عنه، موضحاً: "عندما تضطر ابنتاي إلى رؤية وسماع الأشخاص الإصلاحيين الذين يقومون بحملة لصالح نايجل فاراج وهم يسيئون لي فهذا يؤلمني ويثير غضبي، وأعتقد أن لديه بعض الأسئلة التي يجب أن يجيب عنها".

ورداً على سؤال عم إذا كان من المحبط أن يعلم سوناك أن بعض أنصار حزب المحافظين السابقين كانوا يدعمون حزباً يتصرف نشطاؤه بهذه الطريقة، قال سوناك إنّه "عندما ترى مرشحي حزب الإصلاح البريطاني والناشطين يستخدمون على ما يبدو لغة وآراء عنصرية وكارهة للنساء (..)، أعتقد أن هذا يخبرك شيئاً عن الثقافة داخل حزب الإصلاح. أندرو باركر ليس صوتاً مهماً للرجال، إنه كاره للنساء وضيع، وسياستنا وبلدنا أفضل من ذلك". وأضاف: "بصفتي رئيساً للوزراء، ولكن الأهم من ذلك كأب لفتاتين صغيرتين، من واجبي أن أرفض هذا السلوك المسبب للتآكل والانقسام".

تحقيق في تصريحات نشطاء حزب الإصلاح البريطاني

وقال متحدث باسم الشرطة، اليوم الجمعة، إن الشرطة "تقوم على وجه السرعة بتقييم التعليقات العنصريّة والمعادية للمثليين التي أدلى بها نشطاء الإصلاح في المملكة المتحدة" في لقطات جرى بثها "لتحديد ما إذا كانت هناك أي جرائم جنائيّة". وبحسب المتحدث، فإن الشرطة "على علم بالتعليقات التي جرى الإدلاء بها خلال برنامج أخبار القناة الرابعة، وتقوم بتقييمها بشكل عاجل لتحديد ما إذا كانت هناك أي جرائم جنائية".

وسجل مقطعٌ مصوّر أندرو باركر، وهو ناشط حزبي في كلاكتون، وهو يصف ريشي سوناك بألفاظ نابية، وقد اعتذر منذ ذلك الحين، وقال إنه كان "متحمساً". وفُصل العديد من النشطاء الذين كانوا يعملون في مكتب حملة كلاكتون بقيادة نايجل فاراج، أمس الخميس، من قبل الحزب بعد نشر التحقيق الذي أجرته القناة الرابعة الإخباريّة.

وادّعى زعيم حزب الإصلاح البريطاني المعادي للهجرة واللاجئين ناجيل فاراج، خلال مقابلة معه اليوم الجمعة، في قناة "آي تي في"، أن ما نشرته القناة الرابعة كان "معدّاً له مسبقاً بشكل كامل". بدورها، أصدرت القناة الرابعة بياناً رفضت فيه هذه الاتهامات، وقالت إن عملها كان جزءاً من فضح العنصريّة في حزب الإصلاح البريطاني، وإنها التقت الناشط المذكور لأول مرّة خلال تسجيل الفيديو.

وتوالت التنديدات بالتصريحات العنصريّة، إذ قال زعيم حزب العمّال كير ستارمر إنه "صُدم" مما سمعه وهو "عنصري بشكل واضح"، مضيفاً أنه "اختبار للقيادة". وأضاف ستارمر، خلال لقاء مع "بي بي سي"، الجمعة، أنه "يتعين على القائد أن يغير حزبه، للتأكد من أن الثقافة صحيحة، وأن المعايير مفهومة من قبل الجميع داخل الحزب".

وانضم زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين إد ديفي إلى الذين أدانوا نشطاء الإصلاح، قائلاً: "لقد سمعت التعليقات على شاشة التلفزيون، وكانت واضحة العنصرية ومعادية للمثليين وبغيضة، وآمل أن يتعامل الحزب مع هؤلاء ومع أي شخص آخر يتحدث بهذه الطريقة".