انتصار تاريخي للمعارضة الفنزويلية في مسقط رأس هوغو تشافيز

10 يناير 2022
المعارض الفائز سيرخيو غاريدو إلى يمين الصورة (فيديريكو بارا/فرانس برس)
+ الخط -

حققت المعارضة الفنزويلية انتصاراً تاريخياً، الأحد، في الانتخابات التي أجريت لاختيار حاكم ولاية باريناس، وهو المنصب الذي تشغله منذ العام 1998 عائلة الرئيس السابق هوغو تشافيز، في نهاية اقتراع حاولت السلطة بذل ما في وسعها لانتزاع الفوز فيه، بعدما ألغى القضاء انتخابات أولى أجريت في نوفمبر/تشرين الثاني 2021.

وكان المعارض سيرخيو غاريدو غير المعروف على نطاق واسع، حلّ مكان مرشح المعارضة فريدي سوبرلانو الذي كان متصدراً، عندما ألغى القضاء الاقتراع وأعلنه غير مؤهل.

وبحسب النتائج التي أعلنتها اللجنة الانتخابية الوطنية مساء الأحد، فإن غاريدو حقق فوزاً مريحاً، مع حصوله على 55.36 في المائة من الأصوات في مقابل 41.27 في المائة لخورخي أريياسا، مرشح السلطة.

وبذلك، تنتهي عقود من هيمنة عائلة تشافيز على منصب حاكم هذه الولاية الاستراتيجية. وبدأ حكم العائلة مع والد الرئيس، هوغو دي لوس رييس تشافيز (1998-2008) واستمرّت مع شقيقيه أدان (2008-2016) وأرخينيس (2017-2021)

وكتب أريياسا وهو صهر تشافيز، على "تويتر" أنه وفقاً للمعلومات المتوافرة لديه، "لم ننجح في هدف الفوز"، في وقت لم تكن اللجنة الانتخابية الوطنية قد أعلنت بعد نتائج التصويت.

وأريياسا وهو نائب الرئيس الأسبق لفنزويلا ووزير الخارجية السابق وشخصية بارزة في الحركة التشافية، نقل إلى هذه الولاية في غرب البلاد ليحلّ مكان الحاكم المنتهية ولايته أرخينيس تشافيز، الذي تخلى عن الترشح لإعادة انتخابه بعد الدورة الانتخابية الأولى.

معارضة منقسمة

من جانبه، كتب الحاكم الفائز سيرخيو غاريدو على "تويتر": "لقد حقق الشعب النبيل في باريناس النصر. بالوحدة وبقوة كل واحد منكم نجحنا... نجحنا في تخطي العقبات والمحن رغم كل ما كان علينا مواجهته".

والمعارضة التي كانت منقسمة في انتخابات 21 نوفمبر/تشرين الثاني، تكبّدت على المستوى الوطني هزيمة ساحقة في مواجهة السلطة التي فازت في 19 من أصل 23 من مناصب الحكّام وبرئاسة بلدية كراكاس.

بالإضافة إلى رمزية هزيمة الحركة التشافية، فازت المعارضة بمنطقة رئيسية للرئيس نيكولاس مادورو، خلف تشافيز، معروفة بسهولها الزراعية واحتياطاتها النفطية وموقعها قرب الحدود الكولومبية حيث تنتشر العصابات وتجار المخدرات.

وخلال الحملة الانتخابية، انتقد غاريدو "تحويل" موارد الدولة لصالح مرشح السلطة. وندد الأحد بعملية التوقيف "غير المبررة" لناشطين في بارانكاس. ولم تتمكن وكالة "فرانس برس" من تأكيد صحة هذه التوقيفات.

وخلال عملية الاقتراع، نُشر نحو 25 ألف عنصر أمني، بينهم 15 ألف جندي في الولاية. وقال نيلسون ليون وهو مدرس موسيقى يبلغ 68 عاماً لوكالة "فرانس برس" بعد الإدلاء بصوته قرب ساحة بوليفار وسط باريناس: "فازت المعارضة (في نوفمبر/تشرين الثاني) ولم يعجبهم ذلك لأنهم يريدون مواصلة هيمنتهم وسلالتهم".

وفي نوفمبر، وفي حين نشرت نتائج الانتخابات في الولايات الفنزويليّة الـ23، تأخّرت نتائج باريناس لأيام، قبل أن يتمّ تعليقها بعد فرز 90 في المائة من الأصوات. وكان فريدي سوبرلانو فائزاً بنتيجة 37.60 في المائة من الأصوات مقابل 37.21 في المائة لأرخينيس تشافيز. وقد ندّدت المعارضة وقتها بحدوث "خرق".

وكانت السلطة قد حشدت آلتها الانتخابية للاقتراع الجديد، وأرسلت وزراء ومسؤولين رفيعي المستوى إلى المنطقة لدعم أرييزا.

وباريناس، على غرار بقية البلاد، غارقة في أزمة اقتصادية تسببت في انخفاض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي لهذا البلد المنتج للنفط إلى مستواه في هايتي.

وقال فاخاردو روميرو (56 عاماً) وهو إطفائي وعنصر مليشيا موالية للسلطة في سويداد تافاكاري، وهو مجمع سكني شعبي كبير حيث تزيّن صور هوغو تشافيز الذي كان رئيساً لفنزويلا من 1999 حتى وفاته عام 2013، الجدران "دائماً كنت أدلو بدلوي في الانتخابات (...) حتى نحافظ على حاكمية الولاية".

وقبل بدء الاقتراع، قدّر مدير معهد "دلفوس" فيليكس سيخاس أن "الحكومة تبذل كل ما في وسعها للفوز بباريناس"، فيما تريد المعارضة تنظيم استفتاء لمحاولة عزل الرئيس نيكولاس مادورو.

وقال: "لا يمكنهم السماح للمعارضة بالفوز لأن ذلك من شأنه أن يغذي الخطاب القائل بأن الحركة التشافية ليست كلية القدرة". لذلك، قد تحاول المعارضة الاستفادة من هذه الفرصة لإطلاق حملة لتنظيم استفتاء.

(فرانس برس)

المساهمون