انتخابات المجلس البلدي في الكويت: بوابة للوصول إلى البرلمان

21 مايو 2022
عرفت الكويت 12 انتخابات بلدية (ياسر الزيات/فرانس برس)
+ الخط -

تنطلق انتخابات المجلس البلدي في الكويت، اليوم السبت، في دورته الثالثة عشرة منذ استقلال البلاد في العام 1961. ويشارك فيها 44 مرشحاً، بينهم امرأتان، عن الدوائر الانتخابية العشر. وسيجرى انتخاب عضو عن كل دائرة، وذلك وفق نظام الصوت الواحد.

وذكرت وزارة الداخلية الكويتية أن مرشحي المجلس البلدي الـ44 انقسموا إلى 10 عن الدائرة الثالثة، و9 عن الدائرة الرابعة، و6 عن الدائرة الخامسة، و4 عن كل من الدوائر الأولى والسادسة والثامنة، و3 عن الدائرة الثانية، و2 عن الدائرة التاسعة، في حين شهدت الدائرتان السابعة والعاشرة ترشح مرشح واحد فقط في كل منهما.

يُعدّ المجلس البلدي في الكويت بوابة لعالم التجارة والأعمال

وقالت الوزارة، في بيان عبر موقعها الإلكتروني في 23 إبريل/نيسان الماضي، بعد إغلاق باب الترشح للمجلس البلدي، إنه "لم يتقدم في الدائرتين السابعة والعاشرة سوى مرشح واحد، وسيتم إعلان فوزهما بالتزكية بشكل رسمي، عن طريق وزير الداخلية الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، وفق المادة 25 من قانون 35 لسنة 1962"، في سابقة جديدة لم تشهدها انتخابات المجالس البلدية السابقة. ويبلغ عدد أعضاء المجلس البلدي 16 عضواً، يجرى انتخاب 10 منهم عبر الاقتراع السري المباشر، وتعيّن الحكومة أعضاءها الـ6 الآخرين.

المجلس البلدي أول ممارسة ديمقراطية بالكويت

ويعدّ المجلس البلدي في الكويت أول ممارسة ديمقراطية تشهدها البلاد بعد إنشاء بلدية الكويت في 1930. وصدر بعد عام واحد قانون البلدية، الذي اشتمل على انتخاب أعضاء المجلس البلدي من 12 عضواً، وجرى انتخاب أعضائه في 1932، وانتخب أعضاؤه من بينهم مديراً للبلدية.

وأدى ظهور المجلس التشريعي في العام 1938 إلى الهيمنة على معظم صلاحياته، والذي اشترك في عضويته بعض أعضاء المجلس البلدي من دون الجمع بين العضويتين. 

كما أدى تشكيل مجلس الإنشاء في عام 1952 إلى تقليص صلاحيات المجلس البلدي، حتى صدور قانون البلدية عام 1960 الذي أعاد إلى للبلدية معظم اختصاصاتها. وشهدت بعد ذلك الكويت انتخاب 12 مجلساً بلدياً منذ استقلالها.

ويختص المجلس البلدي في الكويت في رسم السياسات العامة لبلدية الكويت، وفي تخطيط وتشريع ومراقبة أنشطة البلدية، ولا يتمتع بأي نشاطات سياسية أبداً، ويتسم طابع نشاطه غالباً بالفني.

المجلس البلدي بوابة لدخول البرلمان الكويتي

لكن أهميته بالنسبة إلى الكويتيين تكمن في أنه يشكل عادةً بوابة لصغار السياسيين الطامحين إلى دخول مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي فيما بعد، وتكوين قاعدة انتخابية. كما بدأ عدد لا يستهان به من البرلمانيين الكويتيين نشاطهم في الفضاء العام من خلال بوابة المجلس البلدي.

كما يُعدّ المجلس البلدي بوابة لعالم التجارة والأعمال، وذلك نتيجة اختصاص أعضائه بالتصويت بالموافقة، أو الرفض، على المشاريع العقارية والتخطيطية التي تملكها كبرى شركات البناء والمقاولات في البلاد.

يذكر أن المرأة لم يسبق لها النجاح في عضوية المجلس البلدي من خلال ترشحها للانتخابات، ومنحتها الحكومة ثلاثة مقاعد بالتعيين عام 2009، لكل من أشواق المضف وجنان بوشهري ومنى بورسلي، ومقعد وحيد لمها البغلي في 2018. ومن غير المتوقع أن تخترق صفوف الرجال في الانتخابات الحالية، إذ تبدو فرصها ضعيفة جداً في المنافسة.

الانتخابات تعبير عن الرغبة بتحقيق التنمية

ورأى المرشح للمجلس البلدي عن الدائرة الثامنة عبد الله عويد الهذال، في حديث مع "العربي الجديد"، أن أهمية انتخابات المجلس البلدي تكمن في "التعبير عن رغبة الشعب في تحقيق التنمية". 

وأوضح أن "دور المجلس البلدي يتركز في رسم السياسات، ووضع الخطط وتقرير المشروعات، في كل ما يتعلق بمهام ومجالات نشاط بلدية الكويت العمراني والبيئي والصحي، ومراقبة تنفيذ القوانين واللوائح المتعلقة بالصحة العامة، والتنظيم والمباني، ونزع الملكية والاستيلاء المؤقت للمنفعة العامة وتقسيم الأراضي".

وأضاف الهذال: "كذلك يستطيع المجلس البلدي وضع ومتابعة المخططات الهيكلية العامة، ومخططات المناطق، واستحداث وتنظيم المناطق السكنية والتجارية والصناعية وغيرها. وكذلك يستطيع إجراء ما يلزم من تعديل في استعمال الأراضي، وتقرير المشروعات ومواقعها في شؤون العمران، وتجميل المدن والقرى والجزر والطرق والشوارع والميادين وتوسيعها، والمجاري (الصرف الصحي) والحدائق والتشجير، ووضع النظم الخاصة بالإعلانات".

واعتبر الهذال أن المجلس البلدي بإمكانه تحقيق إنجازات للدولة، إذا تضافرت الجهود معه على جميع المستويات، التنفيذية والتشريعية، وفق رؤية محددة وتكامل علمي عملي بين قطاعات الدولة المختلفة، وخلال فترة زمنية قياسية.

وأكد الهذال أن لنتائج انتخابات المجلس البلدي "انعكاسات مباشرة على المشهد السياسي. فرغبة الشعب في تغيير النمط التقليدي رسالة مهمة لتحقيق الرؤى عن طريق الشباب الواعي المتعلم، والذي سيعكس الرغبة الحقيقية في الإنجاز، ورسالة لأصحاب القرار بأن الكويت تملك العناصر البشرية الوطنية الماهرة، وكذلك تملك الموارد والمراكز الاقتصادية القوية، والتي تحتاج العمل الجاد لتوظيفها وإنفاقها في الطريق الصحيح".

1189 قراراً للمجلس البلدي السابق

وقال رئيس المجلس البلدي أسامة العتيبي، بعد اختتام جلساته يوم الاثنين الماضي، إن المجلس أصدر في دورته الأخيرة "1189 قراراً في 4 أعوام، وذلك في 75 جلسة رئيسية، منها 8 جلسات غير عادية". 

عبد الله عويد الهذال: المجلس البلدي بإمكانه تحقيق إنجازات للدولة

ومن أبرز القرارات: اعتماد المخطط الهيكلي المعدل لمشروع مدينة صباح السالم الجامعية، والموافقة على طلب الصندوق الوطني لرعاية وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة إضافة مواقع مركبات تجارية متنقلة، والموافقة على طلب المشروعات السياحية تطوير مشروع المدينة المائية ومركز خدمة بالواجهة البحرية، والموافقة على إضافة نسبة تجارية لمشروع مسلخ العاصمة وسوق الماشية لإقامة عيادة بيطرية.

وأكدت وزارة الداخلية الكويتية جاهزيتها واكتمال جميع استعداداتها لاستقبال "438283 ناخباً موزعين على 8 دوائر وفي 76 مدرسة". وأفادت بأنها ستقوم "باستقبال الناخبين الذين تعرضت أوراق جنسياتهم للتلف، يوم الاقتراع وقبل التصويت، لمنحهم شهادة الجنسية ليوم واحد فقط، من الساعة 7 صباحاً حتى إقفال باب التصويت". وأوضحت أن الاختيار لمرشح واحد فقط، إذ إن "التصويت لأكثر من مرشح يبطل ورقة الاقتراع".

من جانبها، أعلنت بلدية الكويت انطلاق أعمال فرق البلدية المكلفة بالتحضيرات والاستعدادات لانتخابات المجلس البلدي، وقيام الفرق الميدانية المشكلة بشأن الانتخابات "بأعمال النظافة في المدارس المخصصة لمراكز الاقتراع، وبالتنسيق مع وزارة التربية"، والأماكن المحيطة بها، وكذلك "أعمال إشغالات الطرق الخاصة بمواقف السيارات، وعملية تنظيم دخول الناخبين، بالتنسيق مع وزارة الداخلية".

المساهمون