اليمين المتطرف يستعد للتظاهر في بريطانيا ودعوات لتصنيفه "إرهابياً"

07 اغسطس 2024
الشرطة تتدخل أمام تجمع لمناهضة العنصرية في بريطانيا / 5 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تجمعات اليمين المتطرف ومواجهات متوقعة:** يستعد اليمين المتطرف في بريطانيا لتنظيم 30 تجمعاً مناهضاً للمهاجرين والمسلمين، بينما تستعد مجموعات مناهضة للعنصرية للتصدي لهم، مما يضع الشرطة أمام اختبار حقيقي.

- **دعوات لمواجهة اليمين المتطرف:** دعت حركة "نقف ضد العنصرية" إلى التصدي لتجمعات اليمين المتطرف، مع دعوات من عمدة لندن لإظهار الرعاية والرحمة وسط تقارير عن أهداف محتملة لهجمات.

- **إجراءات قانونية صارمة:** تعهد مجلس رؤساء الشرطة الوطنية باتخاذ إجراءات صارمة ضد مثيري الشغب، مع توجيه الاتهام إلى 120 شخصًا واعتقال 428 آخرين، وأحكام بالسجن لثلاثة رجال بسبب أعمال شغب.

يستعد اليمين المتطرف في بريطانيا لتنظيم 30 تجمعاً مناهضاً للمهاجرين والمسلمين، اليوم الأربعاء، في عدد من المدن والبلدات، فيما أعلنت مجموعات مناهضة للعنصرية والفاشية عن وجودها في أماكن التجمع، بهدف التصدي للمتطرفين، وسط توقعات باستمرار مشاهد العنف وأعمال الشغب.

وستظهر التجمعات اليوم طريقة تعامل الشرطة البريطانية مع مثيري الشغب، خصوصًا بعد اجتماع رئيس الحكومة الطارئ يوم الاثنين مع وزرائه وقادة من الشرطة، والذي أعلن في أعقابه عن إعداد "جيش من الضباط" لملاحقة المخلين بالقانون في الشوارع. في المقابل، تتصاعد الأصوات التي تطالب الحكومة بتجريم جماعات اليمين المتطرف والتعامل معها بوصفها حركات إرهابية. كان أبرز هذه الأصوات تصريحات رئيس شرطة مكافحة الإرهاب السابق نيل باسو، الذي قال لـ"بي بي سي"، الثلاثاء، إن بعض أعمال العنف خلال أعمال الشغب "تجاوزت الخط إلى الإرهاب". وأضاف باسو، الذي شغل منصب مكافحة الإرهاب الأعلى بين عامي 2018 و2021: "آمل أن ينظر خلفائي إلى هذا الأمر عن كثب". وتابع قائلا: "أعتقد أننا شهدنا أعمال عنف خطيرة تهدف إلى إثارة الرعب في جزء من مجتمعنا"، داعيًا إلى النظر بعناية شديدة إلى التعريف القانوني للإرهاب "عند النظر في بعض أعمال العنف والإجراءات التي شوهدت منذ الأسبوع الماضي".

دعوات لمواجهة اليمين المتطرف في بريطانيا

وتحت شعار "اللاجئون مرحب بهم" و"أوقفوا اليمين المتطرف"، دعت حركة "نقف ضد العنصريّة" إلى الخروج اليوم في مختلف أنحاء بريطانيا للتصدي للهجوم المخطط ضد قائمة مواقع لإيواء اللاجئين نشرها مؤيدو اليمين، الثلاثاء. وتتوزع المواقع في مدن وبلدات: برايتون وألدير شوت، وولثيم فورست، وأكسفورد، وبرنتفورد، وبرستول، وكنت، وهولي، وهيستنجز، وبلاكبيرن، وبولتون، وبرمنغهام، وديربي وغيرها.

ويستعد المئات من الناشطين في مختلف الحركات السياسية والاجتماعية الناشطة، للخروج اليوم، فيما انتشرت في صفحات هذه الحركات دعوات للتوحد في مواجهة "اليمين الفاشي". وقال جيم ماكماهون، وزير الدولة للإسكان والمجتمعات والحكومة المحلية، إن الغالبية العظمى من البريطانيين سيواصلون حياتهم اليومية اليوم، ولكن "هناك أقلية ضئيلة من الناس لا تريد أن يكون يومًا عاديًا".

ودعا عمدة لندن، صادق خان، الناس في المدينة إلى "الاطمئنان إلى أصدقائهم وجيرانهم وإظهار أن الرعاية والرحمة هما جوهر سكان لندن"، مضيفًا أنه كان على اتصال دائم بالشرطة وسط تقارير عن عدة مناطق في لندن قد تكون أهدافًا محتملة لهجمات اليمين المتطرف. وقالت نائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر في رسالتها: "إن رؤساء البلديات في جميع أنحاء البلاد يجمعون الناس معًا في وحدة لإدانة الكراهية والعنف والتخريب".

من جانبه، قال رئيس الحكومة السابق (وزير أول) لاسكتلندا، حمزة يوسف، إن العنصرية وكراهية الإسلام في الأيام الأخيرة جعلتاه يتساءل عما إذا كان من الآمن لعائلته البقاء في بريطانيا. وأعربت النائبة عن حزب الخضر عن دائرة برايتون بافيليون، سيان بيري، عن دعمها للمجتمع المسلم المحلي بعدما أفادت وسائل الإعلام المحلية بأن مسجدًا في بيسهافن استُهدف خلال عطلة نهاية الأسبوع بإلقاء البيض على المبنى. كان هذا هو الهجوم الثاني المبلّغ عنه على مسجد في المنطقة خلال أيام.

وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، قالت بيري: "بيسهافن جزء من مجتمع برايتون، وهذا الهجوم سيجعل العديد من الناس خائفين في جميع أنحاء مدينتنا. أنا أقف متضامنة مع المسلمين واللاجئين والأشخاص الملونين في مدينتنا، لا يوجد مكان للإسلاموفوبيا أو العنصرية أو تفوّق العرق الأبيض هنا". وأصدر مجلس رؤساء الشرطة الوطنية بيانًا تعهد فيه بأن "تتخذ القوات في جميع أنحاء بريطانيا خطًا صارمًا تجاه المشتبه بهم في الاضطرابات العنيفة"، مضيفًا أنه تم توجيه الاتهام إلى حوالي 120 شخصًا وتم اعتقال 428 آخرين، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد بشكل كبير يومًا بعد يوم.

وأضاف البيان أن بعض التدابير المتخذة تشمل "احتجاز المشتبه بهم الذين ليست لديهم إدانات سابقة كرادع وتقليل أو حتى تجنب الإفراج بكفالة قبل توجيه الاتهام لضمان تحقيق العدالة بشكل أسرع". وجاء في البيان أن رؤساء الشرطة طلبوا "تسمية المتهمين وفضحهم علنًا".

وحكمت محكمة ليفربول كراون، اليوم الأربعاء، على ثلاثة رجال بسبب أعمال شغب عنيفة في ميرسيسايد. وحُكم على ديريك دروموند بالسجن لمدة ثلاث سنوات بتهمة أعمال شغب عنيفة والاعتداء على ضابط شرطة في ساوثبورت، وعلى ديكلان جيران بالسجن لمدة 30 شهرًا بعد إدانته بتهمة ارتكاب أعمال شغب عنيفة في ليفربول. كما حُكم على ليام رايلي بالسجن لمدة 20 شهرًا بتهمة أعمال شغب عنيفة في ليفربول.

الصورة
3 من عناصر اليمين المتطرف في بريطانيا (إكس)
3 من عناصر اليمين المتطرف جرت محاكمتهم في بريطانيا (إكس)

وقال المدّعي العام جوناثان إيجان في مؤتمر صحافي اليوم في أعقاب الحكم الصادر، إن "لا تسامح مع العنف والشغب والعدوان في هذا البلد أبدًا"، وإنه ومئات المدعين العامين "يعملون بأقصى جهد". وأضاف موجها كلامه لأولئك الذين شاركوا في الاضطرابات العنيفة، "أياً كانت أسبابهم للقيام بذلك، سوف يعاقبون بسرعة". وأشار إلى الإدانات التي صدرت اليوم في محكمة ليفربول كراون، على أنها تحذير "لأولئك الذين يرتكبون جرائم في شوارعنا"، مضيفًا: "ستعانون دائمًا العواقب".