قبل مائة يوم من الانتخابات الأوروبية، يحظى حزب التجمّع الوطني اليميني المتطرف بتأييد واسع في فرنسا، بقيادة رئيس لائحته الشاب جوردان بارديلا.
ويُطلق بارديلا (28 عاماً) اليوم الأحد حملته في أوّل تجمّع ضخم بمرسيليا جنوباً، في محاولة لتأسيس ديناميكية لا يبدو أن ثمة شيئاً قادراً على إيقافها حالياً.
وحتّى الآن، تصدّر الحزب كلّ استطلاعات الرأي المتعلّقة بنيّات التصويت، وقد حاز 30 بالمائة وفقاً لاستطلاع أجراه BVA Xsight لراديو "آر تي إل" ونُشر الأربعاء.
وفي أقلّ من خمس سنوات، تمكّن بارديلا، رئيس التجمّع الوطني منذ 2021، من فرض نفسه في مشهد سياسي يشهد تجدداً كاملاً، في وقت تستعدّ مارين لوبان للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي قاعة يُتوقّع أن تعجّ بأكثر من ستّة آلاف شخص في مرسيليا اليوم، يتعاقب على المنصّة مارين لوبان وبارديلا الذي يُلقي الخطاب الأخير في هذا التجمّع.
ويقول أحد المقرّبين منه إنّ الانتخابات الأوروبّية في 9 يونيو/ حزيران يجب أن تكلّل هذا الصعود بشرط مزدوج يتمثّل في "بلوغ الصدارة وبدرجة أعلى من عام 2019" (23,34%)، وهو طموح يعتبره منظّمو استطلاعات الرأي والخبراء معقولاً.
وكثّف اليمين المتطرف في أوروبا، خلال الأسابيع الأخيرة، مساعيه لاستغلال بعض الأزمات لزيادة شعبيته في طريقه نحو انتخابات البرلمان الأوروبي، في ظل تقارير تفيد بمكاسبه مستغلاً أزمات القارة.
وأظهرت دراسة أجراها الشهر الماضي "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية"، أن اليمين المتشدد في دول أوروبا يحقق فعلياً بعض المكاسب، وعلى أرضية أن التصويت تحسمه الآن الأزمات، وليس مقياس اليمين واليسار التقليديين.
ويسعى اليمين المتطرف لركب موجات الأزمات المتعلقة بسياسات أوروبا المناخية، وبأزمة الفلاحين والهجرة، وبالتضخم، وبالحرب في أوكرانيا، ولخصت تصريحات نائب رئيس كتلة اليسار والاشتراكيين في البرلمان الأوروبي، البرتغالي بيدرو ماركيز، المشهد، بقوله: "بينما يعاني مواطنو أوروبا يصفق البلطجية الأوروبيون ويستغل الشعبويون الغضب والإحباط الذي يخلق حالياً الكراهية والانقسام في المجتمع"، مؤكداً أن "أوروبا تمر بلحظة وجودية حاسمة".
(فرانس برس، العربي الجديد)