- وجه النائب جوليان أودول استجوابًا لوزير الداخلية الفرنسي مطالبًا بمنع الجزائريين من إقامة فعاليات تاريخية، واصفًا إياها بـ"استفزازات غير مقبولة" ومؤكدًا على ضرورة إدانة هذه التجمعات.
- اختار أودول تاريخ 19 مارس لإيداع الاستجواب، متزامنًا مع ذكرى عيد النصر في الجزائر، فيما دعا منسق حركة اتحاد الجالية الجزائرية الموحدة الحكومة الجزائرية لرد رسمي على هذه الاتهامات.
طالب اليمين المتطرف في فرنسا بحظر كامل لأي احتفالات تقيمها تنظيمات الجالية الجزائرية على الأراضي الفرنسية احتفاء بثورة التحرير، ووصف جبهة التحرير الجزائرية التي قادت الثورة ضد الاستعمار بأنها "منظمة إرهابية".
ووجه النائب جوليان أودول عن التجمع الوطني الفرنسي (الجبهة الشعبية سابقا) الذي تقوده ماري لوبان، اليوم الثلاثاء، استجوابا إلى وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، طالب فيه الحكومة بضرورة سن قرار يحظر بشكل نهائي على الجزائريين في فرنسا، إقامة أية فعاليات أو تجمعات ذات صلة بإحياء مناسبات تاريخية، وصفها بأنها "استفزازات غير مقبولة"، وطالب الحكومة "بإعلان الحزم وعدم السماح بتكرار هذه التجمعات مرة أخرى وإدانتها".
ويزعم النائب الفرنسي أن "هؤلاء النشطاء الجزائريين الذين ينظمون هذه الاحتفالات التاريخية" يحولون كراهيتهم لفرنسا وقيمها إلى قتال"، مشيراً إلى أنها احتفالات "تقوّض بشكل خطير اللحمة الوطنية، وتشوه ذكرى الآلاف من الشعب الفرنسي والحركيين (اسم يطلق على العملاء الجزائريين الذين سقطوا في حب فرنسا)، فكيف يمكن للحكومة أن تلتزم الصمت إزاء هذه التجمعات في شوارع باريس".
واختار النائب اليميني تاريخ 19 مارس/ آذار، لإيداع الاستجواب، وهو تاريخ يوافق ذكرى عيد النصر في الجزائر، وإعلان وقف إطلاق النار بين جبهة التحرير الجزائرية، التي كانت تقود الثورة، والحكومة الفرنسية، وقرار الأخيرة باستقلال الجزائر.
وأشار، في السياق، إلى محاولة فعاليات جزائرية في فرنسا، تنظيم تجمع ضخم في ساحة الجمهورية، وسط العاصمة باريس، كان مقرراً في الـ18 من فبراير/ شباط الماضي، بمناسبة اليوم الوطني للشهيد، تكريماً للمناضلين الجزائريين الذين استشهدوا خلال الثورة الجزائرية، لكن السلطات الفرنسية اعترضت على تنظيمه، بسبب ما وصفته "مخاطر الإخلال بالنظام العام"، نتيجة المخاوف من حدوث صدامات مع نشطاء جزائريين كانوا يريدون الاحتفال بالذكرى الخامسة للحراك الشعبي.
لكن الانزلاق الذي تضمنه الاستجواب، يتمثل في وصف النائب جوليان أودول، عن الجبهة الشعبية، ثورة الجزائر بأنها كانت "أعمالاً إرهابية"، وجبهة التحرير الجزائرية بأنها "تعتبر حتى يومنا هذا جماعة إرهابية ارتكبت العديد من الهجمات"، تسبّبت بحسبه "في مقتل 2788 أوروبيا، وإصابة 7541 آخرين".
وقال منسق حركة اتحاد الجالية الجزائرية الموحدة مجيد تهامي، والمشرف على تنظيم احتفالية يوم الشهيد في 18 فبراير/ شباط الماضي التي جرى منعها، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "التجمع الوطني الفرنسي (الجبهة الوطنية سابقا) تخطى كل الخطوط الحمراء، برفضه من جهة إقامة احتفالات مخلدة لذكرى يوم الشهيد على الأراضي الفرنسية، ومن جهة أخرى، وهي الأكثر خطورة، التجني على جبهة التحرير الوطنية وتجرئه على القول إن باريس ما زالت تعتبرها منظمة إرهابية إلى اليوم". ودعا الحكومة الجزائرية إلى رد وموقف رسمي إزاء هذا "التجاوز غير المقبول".