استطاعت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وبإسناد من رجال القبائل، اليوم الثلاثاء، قلب الطاولة على الحوثيين وتحقيق مكاسب نوعية بمحافظتي الجوف ومأرب، غداة إعلانها التحول من استراتيجية الدفاع إلى الهجوم.
وتزامن التقدم الذي حققه الجيش اليمني بهدف تأمين محافظة مأرب النفطية، مع تصعيد واسع لليوم الرابع على التوالي في محافظة الحديدة المشمولة باتفاق استوكهولم، رغم الدعوات الأممية للتهدئة وخفض العنف.
وقال مصدر عسكري لـ"العربي الجديد" إنّ قوات الجيش ومقاتلي القبائل تمكنوا، عقب عملية عسكرية واسعة، من التوغل شمال مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف، واستعادة عدد من المواقع بعد نحو 7 أشهر من سيطرة الحوثيين عليها.
وأشار المصدر إلى أنّ القوات المشتركة استعادت السيطرة على معسكر الخنجر الاستراتيجي بشكل كامل، بالإضافة إلى نقطة البرقاء والرقيب الأبيض، وسط تقدم متسارع إلى المناطق الغربية القريبة من المزاريق في مديرية خب والشعف.
ونقل موقع الجيش اليمني، عن أركان حرب اللواء الأول حرس حدود، العميد جميل المعالم، قوله إنّ قوات الجيش والقبائل، باتت تسيطر نارياً على ما يعرف بموقع 55 الاستراتيجي بالجوف، وعدد من المواقع المحيطة به.
وأشار المسؤول العسكري اليمني إلى أنّ عدداً من الأولوية العسكرية بالجيش الوطني شاركت في المعركة التي لا تزال مستمرة في صحراء خب والشعف، دون الكشف عن حصيلة خسائر، لكن ناشطين سعوديين تحدثوا عن مشاركة القوات السعودية الخاصة بالمعركة، وذلك بهدف تأمين شريطها الحدودي وكذلك منابع النفط والغاز بمأرب.
ووفقاً لوزير الإعلام بالحكومة الشرعية، معمر الإرياني، في حسابه الرسمي على "تويتر"، فقد تم خلال معارك الجوف تحرير قرابة 30 كيلومتراً ولا يزال التقدم مستمراً.
٢-أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية والقبائل بدعم واسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية يستعيدون منطقة البرقاء وجبل الرقيب بعد معارك ضارية تكبدت خلالها مليشيا الحوثي خسائر بشرية كبيرة واستطاع الأبطال تحرير قرابة 30 كيلو متر وما زال التقدم مستمر#الجوف
— معمر الإرياني (@ERYANIM) October 6, 2020
وفي المقابل، لم تعلن جماعة الحوثيين رسمياً خسارتها لمعسكر الخنجر بالجوف، لكن قناة "المسيرة" الناطقة بلسانها، أعلنت أنّ الطيران السعودي الإماراتي شن 11 غارة على مديرية خب والشعف التي يقع المعسكر في نطاقها، فضلاً عن 13 غارة على مأرب وغارات أخرى في حرض بحجة وباقم بصعدة.
#المسيرة_عاجل | #الجوف: 11 غارة لطيران العدوان السعودي الأمريكي على مناطق متفرقة من مديرية خب والشعف خلال الساعات الماضية
— المسيرة - عاجل (@MasirahTV) October 6, 2020
ولا يعلن الحوثيون عادة سقوط مواقع أو معسكرات من قبضتهم، لكن وسائل إعلام الجماعة دأبت طيلة الفترة الماضية على تبرير الانتكاسات التي تحصل إلى كثافة الغارات الجوية للتحالف السعودي الإماراتي.
وبعيداً عن الجوف، استطاعت القوات الحكومية ورجال القبائل استعادة عدد من المواقع المهمة في مديريتي رحبة وماهلية، جنوب مأرب، بعد عملية هجومية واسعة ساندها الطيران الحربي بخمس غارات.
وقال المركز الإعلامي للجيش اليمني، في بيان، وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، إنّ قواته وقبائل مراد تمكنت من تأمين مديرية جبل مراد بشكل كامل بعد السيطرة على مرتفعات حمراء قبضة وجبل الخرابة وصولا إلى قرية الأوشال، والسيطرة النارية على بلدتي آل حمم والنقم.
كذلك تمكنت القوات المشتركة من الوصول إلى مرتفعات استراتيجية تطل على سوق نجد، المجمعة الاستراتيجية التي توغل الحوثيون إليها قبل نحو شهرين دون قتال حقيقي.
وقوبلت التقدمات الجديدة للجيش اليمني بإشادة حكومية من نائب الرئيس، الفريق علي محسن الأحمر، الذي هاتف قائد اللواء الأول حرس حدود، هيكل حنتف، وفقاً لوكالة "سبأ" الحكومية.
وفي جبهات الساحل الغربي التي تشهد تصعيداً واسعاً ينذر بانهيار اتفاق استوكهولم بشكل رسمي، توسعت رقعة المعارك إلى مديرية الدريهمي وحيس والجبلية بعد تحقيق جماعة الحوثيين اختراقاً جزئياً في معركة مديرية الدريهمي.
وتبادلت القوات المشتركة المدعومة إماراتياً وجماعة الحوثيين الاتهامات حول الخروقات الجديدة والقصف المدفعي على حي الربصة، إذ اتهم كل طرف الآخر بالمسؤولية وراء مقتل مواطن وإصابة 7 آخرين جراء القصف الذي طاول مديرية الحوك بالحديدة.
وفيما أعلنت القوات المدعومة إماراتياً إحباط هجوم واسع على مديرية التحيتا ومقتل 12 حوثياً، كشفت قناة "المسيرة "الناطقة بلسان الحوثيين، عن تنظيم لقاء موسع لحلفائها المشايخ بالحديدة، تم الاتفاق فيه على إرسال "كتائب المقاتلين من شباب تهامة" ومضاعفة دعم جبهات الساحل الغربي بالسلاح والرجال، في إعلان ضمني لانهيار اتفاق استوكهولم وتحول الأوضاع من خروقات إلى معركة مكتملة.
ويأتي التصعيد الكبير غداة إعلان البعثة الأممية لمراقبة اتفاق الحديدة (أونهما) عن انزعاجها الشديد إزاء التصعيد العنيف بالحديدة، ودعوتها إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، والعودة إلى الآليات المشتركة التي تم إنشاؤها على مدي العامين الماضيين لتجنب تعريض السكان للمزيد من الخطر والقدرة على إيصال المساعدات الإنسانية.