اليابان تحمل تونس مسؤولية حضور زعيم "بوليساريو" في قمة "تيكاد"

03 سبتمبر 2022
وزير الشؤون الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي (Getty)
+ الخط -

ألقى وزير الخارجية الياباني، يوشيماسا هاياشي، الجمعة، بالمسؤولية على الجانب التونسي فيما يخص حضور زعيم جبهة "بوليساريو" الانفصالية إلى قمة "تيكاد 8" التي انعقدت بالعاصمة التونسية يومي 27 و28 أغسطس/آب الماضي.

وفيما تدخل الأزمة المغربية التونسية أسبوعها الثاني دون أن تظهر بوادر تجاوز الخلاف بين البلدين، قال وزير الشؤون الخارجية الياباني، مساء الجمعة، إن بلاده لم تستدع الكيان المذكور، في إشارة إلى جبهة "بوليساريو"، إلى القمة، وإنها دعت تونس إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة في هذا الصدد.

جاء ذلك خلال مباحثات جمعت وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم، عبر تقنية الاتصال المرئي، مع وزير الشؤون الخارجية الياباني، تمحورت حول مستوى وآفاق العلاقات الثنائية، إلى جانب ما شهدته القمة الأخيرة لـ"تيكاد 8"، المنعقدة بتونس.

وجدد وزير الخارجية الياباني شكره لتفهم المغرب لموقف بلاده ، معرباً عن رغبة طوكيو في مواصلة العمل مع المغرب في إطار "تيكــاد".

إلى ذلك، أشاد بوريطة بالتزام اليابان باعتبارها أول دولة تطلق منتدى للشراكة مع أفريقيا من أجل المساهمة في تحقيق تنمية القارة واستقرارها ورفاهية شعوبها، وكذلك بـ"حزم وثبات الموقف الذي أبداه الوفد الياباني في تونس".

ودعا وزير الخارجية المغربي إلى ضرورة تحصين قمة "تيكاد" باعتبارها منتدى للشراكة والتنمية، "من المناورات السياسية التي تقوم بها بعض الجهات المعروفة"، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية المغربية في بيان لها.

وحمل الوزير المغربي تونس باعتبارها البلد المستضيف لهذه النسخة من "تيكاد"، "مسؤولية الخروقات التي أدت إلى حضور ومشاركة كيان غير مدعو رسمياً لهذه القمة، وذلك دون التشاور مع الشريك الياباني، الأمر الذي أثر على النتائج المرجوة من هذه القمة وإشعاعها، باعتبارها منصة لتعزيز الشراكة اليابانية الأفريقية والاحتفاء بها".

وكانت الخارجية المغربية قد أعلنت الجمعة الماضية استدعاء سفيرها في العاصمة التونسية جراء "عمل تونس على مضاعفة المواقف والأفعال السلبية المستهدفة المملكة المغربية ومصالحها العليا"، التي كان آخرها استقبال الرئيس التونسي زعيم جبهة "البوليساريو".

وقالت الخارجية المغربية، في بيان: "بعد عمل تونس على مضاعفة المواقف والأفعال السلبية المستهدفة المملكة المغربية ومصالحها العليا، فإن تصرف تونس في إطار (تيكاد) يؤكد هذا النهج بوضوح".

ولفتت إلى أن "تونس عملت على معاكسة رأي اليابان، بخرق مسار التحضير للمنتدى والقواعد الموضوعة لذلك، وقررت بشكل أحادي دعوة الكيان الانفصالي"، معتبرة أن "الاستقبال الذي خصصه رئيس تونس لقائد الانفصاليين فعل خطير غير مسبوق، ويؤذي كثيراً مشاعر الشعب المغربي وقواه الحية".

في المقابل، أعلنت الخارجية التونسية، في بيان لها، أنها "حافظت على حيادها التام في قضية الصحراء، التزاماً بالشرعية الدولية، وهو موقف ثابت لن يتغير، إلى أن تجد الأطراف المعنية حلاً سلمياً يرتضيه الجميع".

ووصفت التصريحات المغربية بأنها "تحامل غير مسبوق"، قبل أن تخلص إلى استدعاء سفيرها؛ لتدفع بذلك الأزمة إلى حافة القطيعة الدبلوماسية، لا سيما بالنظر إلى البيان المغربي الذي اعتبر استقبال زعيم "بوليساريو" في تونس "موقفاً معادياً لعلاقات الأخوّة التي جمعت دائماً البلدين".

من جهته، أعرب الوزير الياباني عن تطلع بلاده إلى "تطوير العلاقات المثمرة التي تربطها بالمغرب لا سيما على الصعيد الاقتصادي"، مشيراً إلى أن "السلطات اليابانية تلتزم بدعم إنشاء شركات يابانية في المملكة المغربية، التي توفر مناخاً استثمارياً مناسباً وواعداً".

وبينما أكد الوزيران على أن العلاقات الثنائية على المستوى الاقتصادي لا ترتقي إلى مستوى إمكانيات وقدرات البلدين، كان لافتاً اتفاق الجانبين على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز الترسانة القانونية الكفيلة بتأطير التعاون الثنائي، والتي تميزت هذه السنة بدخول الاتفاقيتين الأساسيتين بشأن الاستثمارات وعدم الازدواج الضريبي حيز التنفيذ.

وفي غضون ذلك، ستتم خلال الأسابيع المقبلة برمجة زيارات رفيعة المستوى للتعريف بفرص الاستثمار في المغرب، بُغية جذب اهتمام المجموعات الاقتصادية اليابانية الكبرى، في حين أكد بوريطة لنظيره الياباني على أن المغرب سيمنح التسهيلات اللازمة لجذب الاستثمارات اليابانية إلى المغرب.

المساهمون