النيجر: مجزرة جديدة ترفع حصيلة القتلى إلى 200 في 6 أيام

23 مارس 2021
يعتبر تكثيف هذه الهجمات التحدي الأكبر الذي يواجهه رئيس البلاد(Getty)
+ الخط -

شهدت قرى في غرب النيجر قرب الحدود مع مالي في غضون ستّة أيام هجمات شنّها مسلّحون وراح ضحّيتها أكثر من 200 قتيل، بينهم 137 مدنياً قتلوا يوم الأحد في منطقة تاهوا.

ويعتبر تكثيف هذه الهجمات التحدي الأكبر الذي يواجهه رئيس البلاد الجديد محمد بازوم، خليفة محمدو إيسوفو، والذي أكدت المحكمة الدستورية في النيجر فوزه بالانتخابات الرئاسية، الأحد.

وهذه هي الهجمات الأكثر دموية في النيجر منذ سنوات.

ومساء الإثنين، أعلنت الحكومة النيجرية أنّ الهجمات المسلّحة التي شنّها متشددون ضدّ قرى في منطقة تاهوا القريبة من الحدود مع مالي، يوم الأحد، أسفرت عن مقتل 137 شخصاً، لترتفع بذلك حصيلة قتلى الهجمات في هذه المنطقة في غضون ستة أيام إلى 203.

"استهداف ممنهج"

وقال المتحدّث باسم الحكومة زكريا عبد الرحمن، في بيان عبر التلفزيون الحكومي، إنّ "هذه العصابات المسلّحة التي باتت تستهدف المدنيين بصورة ممنهجة اجتازت مرحلة جديدة من الرعب والهمجية".

وأضاف عبد الرحمن أنّ "الحكومة تدين هذه الأعمال الهمجية التي يرتكبها أفراد لا دين لهم ولا قانون"، مشيراً إلى أنّ الحكومة أعلنت "حداداً وطنياً لمدة ثلاثة أيام" ابتداءً من الثلاثاء.

الحكومة تدين هذه الأعمال الهمجية التي يرتكبها أفراد لا دين لهم ولا قانون

وقال البيان إنّ "إجراءات أمنية وصحيّة معزّزة اتّخذت في المنطقة، وفُتح تحقيق للقبض على مرتكبي هذه الأعمال الجبانة والإجرامية وتقديمهم للمحاكمة".

وكانت مصادر في الأجهزة الأمنية النيجرية أفادت، صباح الإثنين، بأنّ "الحصيلة المؤقتة تفيد بسقوط 60 قتيلاً" في الهجمات التي وقعت الأحد.

ووفقاً لمسؤول محلي، فإنّ "مسلّحين وصلوا على متن دراجات نارية وأطلقوا النار على كل شيء يتحرك. هاجموا إنتازاين وبكواراتي وويستاني والمناطق المحيطة".

والمناطق المستهدفة تقع في منطقة تاهوا القريبة من تيلابيري وكلتاهما قريبتان من الحدود مع مالي.

ومنطقة تيلابيري تقع في منطقة معروفة بـ"الحدود الثلاثة" عند تخوم النيجر ومالي وبوركينا فاسو التي تتعرض بانتظام لهجمات المسلحين.

ووفقاً لفوزي إيسينتاغ رئيس بلدية تيليا التي تقع ضمن أراضيها القرى التي تعرضت للهجوم فإنّ المهاجمين "أطلقوا النار على الناس وأخذوا الماشية".

وفي 15 مارس/ آذار، شن مسلحون هجمات عدة على سيارات عائدة من السوق الأسبوعية في بانيبنغو. كذلك، استهدفوا بلدة داري-داي وقتلوا سكاناً وأحرقوا سيارات ومخازن الحبوب. وبلغت حصيلة هذه الهجمات 66 قتيلاً.

وفي اليوم نفسه، أدى هجوم تبناه تنظيم "داعش" على الجيش المالي في "الحدود الثلاثة" إلى مقتل 33 جندياً.

وفي الثاني من يناير/ كانون الثاني، قتل 100 شخص بهجمات على قريتين في منطقة مانغايزي، في واحدة من أسوأ المذابح التي تعرّض لها مدنيون في النيجر.

وقبل ذلك بعام، في التاسع من يناير/ كانون الثاني، 2020، قتل 89 جندياً نيجرياً في هجوم على معسكر تشينيغودار. وفي 10 ديسمبر/ كانون الأول 2019، قتل 71 جندياً نيجرياً في هجوم في إيناتس، وهي بلدة أخرى في منطقة تيلابيري.

همجية

وقد تبنى تنظيم "داعش" هذين الهجومين اللذين نفّذا على الجيش النيجري وأصابا البلاد بصدمة.

ورغم أن تاهوا قريبة من منطقة "الحدود الثلاثة"، إلا أنّها ليست جزءاً منها وهي تتعرض أيضا لهجمات منتظمة من قبل المسلحين.

ويعود آخر هجوم معروف إلى يونيو/ حزيران 2020، قتل خلاله ثلاثة مدنيين على الأقل بعد تنفيذ غارة على موقع يؤوي لاجئين ماليين في إنتيكان.

وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2016، أسفر هجوم منسوب إلى متشددين عن مقتل 22 جندياً كانوا متمركزين في مخيم للاجئين في تازاليت.

وتعهد محمد بازوم الذي انتخب رئيساً للبلاد في 21 فبراير/ شباط في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، محاربة مسألة انعدام الأمن، وهي أحد أكبر التحديات في النيجر المصنفة على قائمة الأمم المتحدة الإنمائية التي تضم 189 دولة، أفقر بلد في العالم وهي تواجه صعوبة في القضاء على حركات متمردة تهاجمها انطلاقاً من كل من مالي الواقعة في الغرب ونيجيريا في الجنوب الشرقي.

وغرّد محمد بازوم الإثنين على "تويتر" مقدّماً "تعازيه القلبية لأهالي الضحايا"، "بعد مذبحة بانيبانغو، انتهج الإرهابيون أمس الطريقة الهمجية نفسها ضد السكان المدنيين المسالمين في إنتازاين وباكورات".

وبعد مجازر 15 مارس/ آذار، نشر الجيش النيجري تعزيزات في منطقة تيلابيري.

كذلك، نشرت وحدة قوامها 1200 جندي من الجيش التشادي تعتبر بأنها الأكثر خبرة في المنطقة، في "الحدود الثلاثة" كجزء من إعلان المجموعة الخماسية لبلدان منطقة الساحل بشأن مكافحة النزعات الأصولية والتطرّف العنيف في منطقة الساحل التي تضم موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد، وتحاول منذ العام 2017 التعاون في القتال ضدّ المتشددين.

وعلى غرار مالي وبوركينا فاسو، تستفيد النيجر أيضاً من دعم عملية برخان الفرنسية التي تضم 5100 جندي منتشرين في منطقة الساحل.

(فرانس برس)

دلالات
المساهمون