اتهمت وزارة خارجية النظام السوري في بيان صدر عنها، مساء السبت، الولايات المتحدة الأميركية بالوقوف خلف هجوم استهدف حافلة تقل عدداً من عناصر جيش النظام جنوب شرقي مدينة دير الزور، الأمر الذي تسبب بسقوط قتلى وجرحى.
وأشارت الوزارة، في بيانها، إلى أن "الولايات المتحدة، وتنظيماتها الإرهابية"، في إشارة لتنظيم "داعش"، هي من نفذت الهجوم.
وجاء في البيان: "تؤكد "الجمهورية العربية السورية أن هذا العدوان الإجرامي والإرهابي يأتي في إطار التصعيد الأميركي ضد سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها، وفي سياق دعم ورعاية الولايات المتحدة الأميركية للتنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش الإرهابي، وتوظيفها له والمليشيات الانفصالية العميلة لها كأداة لتنفيذ مخططاتها تجاه سورية والمنطقة، ولاسيما أن هذا العمل الإجرامي يتزامن مع النهب الأميركي المستمر لثروات سورية النفطية والزراعية وزيادة الضغوط الاقتصادية على الشعب السوري، بهدف إطالة أمد احتلالها ومواصلة زعزعة أمن واستقرار المنطقة بأسرها".
وتابعت الوزارة، في بيانها، أن الحادثة مشابهة لحادثة وقعت في عام 2016، حين استهدف الجيش الأميركي مواقع لقوات النظام السوري في جبل الثردة بريف دير الزور، لتزعم أن الهدف من العملية تمكين تنظيم "داعش" من السيطرة على الموقع.
وأوضح فراس علاوي، مدير مركز "الشرق نيوز" (المهتم بأخبار المنطقة الشرقية من سورية)، في حديث مع "العربي الجديد"، أن اتهام النظام السوري عبر وزارة خارجيته للولايات المتحدة بالوقوف خلف الهجوم بوساطة تنظيم داعش "مجرد استجداء لحلفائه"، مضيفاً أن "النظام يدعي أن من ينفذ هذه العمليات خلايا تابعة أو مدعومة من قبل أميركا لسببين. الأول، لتبرير أنه يتعرض لهجمات، وخاصة لكل من إيران وروسيا، لإبقاء الدعم، والثاني التصعيد ضد أميركا لاستباق الأمر سياسياً أمام الأمم المتحدة والهيئات الدولية".
وأسفر الهجوم الذي وقع، فجر الجمعة، وفق الحصيلة المتداولة، عن مقتل 25 عنصراً في جيش النظام، وإصابة 15 آخرين، إثر هجوم استهدف حافلة مبيت لقوات النظام على طريق مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي، وتبنى "داعش" في وقت لاحق عبر معرفاته على "تليغرام" الهجوم، مشيراً إلى أن عناصر تابعين له "استهدفوا حافلتين عسكريتين بالقذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة".
وكانت وكالة "سبوتنيك" الروسية نقلت عن مصدر أمني لدى النظام السوري، أمس، قوله إنّ 20 عسكرياً من قوات النظام قُتلوا وأُصيب 10 عناصر آخرين في كمين تعرضت له حافلة كانت تقلهم في ريف دير الزور الشرقي، شرقي سورية. ولاحقاً، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إنّ عدد القتلى بلغ 23 عنصراً.
ويأتي الاستهداف بالتزامن مع حملة تمشيط عسكرية جديدة أطلقتها المليشيات الإيرانية في باديتي الميادين ودير الزور ضد خلايا "داعش" في شرق سورية، سبقتها بأسابيع حملة تمشيط لقوات النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا في باديتي دير الزور والرقة الجنوبية الغربية، بالإضافة إلى تنفيذ الطائرات الحربية الروسية عدة غارات جوية على فترات متقطعة في باديتي تدمر والسخنة، بريف حمص الشرقي ضمن البادية السورية، دون ورود أي معلومات عن وقوع خسائر في صفوف خلايا التنظيم.
قتيل وجرحى بتجدد الاقتتالات العشائرية شرقيّ سورية
قُتل شاب وجُرح آخرون، إثر اندلاع اقتتالات عشائرية في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بريفي محافظتي دير الزور والرقة، شمال شرقيّ سورية.
وقال الناشط وسام العكيدي، وهو من أبناء محافظة دير الزور، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الشاب علاء عبد الكريم المسلط، البالغ من العمر 18 عاماً قُتل ليل الجمعة، إثر استهدافه بطلقة في الرأس على يد ابن عمه، إثر اندلاع شجار عشائري في بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، ضمن مناطق سيطرة قوات "قسد"، شرقيّ سورية.
إلى ذلك، أُصيب عدد من الأشخاص بجروح متوسطة وخفيفة، ليل الجمعة، إثر اندلاع اشتباكات عشائرية بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين عائلتي السفارنة والشهابات في حيّ الطيار ضمن مدينة الرقة، شمال شرقيّ سورية.
وكان 4 أشخاص قد قُتلوا نهاية يوليو/تموز الفائت، وأُصيب 15 آخرون، إثر اندلاع اقتتال عشائري في قرية عرنة بالقرب من منطقة صرين المحاذية لمدينة منبج بريف حلب الشرقي، ضمن مناطق سيطرة قوات "قسد"، شماليّ سورية.
وكان "المرصد السوري لحقوق الإنسان" قد سجل في يوليو/تموز الماضي مقتل 27 مدنياً ضمن مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، من ضمنهم 10 مدنيين بالاقتتالات العشائرية، بينهم طفلان وسيدتان.
وأحصى المرصد منذ بداية العام الجاري وحتى مطلع أغسطس/آب الحالي، مقتل 61 شخصاً، بينهم 4 أطفال و4 سيدات، وإصابة 132، بينهم 8 سيدات و4 أطفال، نتيجة وقوع نحو 100 اقتتال وحادثة فلتان أمني بسبب فوضى السلاح بين المدنيين ضمن مناطق سيطرة قوات "قسد".
وتزايدت الاقتتالات العشائرية في أرياف محافظات دير الزور والرقة والحسكة وشرقيّ محافظة حلب، ضمن مناطق سيطرة قوات "قسد" نتيجة انتشار السلاح بشكل كبير في أوساط المدنيين، ولا سيما غياب الرادع القانوني الذي يجرّم حيازة السلاح والقتل والشروع بالقتل والمشاجرات، فيما تسعى وجاهات عشائرية لحقن الدم والتصالح وفق العرف العشائري في المنطقة.