افتتح النظام السوري، اليوم الإثنين، مركزا في مدينة درعا جنوبي البلاد لتسوية أوضاع 48 عنصراً منضويا حاليا في مجموعات مسلحة تتبع إلى "اللواء الثامن" في الفيلق الخامس المدعوم من روسيا (سابقا) والذي يعتبره النظام قوة خارجة عن سيطرته، رغم تبعيته الشكلية للأمن العسكري، بسبب كون غالبية منتسبي هذا اللواء عناصر سابقين في "الجيش الحر" المعارض للنظام.
وقالت شبكة "درعا 24" إن النظام السوري افتتح مركزا للتسوية في قصر الحوريات في درعا بهدف تسوية أوضاع مطلوبين من مدنيين وعسكريين من أبناء بلدة النعيمة شرقي درعا، مضيفة: "جرت مفاوضات حول ذلك بين وجهاء من البلدة وضباط اللجنة الأمنية في درعا، وتم الاتفاق على إجراء تسويات وتسليم أسلحة".
وفي الشأن قال الناشط أبو سيف الحربي من أهالي درعا إن الأشخاص المطلوبين للتسوية بدأوا بالعملية اليوم، مضيفا "هم في الأصل عناصر يعملون حاليا تحت راية اللواء الثامن المدعوم من روسيا". وأشار في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن غاية النظام من هذه التسوية هي "وضع هؤلاء العناصر تحت إمرة الأمن العسكري بشكل مباشر حالهم حال بقية عناصر وقادة اللواء الذين أجروا تسوية في السابق".
وبين الحربي أن "اللواء الثامن" يضم عناصر سابقين في المعارضة، لم يجروا تسوية، لافتا إلى أنهم "يشكلون مجموعات تقلق النظام والعملية اليوم هي لإنهاء ملفهم".
وكشف أن العملية اليوم شهدت تسوية مجموعة من الأشخاص وتسليم 6 بنادق كلاشنكوف، مشيراً أن من بين من تهمهم عملية التسوية مطلوبين للتجنيد الإجباري لدى النظام. وقال الحربي إن "التسوية تنص على منحهم مهلة لتقرير مصيرهم إما بالذهاب للالتحاق بقوات النظام أو البقاء في اللواء الثامن تحت سلطة الأمن العسكري".
وكان رئيس فرع الأمن العسكري في درعا، لؤي العلي، قد اجتمع السبت في مدينة درعا مع وفد من 20 شخصا يمثلون أهالي بلدة النعيمة، وطالبهم بتسليم 50 بندقية آلية و15 مسدسا وإجراء عملية تسوية جديدة لـ48 شخصا من أبناء البلدة خلال مدة أقصاها يومان.
وتخضع بلدة النعيمة لاتفاق التسوية الذي جرى عام 2018 برعاية روسيا التي منعت قوات النظام السوري من دخول البلدة حينذاك، مقابل تسليم العشرات من أبناء البلدة أسلحتهم لقوات النظام.
وفي سياق منفصل، قال الناشط أبو البراء الحوراني، من "تجمع أحرار حوران"، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن الشاب عمر سحيمان، المنحدر من منطقة الأصفر بريف السويداء، قُتل اليوم الإثنين جراء استهدافه بإطلاق نار من قبل مجهولين على الطريق الواصل بين بلدتي الدارة والمليحة الشرقية بريف درعا الشرقي، مؤكداً أن سحيمان كان يعمل ناطوراً في إحدى المزارع شرق محافظة درعا، جنوب البلاد.
إلى ذلك، أُصيب شخص يدعى مؤيد زيد جابر، بجروح بليغة، اليوم الإثنين، إثر استهدافه بالرصاص من قبل مجهولين بالقرب من نقابة المحامين في درعا المحطة، وبحسب التجمع فإن مؤيد، المنحدر من مدينة طفس ويسكن في مدينة درعا، يعمل في صفوف قوات "الفرقة الرابعة" التي يقودها شقيق رأس النظام السوري، ماهر الأسد، كما سبق أن عمل ضمن كتيبة الهادي المدعومة من قبل إيران والتي يقودها شقيقه المدعو، راني جابر، وشاركت الكتيبة في العديد من المعارك إلى جانب قوات النظام.
وكان الأهالي قد عثروا يوم السبت الفائت، في بلدة الغارية الشرقية بريف محافظة درعا، على جثة الشاب، عبود ناصر البصير، في السهول الجنوبية للبلدة، وينحدر البصير من منطقة شهبا بريف السويداء وهو مدني لا يتبع لأي جهة عسكرية.
وفي شرق سورية، قُتل طفل إثر انفجار لغم من مخلفات الحرب في ريف محافظة دير الزور. وقالت مصادر من أبناء المنطقة في حديث لـ "العربي الجديد"، إن طفلاً قُتل، اليوم الإثنين، وأُصيب والده بجروح خطيرة إثر انفجار لغم من مخلفات الحرب، على أطراف بلدة الشعفة بريف محافظة دير الزور الشرقي، شرق البلاد.
ومن جهة أخرى، فقدت قوات النظام السوري، أمس الأحد، الاتصال بمجموعة عناصر بينهم ضابط برتبة ملازم أول، بحسب عامل في وحدة الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة تحدث لـ"العربي الجديد"، مضيفاً أن العناصر كانوا يستقلون سيارة من نوع "زيل" (سيارة إطعام) في بادية مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، وسط البلاد، وسط توجيه اتهامات لخلايا تنظيم "داعش" بنصب كمين للمجموعة، لا سيما أن عدة عناصر وضباط من قوات النظام قُتلوا خلال مايو/ أيار الجاري بكمائن لخلايا التنظيم في ريف حمص الشرقي، وتحديداً بادية مدينة السخنة.