النظام السوري يبدأ "تسوية" في معضمية الشام: عملية إعلامية

08 فبراير 2022
اعتقل النظام المئات من أهالي معضمية الشام خلال الأعوام الأربعة الماضية (Getty)
+ الخط -

يبدأ النظام السوري عملية "تسوية " في معضمية الشام، رامياً خلفه شكاوى أهالي المدينة جراء الحالة الاقتصادية المتردية بشكل مستمر.

وطبقاً لوكالة أنباء النظام الرسمية "سانا": "انطلقت في مدينة معضمية الشام بريف دمشق الجنوبي الغربي صباح اليوم عملية التسوية، وذلك في المركز الذي افتتحته الجهات المختصة في (مدرسة معضمية الشام الحلقة الأولى) في إطار الاتفاقات التي طرحتها الدولة". 

وزعمت الوكالة أن "المركز يشهد توافدا كثيفا من الراغبين بالانضمام إلى عملية التسوية، "بينما "تستمر التسويات في محافظة ريف دمشق خلال الفترة القادمة لتشمل جميع الراغبين بها وإتاحة الفرصة أمامهم للعودة إلى حياتهم الطبيعية". 

ويقول أهالي من معضمية الشام لـ"العربي الجديد" إن عملية التسوية المزعومة هي عملية إعلامية فقط، هناك بعض الفارين من التجنيد الإجباري في صفوف النظام وبعض الموظفين المنقطعين عن الوظيفة وهؤلاء فقط من ينخرطون في التسوية، لأنه ليس لهم مجال للهرب في الوقت الحالي.

وقال محمد.م من أهالي المدينة، والذي رفض الكشف عن اسمه الكامل لأسباب أمنية لـ"العربي الجديد" إن "النظام جاء الآن لينفذ تسوية، وهو أصلا يسيطر على المدينة بالكامل منذ 4 سنوات، وتخضع المدينة بشكل رئيسي لمليشيا "درع العاصمة" التابعة أيضا لـ"الفرقة الرابعة"، وهناك مفارز وحواجز لبقية فروع أمن النظام"، لافتاً إلى أن النظام يحكم السيطرة على المدينة أمنيا ويهمشها اقتصاديا.

 

أربع سنوات إلى الأسوأ

وخلال السنوات الأربع الماضية، اعتقل النظام المئات من أهالي المدينة ويقبع أصلا في سجونه المئات من الذين اعتقلهم قبل سيطرته على المدينة ولم يفرج عنهم حتى اليوم.

ويقول عبد الله من أهالي المدينة لـ"العربي الجديد" إن مليشيات الرابعة وفروع الأمن تفرض أتاوات على التجار في المدينة مقابل حمايتهم من اللصوص، واللصوص أنفسهم هم عناصر هذه المليشيات، مؤكداً أن عدة حالات اعتداء حصلت لصاغة وتجار في السوق خلال الشهر الماضي، وتأتي عناصر الفرقة الرابعة إلى مكان الحدث من دون أن يخبرها أحد بذلك، وهذه الحالة تتكرر منذ سيطرة النظام.

وأضاف أن "الخدمات متدنية بشكل كبير، والقمامة تنتشر في أوقات كثيرة بالشوارع بسبب تأخر البلدية وفسادها، فضلا عن ظاهرة انتشار الكلاب الشاردة التي تغزو شوارع المدينة ومحيطها، وأحيانا هذه الكلاب تشكل مجموعات وتقتحم مناطق من المدينة بهدف نبش النفايات والبحث عن الطعام، وأصوات عوائها يثير الخوف خاصة لدى الأطفال".

ويؤكد عبد الله أن "النظام أهمل المدينة بالكامل من كافة النواحي الخدمية والمعيشية، لا كهرباء ولا وقود وغلاء أسعار، ويأتي ويقول إنه يجري تسوية، كان الأولى به أن يجري تحسينات في الخدمات والاقتصاد والمعيشة والصحة".

وتقع مدينة معضمية الشام بالقرب من مدينة داريا، إحدى رموز الثورة السورية ضد النظام في الغوطة الغربية، وعانت قبل سيطرة النظام عليها من حصار استمر عدة سنوات، انتهى بفرض تسوية في أغسطس/آب 2016، وتمت عملية تهجير السكان المعارضين وفق الاتفاق في أكتوبر/ تشرين الأول من العام ذاته، وشهدت المدينة سابقا مجازر عدة جراء قصف النظام، وكانت جزءا من ضحايا الهجوم الكيماوي على الغوطة عام 2013.