النظام السوري والروس يصعّدون في إدلب: رسائل قبل أستانة 18

16 مايو 2022
يأتي التصعيد الأخير في ظل بدء حصاد المواسم الزراعية (Getty)
+ الخط -

تواصل قوات النظام السوري والمليشيات المرتبطة بروسيا وإيران استهداف القرى والبلدات القريبة من خطوط التماس الفاصلة مع قوات المعارضة السورية في أرياف حلب وحماة واللاذقية وجبل الزاوية ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).

ويأتي التصعيد الأخير في ظل بدء حصاد المواسم الزراعية ضمن تلك القرى والبلدات الغنية بالمحاصيل مثل الفريكة، والقمح، والشعير، والعدس، والكمون، والكرز، والثوم، والفواكه وغيرها من المحاصيل الزراعية التي يعيش غالبية أهالي تلك المناطق على إنتاجها الموسمي.

وكانت قوات النظام قد استهدفت أمس الأحد بصاروخ موجه من نوع "كورنيت" سيارة للمزارعين مركونة بالقرب من منازل المدنيين ضمن بلدة تقاد بريف حلب الغربي، سبقها قبل أيام استهداف متعمد بقذائف المدفعية للمزارعين أثناء حرق محصول الفريكة على أطراف بلدة معارة النعسان شمال محافظة إدلب، وأطراف بلدتي كفر عمة وكفر تعال بريف حلب الغربي، الأمر الذي أجبر المزارعين على ترك محاصيلهم الزراعية خشية ارتكاب مجازر بحقهم.

وكانت غرفة عمليات "الفتح المبين" المشكلة من عدة فصائل قد حذرت خلال الـ 24 ساعة الماضية من سلك الطرق المكشوفة لقوات النظام في بلدات ريف حلب الغربي، بعد أن نصبت قوات النظام والمليشيات المرتبطة بروسيا وإيران عدة قواعد جديدة لصواريخ موجهة مضادة للدروع على جبهات ريف حلب الغربي، مشددةً على الانتباه من "سلك الطرق المكشوفة للعدو خشية أي استهداف متعمد من قبل قوات الأسد ومليشياته".

بدوره، قال العقيد مصطفى البكور، وهو الناطق الرسمي باسم فصيل "جيش العزة"، المنضوي ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين" في حديث لـ"العربي الجديد": "اعتدنا في مواسم قطف المحاصيل الزراعية أن تنشط قوات النظام في عمليات استهداف السيارات التي تنقل العمال في الأراضي لمنعهم من جني محاصيلهم لتعميق الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب للمهجرين السوريين".

وأكد البكور أنه "أصبح من المعتاد قبل جولات أستانة أن نرى تصعيداً روسياً ضد فصائل الثورة السورية وتصعيداً من تركيا ضد "بي كا كا" (PKK)، وتصعيداً آخر ضد المدنيين من قبل قوات النظام ومحيط بعض النقاط التركية"، مُشيراً إلى أن "الجميع يريد توجيه الرسائل للآخرين ويحاول إثبات وجوده على الأرض والثمن يدفعه السوريون".

البكور: الجميع يريد توجيه الرسائل للآخرين ويحاول إثبات وجوده على الأرض والثمن يدفعه السوريون

ولا يستبعد البكور أن "يقوم الروس والنظام ببعض التصعيد كالعادة قبل أستانة"، منوهاً إلى أنه "لا أتوقع أن يتطور الأمر إلى ما هو أبعد من القصف المتبادل وربما يكون هناك حديث آخر بعد جولة أستانة المقبلة".

في غضون ذلك، تواصل "الفرقة 25 مهام خاصة" المدعومة من روسيا تدريباتها العسكرية ضمن معسكراتها التي أنشأتها مؤخراً بالقرب من مدينة معرة النعمان جنوب محافظة إدلب، تخللتها تدريبات على كافة أنواع الأسلحة الثقيلة والفردية والقناصات الحرارية الروسية الحديثة.

ويرى القيادي في المعارضة السورية، أن "معسكرات الفرقة 25 والتدريبات التي تحصل بها، فمن الطبيعي أن تتابع كل التشكيلات العسكرية تدريباتها على مدار العام وإخضاع بعض من أفرادها إلى دورات رفع مستوى أو اختصاصية تحسباً لقادم الأيام"، مُشيراً إلى أن "منطقة خفض التصعيد لا يمكن الحديث عن أي تغيير بوضعها الحالي إلا بعد انتهاء جولة أستانة المقبلة".

وأعلنت الخارجية الروسية، قبل نحو أسبوعين، أن اجتماع محادثات أستانة في جولتها الـ18 سيبدأ في نهاية مايو/أيار الحالي. وقال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، لوكالة "تاس"، إن الاجتماع الدولي المقبل حول سورية بصيغة "أستانة" من المقرر عقده نهاية الشهر الحالي في العاصمة الكازاخية نور سلطان.

وزير دفاع النظام السوري في جبهات إدلب

حصل "العربي الجديد" على معلومات من مصادر في وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، تفيد أن وزير الدفاع في حكومة النظام السوري الجديد، أجرى، اليوم الإثنين، زيارة إلى نقاط قوات النظام على جبهات محافظة إدلب.

وأكدت المصادر أن "اللواء علي محمود عباس وزير الدفاع في حكومة نظام الأسد، زار اليوم الإثنين، عدة مدن وبلدات تقع على مقربة من خطوط التماس الفاصلة بين قوات النظام وقوات المعارضة السورية شمالي محافظة إدلب"، مؤكدةً أن "عباس زار مقرات أفواج الفرقة 25 مهام خاصة في مدينة معرة النعمان جنوبي محافظة إدلب، ومقرات الفرقة الثامنة في بلدتي داديخ وكفر بطيخ، ومقرات قوات الحرس الجمهوري في مدينة سراقب الواقعة عند تقاطع الطريقين الدوليتين (M4 ،M5) شرقي محافظة إدلب".

وأشارت المصادر إلى أن "عباس وصل المنطقة رفقة ضباط رفيعي المستوى من وزارة الدفاع التابعة للنظام"، مضيفةً أن "الزيارة شملت أيضاً معسكرات الفرقة 25 مهام خاصة الواقعة ضمن خمس قرى شرق مدينة معرة النعمان، المعقل الرئيس للفرقة 25 مهام خاصة جنوبي محافظة إدلب".

ولفتت المصادر إلى أن "فوج المدفعية والصواريخ العامل ضمن غرفة عمليات الفتح المبين استهدف بصواريخ من نوع (غراد) وقذائف المدفعية مقرات وغرفة عمليات في بلدتي داديخ وكفر بطيخ شرقي محافظة إدلب، أثناء زيارة وزير الدفاع، دون ورود أي معلومات عن وقوع خسائر بشرية حتى الآن".

وتعتبر هذه الزيارة الأولى للواء علي محمود عباس بعد تنصيبه وزيراً للدفاع في حكومة النظام السوري يوم 28 من إبريل/نيسان الماضي بمرسوم تشريعي يحمل رقم 115 لعام 2022، من رأس النظام السوري بشار الأسد، وذلك خلفاً للعماد علي عبد الله أيوب.

وشغل اللواء عباس منصب رئيس هيئة أركان النظام قبل تكليفه بوزارة الدفاع. وينحدر من قرية إفرة في منطقة وادي بردى، بريف مدينة الزبداني، غرب العاصمة دمشق، ويعتبر خامس وزير للدفاع في حكومة النظام السوري منذ اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار عام 2011.

وشارك عباس في العديد من المعارك بالعاصمة السورية دمشق، وبريفي حلب وإدلب، وقاد الكثير منها، لا سيما معركة تل الصوان بريف دمشق في فبراير/شباط عام 2016 التي أُصيب فيها بوجهه، وقُتل وجرح حينها نحو 180 عنصراً من ضباط وعناصر قوات النظام على يد مجموعات "جيش الإسلام"، حينها لقي العباس انتقادات واسعة، لا سيما من أبناء المنطقة الساحلية.

المساهمون