المغرب يكشف تفاصيل مناورات "الأسد الأفريقي 2023" مع الجيش الأميركي

23 يناير 2023
ستجرى المناورات هذا العام ما بين 22 مايو و16 يونيو (فاضل سنا/ فرانس بزس)
+ الخط -

أنهى الجيشان المغربي والأميركي اجتماعهما الخاص بالتحضير لمناورات "الأسد الأفريقي 23"، بتحديد موعد إجرائها والتدريبات العسكرية التي ستعرفها مناطق متفرقة من البلاد ومن أبرزها منطقة المحبس في الصحراء، أقرب نقطة لمخيمات تندوف في الأراضي الجزائرية، معقل جبهة "البوليساريو" الانفصالية.

وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، اليوم الإثنين، أنّ النسخة 19 من مناورات "الأسد الأفريقي" ستجرى ما بين 22 مايو/ أيار، و16 يونيو/ حزيران 2023 في جهات أكادير وطانطان والمحبس (في منطقة الصحراء) وتزنيت والقنيطرة وبنجرير وتفنيت.

وأفادت القيادة العامة للجيش المغربي، في بيان، بأنه "فضلاً عن التكوينات المتعلقة بالعديد من المجالات العملياتية، وتمرين للتخطيط موجه لأطر القيادة العليا بالبلدين، من المقرر إجراء مناورات مسلحة متعددة ومشتركة، خاصة البرية منها والمحمولة جوا والبحرية والقوات الخاصة والجوية، وكذا العمليات المدنية- العسكرية وتلك المتعلقة بإزالة التلوث (النووي والإشعاعي والبيولوجي والكيميائي)".

جاء ذلك، بعد انعقاد اجتماع التخطيط الرئيسي لتمرين "الأسد الأفريقي 2023"، الذي جمع ممثلي القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة للولايات المتحدة الأميركية، بمقر القيادة العليا للمنطقة الجنوبية بأكادير، خلال الفترة ما بين 9 و20 يناير/ كانون الثاني الحالي.

وبحسب قيادة الجيش المغربي، فقد ناقش ممثلو القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة للولايات المتحدة الأميركية، خلال الاجتماع، طرق تنفيذ مختلف الأنشطة المخطط لها في إطار نسخة 2023 من تمرين "الأسد الأفريقي"، كما قاموا باستطلاع واختيار المواقع التي يمكن أن تتم فيها هذه الأنشطة.

وتعد مناورات "الأسد الأفريقي" أكبر تمرين متعدد الجنسيات في القارة الأفريقية، ويعكس تنظيمه كل عام بالمغرب، منذ ما يقرب من عقدين، "متانة علاقات التعاون بين المغرب والولايات المتحدة باعتبارها شريكاً إستراتيجياً متميزاً للمملكة"، وفق بيان الجيش المغربي، معتبراً أنّ مشاركة العديد من البلدان، وخاصة البلدان الأفريقية، في هذا الموعد السنوي، "يرتقي بالمغرب إلى مستوى الشريك الموثوق والمنفتح والمتشبث بأصوله".

وانطلقت أول نسخة من مناورات "الأسد الأفريقي" بين المغرب والولايات المتحدة عام 2007، حيث تشارك فيها دول أوروبية وأفريقية، وهي تجرى سنويا، لكن أقيمت أحياناً أكثر من نسخة في العام الواحد.

وتعد مناورات هذه السنة منعطفاً هاماً في مجال التعاون العسكري بين الرباط وواشنطن، خاصة منذ توقيع البلدين، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، على خريطة طريق تتعلق بمجال الدفاع العسكري على امتداد السنوات العشر المقبلة، وتتمحور حول تأكيد الأهداف المهنية المشتركة، لا سيما تحسين درجة الاستعداد العسكري، وتعزيز الكفاءات، وتطوير قابلية التشغيل البيني للقوات، في حين يقترح الجانب المغربي تعزيز التعاون، من خلال النهوض بمشاريع مشتركة للاستثمار بالمغرب في قطاع صناعة الدفاع.

كما تأتي النسخة الجديدة من المناورات في ظل حديث الصحافة الأميركية عن تخطيط واشنطن لإنشاء قاعدة عسكرية صناعية في المغرب، بعد أن أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن تعليماته لوزير الدفاع لويد أوستن بإعداد خطة طارئة لإنشاء القاعدة، وذلك على خلفية تقرير مفصل من مدير الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) وليام بيرنز حول توسع نفوذ روسيا في أفريقيا، بما في ذلك زيمبابوي وجمهورية أفريقيا الوسطى والجزائر ودول الساحل والصحراء.

المساهمون