قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، إن مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء، التي كان تقدم بها عام 2007 هي "الأفق الوحيد للتوصل إلى حل سياسي نهائي للنزاع الإقليمي المفتعل"، معتبرًا أنه "لا يمكن التوصل إلى هذا الحل إلا في إطار تحمّل الجزائر مسؤوليتها كاملة في إطار المسلسل السياسي للموائد المستديرة"، وذلك بعد نحو أسبوع على إعلان الرباط موافقتها على تعيين ستيفان دي ميستورا مبعوثا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها بوريطة ليل الإثنين، عبر تقنية الفيديو، باسم المملكة خلال النقاش على مستوى الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وجدّد المغرب على لسان وزير خارجيته، استعداده للتعاون مع جهود الأمم المتحدة في إطار الجهود التي يبذلها الأمين العام للتوصل إلى حل سياسي واقعي وعملي ودائم قائم على التوافق على احترام السيادة المغربية، لافتا إلى أنه "لا يمكن التوصل إلى هذا الحل إلا في إطار تحمّل الجزائر مسؤوليتها كاملة في إطار المسلسل السياسي للموائد المستديرة، وذلك على قدر مسؤوليتها في خلق واستمرار هذا النزاع".
كما جدّد المغرب التعبير عن بالغ قلقه من "الحالة الإنسانية المأساوية لسكان مخيمات تندوف، حيث تخلى البلد المضيف الجزائر عن مسؤولياته لصالح جماعة مسلحة انفصالية في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي الإنسان"، مطالبا المجتمع الدولي بـ"التحرك من أجل حمل البلد المضيف على احترام التزاماته التعهدية، وتمكين المفوضية السامية للاجئين من إحصاء هذه الساكنة".
من جهة أخرى، اعتبر بوريطة أن "المشاركة الكثيفة لسكان الصحراء المغربية في انتخابات الثامن من سبتمبر/ أيلول الجاري تجسّد تشبثها بالوحدة الترابية للمملكة وانخراطها التام والفعال في تنزيل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية".
وفي ما يتعلق بالأزمة الليبية، قال بوريطة إن المغرب سيقف دائما إلى جانب المؤسسات الليبية الشرعية، ويدعم الجهود الدولية الهادفة إلى حل الأزمة التي تواجه هذا البلد المغاربي وفق ما تم الاتفاق عليه بين مختلف الأطراف الليبية، موضحا أن اقتناع الرباط يبقى راسخا بأن حل الأزمة لن يأتي إلا من الليبيين أنفسهم بمنأى عن التدخلات والأجندات الخارجية.
وبينما أكد رئيس الدبلوماسية المغربية أن الحوار الليبي هو أنجع وسيلة لتحقيق تطلعات الشعب الليبي للاستقرار والمصالحة الوطنية والتنمية، أشار إلى أن المملكة المغربية تؤمن بالأهمية القصوى لتنظيم الانتخابات في تاريخها.
إلى ذلك، قال بوريطة إن القضية الفلسطينية في مقدمة أولويات المملكة وفي نفس مرتبة قضية وحدته الوطنية، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي والروحي للقدس الشريف.
وأوضح أن بلاده تتطلع بكل أمل إلى سلام عادل ومستدام في الشرق الأوسط يفضي إلى قيام دولة فلسطين المستقلة على ترابها الوطني ضمن حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مضيفا: "من منطلق رئاسة جلالة الملك محمد السادس للجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، يرى المغرب أن هذا الأمر يظل مرهونا بإدراك الجميع أنه لا يستتب الأمن لطرفٍ ما لم يتحقق الأمر ذاته للطرف الآخر، وهذا يتطلب توافقا شجاعا لإعادة إطلاق عملية السلام ووقف كل أشكال الانتهاكات والتضييقات والاستفزاز".