بدأ المستوطنون، مساء الثلاثاء، سلسلة اعتداءات واسعة على المواطنين الفلسطينيين في بلدات حوارة وزعترة وبيت فوريك وفي الشوارع الرئيسية التي تؤدي إلى مدينة نابلس، مع ترجيحات أن تستمر هذه الاعتداءات الليلة.
وأسفرت الاعتداءات، حتى لحظة إعداد هذا الخبر، عن حرق سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر، وأخرى مدنية لمواطن من حوارة.
ونفّذ مئات المستوطنين اعتداءات على بلدة حوارة، استبقها جيش الاحتلال بإرغام جميع المحال التجارية على إغلاق أبوابها، ومنع المواطنين من المرور في الشوارع، حسب ما أكد رئيس بلدية حوارة، معين الضميدي، لـ"العربي الجديد".
وقال الضميدي: "حتى الآن هاجم المستوطنون الجهة الغربية والشمالية من البلدة، وقاموا بحرق سيارة للمواطن محمد الضميدي أبو شادي، والاعتداء على منتزه ومسبح".
وتابع "المئات من المستوطنين يتجمهرون حالياً عند دوار سلمان الفارسي على مدخل البلدة، وهناك دعوات من المستوطنين، عبر وسائل التواصل الاجتماعي العبرية، للحضور استعداداً للهجوم على حوارة الليلة"، مضيفاً "نتوقع الأسوأ لأن المستوطنين ينفذون هجماتهم بعد الإعلان عنها وتحت بصر جيش الاحتلال".
وهاجم المستوطنون منتزه ومسبح "كانتري" غرب حوارة والذي يعود لعائلة عودة، وألحقوا أضراراً وخسائر مادية في المكان، واعتدوا على أصحابه.
وقال رشاد عودة لـ"العربي الجديد" إن أكثر "من مئة مستوطن هجموا علينا. جاؤوا من مستوطنة "يتسهار" المقامة على أراضي بورين وحوارة والمعروفين بتطرفهم"، وأضاف "قاموا بإلقاء الحجارة علينا وإطلاق الرصاص الحي تجاهنا، وأقدموا على تكسير سيارة وحرق سيارة أخرى".
وتابع "عندما هاجمونا في أعلى نقطة في القرية حيث يوجد "المسبح"، وهناك ستة منازل على الأقل، اتصلنا بأهالي البلدة، وبدأت سماعات المساجد تطلب التصدي للمستوطنين".
وأوضح عودة "حضر جيش الاحتلال بعد دقائق من الهجوم علينا، وقاموا بإطلاق الرصاص الحي تجاهنا وقنابل الغاز، ما تسبب بإصابة أكثر من 20 مواطناً على الأقل بالاختناق"، وتابع "عندما حضرت سيارة إسعاف الهلال لإنقاذنا استهدفها جنود الاحتلال بقنابل الغاز ما أدى لاحتراقها، وذلك لمنعها من الوصول إلينا". وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني تسجيل 36 إصابة للمواطنين، جراء اعتداءات المستوطنين عليهم.
وفي قرية اللبن الشرقية، الواقعة على الطريق ما بين رام الله ونابلس، اعتدى المستوطنون على الطفل "إسماعيل أسامة عويس" ما تسبب بإصابته بجروح في الرأس والرقبة، ونُقل للمستشفى لتلقي العلاج.
وفي قرية بيت فوريك شرق نابلس، هاجم جنود الاحتلال سيارة إسعاف ما اضطر الطاقم إلى التراجع، وأصيب العشرات من أهالي القرية بالاختناق، بعد استهدافهم بالغاز المسيل للدموع، أثناء وجودهم على الحاجز العسكري على مدخل القرية.
ورشق المستوطنون المركبات الفلسطينية بالحجارة في طريق المعرجات الواصل إلى أريحا، وقرب حاجز زعترة، وبلدة قبلان جنوبي نابلس، كما أشعل مئات المستوطنين النار على مفرق قرية دوما جنوب نابلس، ورشقوا السيارات الفلسطينية بالحجارة.
الاحتلال يعتدي على فلسطينيين بالقدس
اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي بوحشية على مجموعة من الشبان الفلسطينيين في منطقة باب العامود بالقدس المحتلة، مساء اليوم الثلاثاء، واعتقلت أحدهم واقتادته إلى أحد مراكزها في شارع صلاح الدين بالمدينة المقدسة.
وسبق الاعتداء قيام مستوطنين يرتدون أعلام دولة الاحتلال بالرقص وإطلاق هتافات عنصرية، ما استفز مجموعة من الفتية كانت هناك، وعند محاولتهم التصدي للمستوطنين تدخلت قوات الاحتلال واعتدت على الفتية.
وكانت مجموعات من المستوطنين قد اعتدت، مساء اليوم، على مركبات فلسطينية مارة بالقرب من مستوطنة آدم، المقامة على أراضي قرية جبع شمال شرق القدس المحتلة، ورشقتها بالحجارة، ما أدى إلى تضرر ثلاث مركبات.
ويشهد الحاجز العسكري المقام على مدخل مخيم شعفاط مواجهات مع قوات الاحتلال، وسط إطلاق كثيف للغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، واندلعت المواجهات، عقب قيام جنود الاحتلال بالاعتداء على مركبة يستقلها ثلاثة شبان.
إصابات برصاص الاحتلال في حوارة واعتداءات للمستوطنين جنوبي نابلس
وفي السياق، استكمل المستوطنون اعتداءاتهم وحرقهم الممتلكات الفلسطينية، التي بدأت في ساعات المساء الأولى في حوارة، أما قرى اللبن والشرقية والساوية جنوبي نابلس، فشهدت هجمات مئات المستوطنين قبيل منتصف ليل الثلاثاء- الأربعاء، وأصابوا أربعة مواطنين بالرصاص الحي، ودهسوا طفلاً.
وقال يعقوب عويس، رئيس بلدية اللبن الشرقية لـ"العربي الجديد": "نعيش ليلة صعبة من التوتر، بسبب اعتداءات مئات المستوطنين على القرية".
وتابع: "هاجم المستوطنون أطراف القرية، وقاموا بحرق جزئي لأربعة منازل على الأقل من المنازل القريبة على الشارع الرئيسي الواصل بين رام الله ونابلس، وعندما علم أهالي القرية، التي تبعد نحو نصف كيلو عن هذه المنازل، هبوا لنجدة العائلات التي تتعرض لاعتداءات المستوطنين".
وبيّن عويس أن "هناك أربع إصابات بالرصاص الحي، وجرى دهس طفل بسيارة مستوطن نزل من سيارته بعد الحادثة، وقام بمهاجمة الطفل وضربه بسلاحه على رأسه مباشرة، ونقلت جميع الإصابات إلى المستشفى".
وأضاف: "أحرق المستوطنون عشرات الدونمات المزروعة بالمحاصيل، وأحرقوا محلاً تجارياً وأطراف محطة وقود، واشتبك الأهالي معهم بالأيدي والحجارة من مسافة صفر، فردوا بإطلاق الرصاص الحي".
وأردف: "أمام أعيننا قام المستوطنون بمهاجمة السيارات المارة من الشارع الرئيسي، وأحرقوا أربع سيارات بعد الاعتداء على أصحابها".
وختم بقوله: "هذه الليلة صعبة جداً، والكل متأهب، ولا أحد من أهالي القرية يستطيع النوم خوفاً من إجرام المستوطنين".
وفي قرية الساوية، القريبة من اللبن الشرقية، أحرق المستوطنون سيارة على الأقل، لأحد سكان القرية.
وقال نادر عبد الرحيم كفينا، أحد سكان قرية الساوية، لـ"العربي الجديد"، إن أكثر من مئة مستوطن هاجموا أطراف القرية، وقاموا بإحراق سيارة لأحد المواطنين أمام منزله".
وتابع: "جميع القرية في حالة تأهب، والمستوطنون يتجمعون على أطراف القرية لتنفيذ مزيد من الاعتداءات".
وفي قرية بيتين، شرقي رام الله، هاجم المئات من المستوطنين القرية، وقاموا بتكسير زجاج منازل عدة، ومعرض للسيارات، ومحال تجارية، بحسب مصادر محلية.