المستشار الألماني شولتز يعد بتقديم مزيد من شحنات الأسلحة إلى إسرائيل

16 أكتوبر 2024
المستشار الألماني شولتز في كلمة له أمام البرلمان، 16 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وعد المستشار الألماني أولاف شولتز بتقديم المزيد من شحنات الأسلحة لإسرائيل، مؤكدًا على دعم ألمانيا لقدرتها على الدفاع عن أراضيها، مع التشديد على ضرورة توفير المساعدات الإنسانية لسكان غزة والالتزام بالقانون الدولي.

- حذر شولتز إيران من مهاجمة إسرائيل بالصواريخ، مشيرًا إلى الحاجة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، مع التأكيد على أهمية حل الدولتين.

- طالبت الولايات المتحدة إسرائيل بتحسين الوضع الإنساني في غزة لتجنب تجميد المساعدات العسكرية، بينما دعت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية إلى تحقيق دولي ضد وزيرة الخارجية الألمانية لتبريرها جرائم الاحتلال.

وعد المستشار الألماني أولاف شولتز، اليوم الأربعاء، إسرائيل بتقديم المزيد من شحنات الأسلحة في ظلّ عدوانها على قطاع غزة ولبنان. وخلال بيان حكومي حول القمة الأوروبية المقبلة في بروكسل، قال شولتز في برلين اليوم: "هناك شحنات وستكون هناك دائماً شحنات إضافية. يمكن لإسرائيل الاعتماد على ذلك".

وأضاف السياسي المنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي أنّ "حماس هاجمت إسرائيل قبل أكثر من عام". وأكد أنه يتعين على ألمانيا إبقاء إسرائيل "في وضع يتيح لها القدرة على الدفاع عن أراضيها". وشدد على أنه "يمكن لإسرائيل الاعتماد على تضامننا - الآن وفي المستقبل".

وأكد المستشار الألماني في الوقت عينه أنه لا تزال هناك حاجة إلى توفير المساعدات الإنسانية لسكان غزة، وعلى ضرورة الالتزام بقواعد القانون الدولي في حرب الشرق الأوسط. وأوضح شولتز في تصريحاته اليوم أن هناك حاجة أيضاً إلى توافر منظور لحل الدولتين مع الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن هناك مدنيين قُتلوا في هذه الحرب، وأنّ الإنسانية تفرض التعاطف مع جميع الضحايا. ولفت شولتز إلى الحاجة إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار ينتهي بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، كما الحاجة إلى عقد هدنة في شمال إسرائيل.

وحذر شولتز، في ختام تصريحاته اليوم، إيران من الاستمرار في مهاجمة إسرائيل بالصواريخ، قائلاً إن "إيران تلعب بالنار. يجب أن يتوقف ذلك".

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن، الاثنين، قد أرسلا رسالة إلى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ووزير الأمن يوآف غالانت، طالبا فيها إسرائيل باتخاذ خطوات خلال 30 يوماً لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، من أجل "تجنب العواقب السلبية لتوريد الأسلحة الأميركية لإسرائيل"، بحسب ما كشف موقع والاه العبري.

وبحسب القانون الأميركي ومذكرة الأمن القومي التي وقعها الرئيس الأميركي جو بايدن في فبراير/ شباط، يجب على الدول التي تتلقى مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة والتي تخوض صراعاً عسكرياً أن تسمح بنقل المساعدات الإنسانية الأميركية أو المدعومة من الولايات المتحدة دون عوائق. وإذا لم تسمح مثل هذه الدول بذلك، فسيتم تجميد المساعدات العسكرية الأميركية لها على الفور. وتشعر الولايات المتحدة بقلق بالغ إزاء تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة، خاصة في ظل النشاط المتجدد لجيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال قطاع غزة، وتعليق نقل شاحنات المساعدات إلى شمال القطاع لمدة أسبوعين.

زعيم حزب "البديل من أجل ألمانيا" ينتقد بشدة إعلان المستشار الألماني

في السياق، انتقد زعيم حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني، تينو شروبالا، بشدة إعلان المستشار الألماني أولاف شولتز عن تقديم شحنات أسلحة إضافية إلى إسرائيل. وفي كلمة له في البرلمان، اتهم شروبالا الحكومة الألمانية قائلاً:"من خلال شحنات الأسلحة التي تقدمونها إلى إسرائيل، تقبلون بتجريد جميع المدنيين الذين قتلوا على الجانبين من إنسانيتهم. أنتم لا تساهمون في التهدئة، بل إنكم تسكبون مزيداً من الزيت على النار".

وأضاف أن الحكومة الألمانية تعتقد أنها "يمكنها حل النزاعات في الشرق الأوسط عبر شحنات الأسلحة". ورأى شروبالا أنه "لا يجب أن يكون هناك تسليم أسلحة ألمانية لأي طرف من أطراف النزاع"، غير أنه أكد مع ذلك على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وأشار شروبالا إلى أن ألمانيا تورد الأسلحة وتفترض أن أحد الأطراف سينتصر في الشرق الأوسط في نهاية المطاف، واعتبر أن هذا التقييم "قصير النظر"، لافتاً إلى أن "أكثر من عشرة آلاف طفل قُتِلوا في الصراع بالفعل".

وأعرب شروبالا عن اعتقاده بأن الهدف يجب أن يكون تحقيق السلام وحل الدولتين. وقال إن "مكافحة معاداة السامية في ألمانيا وأوروبا لا تعني شنّ حرب على مناطق الاستيطان في قطاع غزة والضفة الغربية. نحن بحاجة أخيراً إلى مبادرة سلام تنطلق من ألمانيا".

في موازاة ذلك، دعت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، اليوم الأربعاء، إلى فتح تحقيق ضد وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، من قبل المحكمة الجنائية الدولية، على خلفية تبريرها جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين، واصفة تصريحاتها بـ"الخطيرة".

وكانت وزيرة الخارجية الألمانية قد قالت في كلمة في جلسة عقدت في الجمعية الاتحادية الألمانية، في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بمناسبة الذكرى الأولى لهجوم السابع من أكتوبر، إنّ "الدفاع عن النفس يعني بالطبع تدمير الإرهابيين، وليس مهاجمتهم فقط"، زاعمة أنّ حركة حماس تختبئ في التجمعات المدنية والمدارس. وأضافت "لهذا السبب أوضحت للأمم المتحدة أن المناطق المدنية قد تفقد أيضا وضعها المحمي، بسبب إساءة استخدامها من قبل الإرهابيين". 

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون