المركز العربي في واشنطن يستعرض نتائج استطلاع المؤشر العربي 2022

20 يناير 2023
جانب من الندوة (فيسبوك)
+ الخط -

نظم المركز العربي في واشنطن، أمس الخميس، ندوة حول حصيلة استطلاع "مؤشر الرأي العربي لعام 2022" الذي أجراه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، وتناول أبرز هموم ومشاغل الإنسان العربي ومقاربته لها ومواقفه منها.

وقد شارك في الندوة جمع من الأكاديميين والطلاب الجامعيين والأميركيين العرب والمعنيين بشؤون المنطقة، سواء عبر الحضور الافتراضي أو الوجاهي، والذين عكست أسئلتهم مدى اهتمامهم بتطوراتها وأوضاعها الراهنة المفتوحة على سائر الاحتمالات.

وافتتح الندوة مدير المركز في واشنطن خليل جهشان، بكلمة أشار فيها إلى أهمية هذا العمل الذي يقوم به المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والمتوالي منذ 8 سنوات، من خلال تعاون مشترك ومتكامل بين مؤسسات ومجموعات محلية اضطلعت باستطلاع السنة الماضية الذي شمل 33300 مواطن في 14 دولة عربية.

واستعرضت أستاذة العلوم السياسية في جامعة ريتشموند الأميركية، دانا الكرد، خلاصة "المؤشر" من خلال الاستعانة بجداول بيانية ترسم صورة الأوضاع السياسية والاقتصادية وقضايا الديمقراطية والسياسة الأميركية في المنطقة، فضلا عن القضية الفلسطينية وإسرائيل وحالات التطبيع التي جرت معها.

وإذا كانت الأرقام وشروحاتها قد عززت الصورة المعروفة عن الأوضاع ووثّقتها، إلا أن ما جاء به "المؤشر" بخصوص مواقف الرأي العام العربي تجاه بعض الملفات والاهتمامات فاجأ جهات أميركية رأت فيه "مبالغة"، مثل شبه إجماع (78%) الذين يرون أن الولايات المتحدة تشكل "تهديداً للاستقرار والأمن في المنطقة"، هو رقم لا يتقدم عليه سوى الموقف من إسرائيل (84%). 

وفي رده على سؤال بهذا الخصوص، قال جهشان إن "واشنطن لا ولم تتأثر في الماضي بموقف الرأي العام العربي منها ومن سياساتها وانحيازها في المنطقة، ولهذا أسبابه، على رأسها إدراك واشنطن أن نفور الرأي العام العربي لا يدخل في حسابات صياغة القرار العربي".

كذلك استوقف شبه الإجماع الآخر بشأن الوقوف ضد التطبيع مع إسرائيل 84%، وهو رقم صادم للمأخوذين بخطاب "السلام والواقعية السياسية".

ومن أكثر المواضيع التي استأثرت بالتعليق كانت مسألة الديمقراطية ومقاربة الفرد العربي العادي لها وإن بصورة مشوشة تميل نحو الإيجابية. مع ذلك، يمكن القول إنها "تحظى بدعم ملحوظ"، بحسب تأكيدات الكرد رداً على سؤال لـ"العربي الجديد". 

وأضافت أن الارتباك في هذا الخصوص يعود إلى جملة عوامل متداخلة، تتراوح بين "الفشل في التجربة وبين نشوب النزاعات وما تؤدي إليه من عدم استقرار".

وإذا جاز تلخيص التلخيص تقول الكرد أستاذة العلوم السياسية، التي شاركت في عملية الاستطلاع لعام 2021 قبل انتقالها إلى الولايات المتحدة، إن "معظم القلق مرتبط بالأحوال السياسية والاقتصادية"، حيث هناك حالة من "عدم الرضا" تعكسها أرقام الاستطلاع وأن ذلك يجد ترجمته بصورة مزيج من القلق والارتباك والموقف المشوش الذي تغلب عليه "السلبية".

المشكلة في الساحة الأميركية أن مثل هذا الاستطلاع لا يحظى بالأضواء المناسبة، رغم استناده إلى منهجية علمية في عشوائية اختيار العينات وشمولها كافة مكونات المجتمع بما في ذلك الأقليات، كما في طرح السؤال وتوثيق ثم تصنيف الردود. فالإعلام الأميركي يهمه الرأي العام الأميركي لكونه يؤثر في صناعة القرار، خصوصا في القضايا الكبرى، وبذلك هو غير معني بإظهار اعتراضات الشارع العربي على السياسات الأميركية. فهو من هذه الناحية طرف في الانحياز.

المساهمون