يلتقي المبعوث الأميركي إلى إيران روبرت مالي غداً الجمعة، في العاصمة الفرنسية باريس، مسؤولين دبلوماسيين من فرنسا وألمانيا وبريطانيا، في إطار الجهود لإعادة طهران إلى الاتفاق النووي المنهار بعد الانسحاب الأميركي منه، بحسب ما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مصادر مطلعة أمس الأربعاء.
وذكر تقرير "أكسيوس" أنّ جولة مالي الأوروبية، وقبلها الخليجية التي دامت أربعة أيام، تندرج في سياق محاولات إحياء المحادثات النووية المتعثرة منذ يونيو/حزيران الماضي، وفي ظل مخاوف شديدة لدى حلفاء الولايات المتحدة العرب مما أحرزته إيران على صعيد برنامجها النووي خلال الأشهر الأخيرة، لافتاً إلى أنّ عدة بلدان عربية، بما فيها المملكة العربية السعودية، تتحاور مع طهران ضمن مساعي تخفيف حدة التوترات الإقليمية.
وبدأ مالي، ويرافقه نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شبه الجزيرة العربية دانيال بنعيم، جولة خليجية من أبوظبي، حيث التقيا مستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد والمستشار الرئاسي الإماراتي أنور قرقاش. كما التقيا وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين.
بعد ذلك، حل المسؤولان الأميركيان بالدوحة، حيث التقيا نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي كان قد تحدث في اليوم السابق مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.
وسافر بعدها مالي إلى المملكة العربية السعودية، التي وصفها موقع "أكسيوس" بأنها "المحطة الأبرز" ضمن جولته، بالنظر لما تعرفه العلاقات السعودية الأميركية من تشنج، وكذا للحوار السعودي الإيراني القائم.
وتباحث مالي في الرياض بشأن برنامج إيران النووي وأنشطتها الإقليمية مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس). كذلك، تحدث هاتفياً مع وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني.
ويأتي هذا بينما التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء في واشنطن، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي. وذكرت الخارجية الأميركية، في بيان، أنّ بلينكن شدد على "الدعم الأميركي القوي لمهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في التحقق من عدم انتشار الأسلحة النووية، بما في ذلك مهمة الوكالة في إيران".
وقال غروسي إنه يتوقع قريباً إخطاره بموعد سفره إلى طهران، مضيفاً أنه يتوقع أن يتوجه إلى طهران قبل اجتماع مجلس محافظي الوكالة التابعة للأمم المتحدة، في نوفمبر/تشرين الثاني. وأوضح غروسي، في واشنطن، أن توقّعه مبني على محادثاته مع مسؤولين إيرانيين، لكنه لم يقدم تفاصيل.
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد أكد، ليلة الاثنين ـ الثلاثاء، في حوار مع التلفزيون الإيراني، أنّ إيران "لم تترك طاولة التفاوض وستتابع هذه المفاوضات" بخصوص العودة إلى الاتفاق النووي، لكنه أضاف في الوقت نفسه أن الحكومة الإيرانية "لن تربط الاقتصاد بالمفاوضات".
وأوضح رئيسي: "كما قلنا عندما تستقر الحكومة ستتابع المفاوضات، وها هي اليوم من خلال وزارة الخارجية تقوم بذلك"، مشيراً إلى مفاوضات نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا في طهران، الخميس الماضي، ليقول: "أبلغناه أنّ الجمهورية الإسلامية جادة، وعلى الطرف الآخر أيضاً إظهار الجدية".
وذكّر "أكسيوس" بأنّ الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين يتهمون الإيرانيين في المقابل بإضاعة الوقت، وحذروا من أنّ صبرهم له حدود. وأشار إلى أنّ وزير الخارجية الإيراني قال للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الثلاثاء، خلال محادثة هاتفية، أن كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري سيتوجه الأسبوع المقبل إلى بروكسل لإجراء محادثات مع مورا، الذي يتولى مهمة تنسيق المحادثات النووية، فيما لم يتضح بعد متى ستعود الأطراف إلى طاولة الحوار في فيينا.
وانطلقت مفاوضات فيينا النووية في إبريل/نيسان الماضي، بشكل غير مباشر بين طهران وواشنطن، بواسطة أعضاء الاتفاق النووي، بغية إحياء هذا الاتفاق، لكنها توقفت منذ يونيو/حزيران الماضي بطلب من إيران، بحجة الانتخابات الرئاسية وانتقال السلطة التنفيذية فيها، لكنها رغم مرور نحو 3 أشهر لم تستأنف بعد، لتؤكد طهران أنها ستعود إلى هذه المفاوضات قريباً، بعد انتهاء عملية مراجعة الجولات الست السابقة.