القرة داغي: "طالبان" تغيرت وتعترف بحق المرأة في التعليم والعمل

20 سبتمبر 2021
من لقاء انعقد مؤخرا بين وفد من "طالبان" وممثلين عن اتحاد علماء المسلمين (فيسبوك)
+ الخط -

قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القرة داغي، إن حركة "طالبان"، "تريد التأسيس لحكم إسلامي ملتزم بالثوابت الإسلامية ومنفتح على التجارب الجديدة".

وقال القرة داغي، في مقابلة مع "العربي الجديد"، حول نتائج لقاء الاتحاد العالمي مع وفد يمثل الحكومة الأفغانية المؤقتة التي شكلتها حركة "طالبان"، الأحد، إنه تم الاتفاق على استمرار التواصل والتشاور وعقد مزيد من اللقاءات مستقبلا، قائلا ردا على سؤال بهذا الشأن: "يمكن أن يقوم وفد من الاتحاد بزيارة مستقبلا إلى أفغانستان".

وقال القرة داغي "تسلمنا من الوفد رسالة مكتوبة من رئيس الوزراء الأفغاني بالوكالة الملا محمد حسن أخوند، شكر فيها الاتحاد على التهنئة بمناسبة تعيينه رئيسا للوزراء، ورد فيها على ما طلبناه في رسالتنا من ضرورة الالتزام بالحكم الرشيد وخدمة الشعب الأفغاني بجميع مكوناته"، وأن يكون للمرأة دورها، حيث تلقينا ردا مبدئيا إيجابيا بهذا الشأن، وهو أبدى رغبته بالتشاور والاستفادة من آراء الاتحاد وتوجيهاته".

ولفت القرة داغي إلى أن "الاتحاد عرض على حركة طالبان خبراته وإمكاناته في المجالات الاقتصادية واستراتيجية التنمية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وخبراته وإمكاناته لتطوير التعليم في أفغانستان، كما قدم مشروعا للتطوير السياسي من خلال المؤتمرات والندوات، وقد كانت هناك استجابة وقبول وتفهم لهذا العرض من قبل الوفد، ونحن متفائلون وننتظر منهم العمل والتطبيق".

وعن مفهوم الحكم الإسلامي الذي تريد حركة "طالبان" تطبيقه في أفغانستان، قال "يريدون حكما إسلاميا معتمدا على ثوابت الإسلام ولكن منفتح على التجارب الجديدة، هذا ما توصلنا إليه معهم وإذا تحقق ذلك فهذه بداية جيدة".

وحول موقفهم المتشدد من المرأة وحقها بالتعليم والعمل، رد بالقول "هم يوافقون من حيث المبدأ على حق المرأة بالتعليم وحقها بالعمل، ولكن بعد تهيئة الظروف المناسبة"، مضيفا "أكدنا لهم أن يطبقوا ذلك وأنه لا ينبغي تأخير تعليم البنات".

وحول حقوق الأقليات الدينية والطائفية وتشكيل حكومة شاملة تمثل الشعب الأفغاني، أكد أن "هناك تقبلا منهم لذلك، ولكنهم يحتاجون إلى مزيد من الوقت للتشاور، وهم يريدون حكومة تمثل جميع مكونات الشعب في ظل النظام والتوافقات السياسية".

وفيما إذا كان يرى أن حركة "طالبان" قد تغيرت بالفعل عما كانت عليه قبل 20 عاما، رد بالقول "الواقع يشهد أن هناك تغيرات، فعندما دخلوا كابول لم يقتلوا أحدا ولم يسجنوا أحدا من الحكومة السابقة وأعلنوا عفوا عاما وأعطي الجميع الأمان، وهذه بداية طيبة، كما أن تجعل الحركة مرجعيتها العلماء فهذا أمر مهم؛ تقبلهم فكرة تعليم وعمل المرأة، وهو ما سنراه قريبا، يدل على أن طالبان قد تغيرت بالفعل، وهذا لصالح أفغانستان بالتأكيد... هم رحبوا بالأمم المتحدة، وأعلنوا عن رغبتهم بإقامة علاقات مع دول العالم، هناك تغيرات حصلت بالفعل والباقي سيأتي".

وحذر القرة داغي من تضييق الخناق على أفغانستان وعزلها بعد وصول حركة "طالبان" إلى الحكم، "فهذا يشكل خطرا على الجميع وليس في مصلحة أحد"، كما قال، وطالب الأمم المتحدة ودول العالم، وخاصة الدول الإسلامية، بالاعتراف بحكومة "طالبان"، ومساعدتها لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في البلاد، والإفراج عن الأموال الأفغانية المجمدة لمساعدة الشعب الأفغاني.

وكان بيان للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد نقل عن وكيل وزارة الخارجية في حكومة "طالبان"، محمد عباس ستانكزي، قوله، خلال اللقاء الذي عقد بمقر الاتحاد بالدوحة، إن "أفغانستان بحاجة إلى نصائح وإرشادات العلماء وهذا دورهم في تاريخ الإسلام"، وإنه طلب من علماء الاتحاد القيام بهذا الدور "لبناء الدولة الأفغانية والحفاظ عليها"، وبيّن أن "الدولة الأفغانية تعاني من مخلفات الحكومات السابقة التي تركت بلدا منهاراً اقتصادياً، حيث يعيش 70% من الشعب الأفغاني تحت خط الفقر، كما أن أفغانستان تواجه عداءً إعلاميا وتضييقا اقتصادياً"، حسب تعبيره في البيان.

المساهمون