الفلسطينيون يشيعون جثامين شهداء عدوان الاحتلال على الضفة الغربية

جنين

محمود السعدي

محمود السعدي
14 ابريل 2022
فلسطين
+ الخط -

شيّع الفلسطينيون، اليوم الخميس، جثامين شهداء ارتقوا خلال عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي على جنين ورام الله وبيت لحم في الضفة الغربية، فجر اليوم والليلة الماضية.

وقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، الطفل قصي حمامرة خلال مواجهات في بلدة حوسان، غرب بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، واحتجزت جثمانه عدة ساعات قبل أن تفرج عنه بعد ذلك. كذلك قتلت قوات الاحتلال الشاب عمرو عليان خلال مواجهات شهدتها بلدة سلواد، شرق رام الله، وسط الضفة الغربية، فيما قتلت الشابين شأس كممجي ومصطفى أبو الرب من بلدة مسلية، جنوب جنين، في أثناء وجودهما قرب بلدة كفرذان، حيث اندلعت مواجهات هناك. كذلك أصابت الشهيد فواز حمايل من بيتا برصاصة في صدره، أدت إلى تهتك كبير في الأجزاء الداخلية، ولم يتمكن الأطباء على مدار يومين من وقف النزف الحاد، رغم إعطائه أكثر من ستين وحدة دم.

وانطلق موكب تشييع جثماني الشهيدين أبو الرب وكممجي من أمام مستشفى جنين الحكومي في مدينة جنين، وجابت مسيرة شوارع المدينة بالشهيدين محمولين على الأكتاف، ثم أعيدا إلى المستشفى، ومن هناك سار كل موكب بسيارة إسعاف باتجاه مسقط رأسه، وعمّ الإضراب جنين حداداً على أرواح الشهداء.

وحين وصل جثمان الشهيد كممجي إلى مدخل مسقط رأسه في بلدة كفرذان، حُمل الشهيد على الأكتاف، ورفع المشيعون رايات الفصائل الفلسطينية والعلم الفلسطيني، وجابت مسيرة بمشاركة واسعة شوارع البلدة على وقع الهتافات الغاضبة المنددة بجرائم الاحتلال، إلى أن وصل الجثمان إلى منزل الشهيد، وألقت عائلته نظرة الوداع عليه.

بعد ذلك، أكمل المشيّعون بمسيرة جابت شوارع بلدة كفرذان، تخللها إطلاق نار في الهواء من قبل مسلحين من "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، ثم وصلت مسيرة التشييع إلى مقبرة بلدة كفرذان، وفي ساحة بجانب المقبرة أقيمت صلاة الجنازة على الشهيد، لكن التشييع تأخر بعض الوقت بعد وصول خبر أن الاحتلال أفرج عن أشقاء الشهيد الثلاثة الذين اعتقلهم فجر اليوم، وألقى أشقاؤه نظرة الوداع عليه، وسط أجواء حزينة، بعدها ووري جثمان الشهيد كممجي الثرى.

وخلال مواراته الثرى، ألقيت العديد من الكلمات، حيث أكد القيادي بحركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان، وأمين سر حركة فتح في جنين عطا أبو ارميلة، أن "جنين بحاجة لدعم المقاومين والوحدة الوطنية، وليست بحاجة لكسر حصار اقتصادي"، ودعوا إلى أن يعمم نموذج مخيم جنين على كل الضفة الغربية.

يشار إلى أن الشهيد شأس شقيق الأسير أيهم كممجي، أحد أسرى "نفق الحرية" الستة الذين تمكنوا، العام الماضي، من الفرار من سجن جلبوع عبر نفق حفروه أسفل السجن، لكن الاحتلال أعاد اعتقالهم بعد أيام.

في هذه الأثناء، شيّع أهالي قرية مسلية، جنوب جنين، جثمان الشهيد مصطفى أبو الرب، بعد وصول الجثمان من مستشفى جنين الحكومي، بمسيرة مركبات وسيارة إسعاف، وحين وصلت تلك المسيرة إلى مدخل القرية، حُمل الشهيد على الأكتاف وجابت مسيرة الشوارع وصولاً إلى منزل ذويه، حيث ألقت عائلته نظرة الوداع عليه.

بعد ذلك، انطلق المشيعون باتجاه مسجد زيد بن حارثة حيث أقيمت صلاة الظهر هناك، وصلاة الجنازة، ثم أكمل المشيعون مسيرتهم وهم يحملون أعلام فلسطين ورايات الفصائل الوطنية، ورددوا هتافات تندد بجرائم الاحتلال، وأطلق مسلحون النار بالهواء تحية لروح الشهيد، ثم وصل جثمان الشهيد إلى مقبرة شهداء مسلية، حيث ووري الجثمان الثرى.

من جانب آخر، شيع الفلسطينيون، ظهر اليوم، جثمان الشهيد عمرو عليان في مسقط رأسه ببلدة سلواد، شرق رام الله، بعدما انطلق موكب التشييع من المركز الطبي في البلدة، وصولاً إلى منزل عائلته، حيث ألقيت نظرة الوداع عليه، بعدها انطلق المشيعون بمسيرة وصلت إلى مدرسة سلواد الأساسية، وأُديَت صلاة الظهر والجنازة بساحة المدرسة.

وبعد أداء صلاة الجنازة، جاب المشيعون بمسيرة حاشدة شوارع سلواد على وقع الهتافات التي تندد بجرائم الاحتلال، وعلى وقع الرصاص الذي أطلقه مسلحون بالهواء تحية لروح الشهيد.

وحمل المشيعون خلال مسيرة التشييع جثمان الشهيد على الأكتاف ورفعوا أعلام الفصائل الوطنية وأعلام فلسطين، وصولاً إلى مقبرة شهداء سلواد، حيث ووري جثمان الشهيد الثرى.

من جهة ثانية، شيّع أهالي بلدة حوسان، غرب بيت لحم، ظهر اليوم، جثمان الشهيد الطفل قصي حمامرة، حيث انطلق موكب التشييع من أمام مستشفى بيت جالا الحكومي بعد جنازة عسكرية له، ثم سار بسيارة إسعاف ومسيرة مركبات، بعدها وصل جثمان الشهيد إلى مدخل حوسان، وحمله المشيعون على الأكتاف. ونقل الجثمان إلى منزل عائلته التي ألقت نظرة الوداع الأخيرة عليه، بعدها سار المشيعون بشوارع البلدة وصولاً إلى ملعب حوسان، وأقيمت صلاة الظهر والجنازة هناك.

بعد ذلك، انطلقت مسيرة جابت شوارع حوسان على وقع الهتافات الوطنية المنددة بجرائم الاحتلال، وحمل المشيعون أعلام فلسطين ورايات الفصائل الوطنية، ووصل المشيعون إلى مقبرة البلدة لمواراة جثمان الشهيد فيها.

وبعد التشييع، أفاد الناشط طه حمامرة "العربي الجديد" باندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال التي تقيم حاجزاً عسكرياً داخل البلدة، واعتلى جنود الاحتلال أسطح المنازل لمراقبة تحركات الأهالي، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.

وفي بيتا، جنوب مدينة نابلس شماليّ الضفة الغربية، شيّع الفلسطينيون جثمان الشهيد فواز حمايل (46 عاماً)، الذي ارتقى ظهر اليوم متأثراً بإصابته البالغة برصاص الاحتلال الإسرائيلي أمس الأربعاء، خلال مواجهات اندلعت في البلدة.

وانطلق موكب التشييع من المستشفى العربي بمدينة نابلس بعد تأدية المراسيم العسكرية، وصولاً إلى مسقط رأسه في بلدة بيتا، حيث توقف المشيعون أمام منزله، وهناك ألقيت نظرة الوداع الأخيرة عليه، وعلت الزغاريد من حناجر النساء، لتنطلق الجنازة صوب مقبرة البلدة الشرقية لمواراته الثرى.

وشارك مسلحون ملثمون في جنازة الشهيد حمايل، وقد وضعوا قطعة قماش على فوهات بنادقهم، في إشارة إلى عدم إطلاق الرصاص في الهواء، وهي الظاهرة التي باتت تلقى انتقادات لاذعة من المواطنين.

وردد المشاركون هتافات وجهوا من خلالها التحية إلى مخيم جنين، ومنها "من بيتا التحية إلى جنين الأبية"، و"بالروح بالدم نفديك يا شهيد".

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد استهدفت موكب التشييع خلال مروره من نابلس عبر حاجز عورتا العسكري جنوب نابلس بقنابل الغاز المسيل للدموع.

وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن الاحتلال ادعى قيام شبان بإحراق غرف إسمنتية معدة لتدريب قواته بالقرب من الحاجز.

ولم يبلغ عن وقوع إصابات، إلا أن الحدث سبّب تأخير وصول الموكب إلى مسقط رأس الشهيد في بلدة بيتا جنوب نابلس لأكثر من نصف ساعة.

والشهيد يعمل موظفاً حكومياً، وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء.

يشار إلى أن الإضراب عمّ محافظات بيت لحم وجنين ورام الله والبيرة حداداً على أرواح الشهداء الذين جرى تشييعهم اليوم.

ذات صلة

الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..
المساهمون