الفصائل الفلسطينيّة تتوّعد الاحتلال بدفع ثمن "مجزرة" الأقصى"

10 مايو 2021
الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة في المسجد الأقصى(أحمد غربلي/فرانس برس)
+ الخط -

حمّلت الفصائل الفلسطينية اليوم الإثنين، الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية عن "المجزرة" التي تحصل على القدس والأقصى، محذّرة من تماديه بالعدوان على الشعب الفلسطيني. وأكدت الفصائل جهوزية المقاومة، داعيةً في الوقت نفسه المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته ووقف جرائم الحرب الإسرائيلية وسياسات التطهير العرقي.
وقال القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، خضر عدنان، اليوم الإثنين، إن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة في المسجد الأقصى.
وأكد عدنان، في بيان، أن "تدنيس الأقصى وإصابة المئات من المرابطين جريمة لها ثمنها"، مضيفاً "لدينا ثقة بمقاومة شعبنا".
وشدد على أن "صيحات الحرائر في الأقصى تدمي القلوب وتحرض الصخر وتزيد الواجب على الجميع".
وذكر أن "الاحتلال قرر إدخال قطعان المستوطنين على دماء الصائمين المصلين في الأقصى".
وأشار إلى أن "عشرات الآلاف من المستوطنين كانوا أجبن من أن يدخلوا المسجد الأقصى دون فتك جيشهم الرعديد بأبطال المسجد الأقصى المعتصمين فيه".
وهاجمت قوات الاحتلال، صباح اليوم، المصلين داخل للمسجد الأقصى بشكل عنيف، وأصيب المئات بالرصاص المعدني والاختناق، منهم إصابة بحالة حرجة، وفق الهلال الأحمر.

حماس: الاحتلال سيدفع الثمن
من جانبه، قال بيان لحركة حماس وقعه القيادي سامي أبو زهري إن ما يجري في المسجد الأقصى هو مجزرة حقيقية وجرائم حرب، وذلك بالتزامن مع نية مستوطنين اقتحام المسجد اليوم.
وأضاف بيان الحركة أن ما يحدث في المسجد هي "حرب دينية يمارسها الاحتلال، وهي دليل على وحشية الاحتلال ونازيته".
وطالب بيان الحركة "كل شعبنا للنزول للشوارع والاشتباك مع الاحتلال".
وأشارت الحركة إلى أن تلك الجرائم سيكون لها تداعياتها.
وأكدت أن "الاحتلال سيدفع الثمن غالياً جرّاء تغوله على الأقصى وعلى المصلين فيه".

 


مجلس الوزراء بانعقاد دائم
قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، في كلمة له بمستهل الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء المنعقدة اليوم بمدينة رام الله، "إن مجلس الوزراء في حالة انعقاد دائمة، من أجل المتابعة اليومية لأهلنا في مدينة القدس ودعم صموده".
وأضاف اشتية، "إنّ القدسَ تعيدُ اليوم وهجَ القضية أمامَ من يحاولون عبثاً طمسَ هويتِها، وتغييرَ معالمِها، وتزويرَ تاريخِها العربيِّ والإسلامي والمسيحي".
وأدان اشتية ما جرى في الأقصى، محملًا الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة إزاء ما يتعرض له المصلون في المسجد الأقصى.
وحذر من النتائج التي ستترتب عن مثل هذه الاقتحامات، ومحاولات إخلاء أهالي الشيخ جراح أصحاب الأرض الأصليين من بيوتهم. وقال: "إن أهالي الحي المهددون اليوم بالتهجير من منازلهم سبق وأن هُجروا من بيوتهم في حيفا، ويافا، وعكا إبان النكبة عام 1948 التي تصادف ذكراها الـ73 هذا العام مع عيد الفطر".
ودعا رئيس الوزراء المجتمع الفلسطيني الدولي للتدخل الفوري لوقف تلك الانتهاكات المروعة وتوفير الحماية للمواطنين في الأراضي الفلسطينية وخاصة في مدينة القدس التي تتعرض للتطهير العرقي.

تحدٍ للمجتمع الدولي
بدوره، قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، في تصريح صحافي، "إن ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي من اقتحام واعتداء وحشي على المصلين في المسجد الأقصى وباحاته هو تحدٍ جديد للمجتمع الدولي، وتحديداً للجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية".
وأكد أبو ردينة، أن الحكومة الإسرائيلية ضربت بعرض الحائط كل هذه الجهود والتدخلات الدولية، مشدداً على أن القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطينية لن يسمحوا بتمرير هذه المخططات الإسرائيلية.

إدانة الموقف الأميركي
وعبرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان لها، عن استهجانها البالغ من موقف الإدارة الأميركية الحالية إزاء ما تتعرض له القدس ومقدساتها والمسجد الأقصى والمواطنين المقدسيين.
وقالت الخارجية الفلسطينية: "يتضح أن هذه الإدارة لا تريد أن تخرج من الأطر التي رسمتها وحددتها الإدارة السابقة، وما زالت بترددها توفر الغطاء والحماية لإسرائيل وجرائمها، وتتساهل في وصف الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني، بينما تدين وتنتقد بشدة أي عمل يقوم به الجانب الفلسطيني دفاعاً عن النفس وبطريقة سلمية".
وأضافت الخارجية الفلسطينية، "أحياناً تعطي الإدارة الأميركية الانطباع بأن الفلسطينيين هم الذين يعتدون على تل أبيب والقدس الغربية، كنا نأمل ونتوقع من الإدارة الحالية أن تفتح عينيها لترى حقيقة ما يحدث في الأرض الفلسطينية المحتلة، والتي تفيد بأن إسرائيل ليست فقط دولة احتلال وإنما هي دولة ابرتهايد واضطهاد عنصري بامتياز".
من جهة ثانية، قالت الخارجية الفلسطينية: "بناءً على طلب من دولة فلسطين وبالتنسيق مع الأشقاء والأصدقاء يعقد مجلس الأمن الدولي هذا اليوم، جلسة مغلقة لنقاش تطورات العدوان الإسرائيلي على شعبنا عامة وعلى القدس ومقدساتها ومواطنيها خاصة، وقد دعمت 11 دولة الدعوة للاجتماع".
وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن طلب الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وللقدس ليس امتيازاً أو منة من أحد، وإنما هو واجب وحق مشروع لشعب تحت الاحتلال يواجه جميع أشكال البطش والكراهية والحقد والجرائم التي عبرت عنها الجنائية الدولية وتعاملت معها كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

خيارات السلطة
وأعلن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ، اليوم الإثنين، أن القيادة الفلسطينية تدرس كافة الخيارات للرد على عدوان الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى.
وقال الشيخ في تغريدة له على موقع "تويتر": "إن اقتحام المسجد الأقصى جريمة يرتكبها الاحتلال، والقيادة الفلسطينية تدرس كل الخيارات للرد على هذا العدوان البشع على المقدسات والمواطنين".


في تغريدة أخرى، قال الشيخ: "عندما قال البعض إن القدس رقم انتخابي لا يذكر! ردت القدس بأنها الرقم الذي لا يقهر".
وتأتي تصريحات الشيخ في ظل استمرار اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى  والاعتداء على المرابطين المعتكفين ومحاصراتهم في مصلياته.


الجريمة البشعة
من جهته، قال وزير شؤون القدس فادي الهدمي، في بيان صحافي، "إن الجريمة البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى عدوان همجي مبيّت".
وأشار الهدمي إلى أن "حجم العدوان والكم الهائل من الذخيرة المحرمة التي استخدمها الاحتلال ضد المصلين الآمنين في المسجد الأقصى هو مؤشر واضح على أن إسرائيل خططت مسبقاً لهذه الجريمة البشعة".
وتابع الهدمي: "لقد استهدفت قوات الاحتلال المصلين المسالمين بشكل مباشر بالرصاص المعدني وقنابل الصوت والمسيلة للدموع في مشهد إجرامي".
ورفض الهدمي التفسيرات التي تبرر هذه الجريمة بالصراعات السياسية في إسرائيل، مشدداً على أن "الدم الفلسطيني ليس رخيصاً، ولا نقبل أن يكون دمنا ومقدساتنا وقوداً لصراع بين السيئ والأسوأ".
وأضاف، "لقد أظهرت إسرائيل نفسها للعالم أجمع كدولة معادية لحرية الأديان ولا تتردد في استخدام آلة بطشها ضد المصلين في مسجدهم".

المساهمون