استمع إلى الملخص
- التصعيد يأتي بعد تهديدات قادة الفصائل بدعم الجبهة اللبنانية، مما يثير قلقاً عراقياً من ردود فعل إسرائيلية قد تشمل قصف أهداف داخل العراق.
- الخبير العسكري أعياد الطوفان يشير إلى أن التصعيد يهدف للضغط على إسرائيل لتخفيف عملياتها في لبنان وغزة، مع توقعات بزيادة التصعيد.
صعّدت الفصائل العراقية، المنضوية ضمن "المقاومة الإسلامية في العراق"، من عملياتها تجاه أهداف إسرائيلية، حيث نفّذت خلال الساعات الـ24 الماضية ست هجمات استخدمت فيها صواريخ مطورة، إضافة إلى الطائرات المسيّرة المفخخة، وأعلنت في بيانات لها أنها ضربت أهدافاً عسكرية مهمة في شمال وجنوب الأراضي المحتلة. ويأتي التصعيد بعد تهديدات لعدد من قادة الفصائل العراقية المسلحة بالانتقال إلى دعم الجبهة اللبنانية، مؤكدين الجاهزية لحرب طويلة المدى مع إسرائيل وعلى مختلف الجبهات.
وبحسب مصادر عسكرية مطلعة لـ"العربي الجديد"، فإن الفصائل العراقية أطلقت خلال الهجمات ما يقارب من 10 صواريخ من طراز "الأرقب" (كروز مطور)، إضافة إلى 18 طائرة مسيّرة مفخخة، مشيرة إلى أن بعض تلك الطائرات انطلقت من داخل الأراضي العراقية. وذكر بيان لـ"المقاومة الإسلامية في العراق" مساء أمس الأحد، أنها هاجمت، أمس الأحد، بالطيران المسيّر "الأرفد" هدفاً في غور الأردن بالأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدة "استمرار العمليات في دكّ معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة".
كما ذكرت في بيان آخر، فجر اليوم الاثنين، أنه "جرى استهداف قاعدة مراقبة لواء غولاني الصهيوني بأراضينا المحتلة"، فيما قال مصدر مسؤول في رئاسة الوزراء العراقية، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك قلقاً وتخوفاً عراقياً من ردة فعل للكيان الصهيوني على تصاعد عمليات الفصائل العراقية بضرب الأهداف الإسرائيلية داخل الأراضي المحتلة، فهذا قد يدفع بالكيان لقصف أهداف لتلك الفصائل داخل الأراضي العراقية".
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "هذا التخوف والقلق حقيقي، وجرى إيصال رسائل إلى الجانب الأميركي بأن يكون العراق بعيداً عن الصراع الدائر في المنطقة ومنع الكيان الصهيوني من تنفيذ أي ضربات داخل العراق، فهذا قد يدفع للمزيد من التصعيد، ويكون العراق ضمن دائرة خطر الحرب". وبين أن "هناك توجيهات صدرت إلى القيادات العسكرية لتفعيل وتنشيط الرصد الجوي والتصدي لأي هدف خارجي يحاول اختراق الأجواء العراقية".
من جهته، قال الخبير في الشأن العسكري أعياد الطوفان، لـ"العربي الجديد"، إن "تصعيد الفصائل العراقية ضد الأهداف الإسرائيلية يأتي ضمن عمليات إسناد جبهات القتال في لبنان وكذلك غزة ومحاولة للضغط العسكري على الكيان الصهيوني للتخفيف من عملياتها في لبنان وغزة"، مضيفاً أنه "من الممكن أن يتزايد هذا التصعيد خلال الساعات والأيام القليلة المقبلة، خاصة إذا زاد الكيان من عمليات استهداف لبنان".
وبيّن الطوفان أن "تصعيد الفصائل العراقية بضرب الأهداف الإسرائيلية... قد يدفع الكيان إلى ردات فعل عسكرية داخل العراق من خلال استهداف الفصائل أو قادة تلك الفصائل، وهذا الأمر بصراحة متوقع جداً حصوله بأي وقت". وتزداد التحذيرات الدولية والأممية من خطر التصعيد في المنطقة وانزلاقها إلى حرب شاملة، في ظل ما تشهده الجبهة اللبنانية من تصعيد كبير، خصوصاً منذ عمليتي تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي في لبنان الثلاثاء والأربعاء، واغتيال القيادي البارز في حزب الله إبراهيم عقيل مع عدد من قادة فرقة الرضوان الجمعة، وإطلاق حزب الله رشقة صاروخية ثقيلة على مناطق واسعة في الجليل الأسفل وشرق حيفا شمالي إسرائيل، بما في ذلك قاعدة رامات ديفيد الجوية.