الغزواني يتصدر نتائج الانتخابات الرئاسية الموريتانية ومنافسه لا يعترف

30 يونيو 2024
امرأة موريتانية تدلي بصوتها، نواكشوط 29 يونيو 2024 (ميشيل كاتاني/فرانس برس)
+ الخط -

أظهر فرز نحو 90% من أصوات المقترعين في الانتخابات الرئاسية الموريتانية، التي جرت يوم أمس السبت، تقدم الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد شيخ الغزواني بفارق كبير. وتجرى اليوم الأحد عملية جمع لنتائج الانتخابات، ويتعين على اللجنة إعلان أولى النتائج النهائية بحلول مساء غد الاثنين.

وحصل الغزواني، وهو عسكري سابق يبلغ 67 عاماً، على أكثر من 55% من الأصوات التي فُرزت حتى الآن، بحسب المنصة الإلكترونية للجنة الوطنيّة المستقلّة للانتخابات التي تنشر نتائج التصويت بناء على مراكز الاقتراع فور فرزها.

وأعلن خصم الغزواني الرئيسي الناشط بيرام الداه عبيدي (59 عاماً)، الذي يحتلّ المركز الثاني حالياً بحوالى 22% من الأصوات، خلال مؤتمر صحافي اليوم الأحد، أنّه لن يعترف بالنتائج الصادرة عن "اللجنة الوطنية المستقلّة للانتخابات التابعة للغزواني"، والتي يتهمها بأنّها أداة للسلطة.

وقال: "لن نعترف إلّا بنتائجنا الخاصّة، وعلى هذه القاعدة، سنخرج إلى الشارع لرفض التعطيل الانتخابي"، وشكّلت الحكومة الموريتانية مرصداً وطنياً لمراقبة الانتخابات، الأمر الذي اعتبرته المعارضة أداة للتلاعب بالأصوات.

وحل حمادي ولد سيدي المختار، مرشح حزب "تواصل" الإسلامي، القوة المعارضة الرئيسية في الجمعية الوطنية، في المركز الثالث مع 13% من الأصوات التي فُرزت حتى الآن. وكان أكّد، أمس السبت، أنّه سيبقى "يقظاً لأيّ انتهاك"، داعياً المواطنين إلى الابتعاد عن كل ما من شأنه بث الفوضى والإخلال بالسلم الأهلي. وأعلن الغزواني، ليل السبت الأحد، أنّ "اللجنة الوطنية المستقلّة للانتخابات وحدها لها الحق في نشر (النتائج) وعلينا أن ننتظر ذلك"، وبلغت نسبة المشاركة حوالى 55%، بحسب اللجنة.

ويقدم الرئيس المنتهية ولايته نفسه باعتباره الضامنَ استقرارَ هذا البلد الذي لم يشهد أيّ هجمات منذ عام 2011، في حين تواجه مالي المجاورة ومنطقة الساحل عموماً الكثير من الهجمات. وجعل الغزواني مكافحة الفقر ودعم الشباب أولويّته خلال الولاية الثانية التي يطمح إليها، حيث يغادر الشباب الذين تقلّ أعمارهم عن 35 عاماً، ويمثّلون أكثر من 70% من السكان، بلادهم بشكل متزايد إلى أوروبا أو الولايات المتحدة بحثاً عن حياة أفضل. وبعد ولاية أولى طغت عليها جائحة كوفيد-19 وتداعيات الحرب في أوكرانيا، يأمل الغزواني إجراء مزيد من الإصلاحات خلال ولايته الثانية بفضل الآفاق الاقتصادية المؤاتية.

وخاض الغزواني الاستحقاق الرئاسي أمام ستّة مرشّحين تعهّدوا بإحداث أوّل تغيير ديمقراطي حقيقي في هذا البلد الصحراوي الشاسع، الذي يبلغ عدد سكّانه حوالى 4.9 ملايين نسمة وشهد الكثير من الانقلابات بين عامي 1978 و2008، قبل أن يُسجّل في 2019 أوّل مرحلة انتقاليّة بين رئيسين منتخبين منذ نيله الاستقلال عن فرنسا.

وساد الهدوء العاصمة نواكشوط، اليوم الأحد، بانتظار إعلان النتائج، وأغلقت أغلب المتاجر أبوابها. وقال محمد عوا الذي يملك محلاً تجارياً لوكالة فرانس برس: "بحسب النتائج الأولية، يبرز (الرئيس) الغزواني و(المعارض) بيرام. نطلب من المنتخب أن يراعي مصالح السكان، لا سيما المتعلقة بالأمن". ومن جهته، قال الطالب أحمدو سيد: "أعتقد أن الانتخابات سارت على ما يرام. إلا أن نصف السكان يشككون في النتائج نظراً لسير الحملة الانتخابية. يقول البعض إنها افتقرت إلى الشفافية. وشخصياً لم ألاحظ ما يمكن أن يثير القلق".

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون