العراق يكشف عن تطورات مهمة بشأن الحدود الإيرانية التركية

24 يونيو 2024
جندي تركي يقف على الحدود الإيرانية التركية في 1 أكتوير 2021 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الفريق محمد السعيدي أعلن عن تحقيق تقدم في تحصين الحدود الإيرانية والتركية مع العراق، مؤكدًا على نجاح إبعاد جماعات المعارضة الكردية الإيرانية وتأمين الحدود ضمن جهود بغداد لوقف التدخل العسكري من إيران وتركيا.
- تم تعزيز الأمن عبر تشكيل لواء خاص، إنشاء 91 مخفرًا حدوديًا، تغطية 300 كم بالكاميرات الحرارية، وضبط عمالة آسيوية وباكستانية وأفغانية تحاول الدخول بطريقة غير قانونية.
- تطورت العلاقات العراقية مع إيران وتركيا، بتوقيع اتفاقية أمنية مع طهران لتفكيك معسكرات المعارضة الكردية وإيقاف العمليات الإيرانية، وتقويض سيطرة حزب العمال الكردستاني مع تعزيز التنسيق الأمني مع تركيا.

أعلن قائد قوات الحدود العراقية الفريق محمد السعيدي، اليوم الاثنين، عن تقدم كبير في ملف تحصين الحدود الإيرانية التركية، بعد الانتهاء من إبعاد جماعات المعارضة الكردية الإيرانية من الحدود مع العراق. ومنذ مطلع العام الحالي، تواصل بغداد جهوداً استثنائية مع طهران وأنقرة، فيما يتعلق بتأمين الحدود الإيرانية التركية، ووقف التدخل العسكري للبلدين داخل الأراضي العراقية لاستهداف جماعات كردية إيرانية وتركية معارضة، تتخذ من الأراضي العراقية، ضمن إقليم كردستان، معاقل لها منذ سنوات طويلة.

ويستند البلدان في عملياتهم العسكرية داخل العراق إلى حق الدفاع عن النفس ضد الجماعات التي تتخذ من العراق منطلقاً لتنفيذ اعتداءات مسلحة داخل أراضي إيران وتركيا المجاورة. واليوم الاثنين، نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، عن الفريق محمد السعيدي، قائد قوات الحدود العراقية، قوله إن "حدود العراق مع 6 دول هي أكثر من 3714 كيلومتراً، إلا أن أطولها مع إيران، حيث تبلغ 1493 كيلومتراً منها مع الحدود النهرية وهي حدود شط العرب بحدود 93 كيلومتراً والمتبقية حدود برية".

وأضاف أنه "خلال العامين الماضي والحالي تم إنجاز عمل كبير في الحدود الإيرانية العراقية ضمن محافظة السليمانية، حيث بدأنا بتعزيز قطعاتنا الأمنية، وشكلنا لواء لتعزيز أمن هذه الحدود، وأنجزنا 91 مخفراً على الحدود"، مؤكداً تغطية "300 كيلومتر من الحدود بالكاميرات الحرارية، وجرى رفع آلاف الألغام من هذه المنطقة لأنها متروكة"، وكشف عن ضبط عمالة آسيوية وباكستانية وأفغانية تحاول الدخول إلى البلاد بطريقة غير قانونية، بهدف العمل بشكل يومي.

وأوضح أنه "خلال هذا العام ذهبنا باتجاه مشروع مهم جداً، وهو رفع نقاط المعارضة الإيرانية القريبة على الحدود الإيرانية العراقية، بناء على طلب الجانب الإيراني، كونه يمثل تهديداً لأمن الجمهورية الإسلامية"، موضحاً أن "قطعات اللواء الثاني مسكت بالكثير من النقاط التي لم تصلها قوات عراقية منذ 1991، ضمن محافظة أربيل، حيث اختزلت الكثير من المشاكل والتوتر بين الجانبين العراقي والإيراني". وأكد: "لم يبق للمعارضة الإيرانية أي حضور قريب من الشريط الحدودي بين العراق وإيران"، مبيناً أن "لجنة أمنية عليا برئاسة قاسم الأعرجي وعضويتنا قامت بنزع سلاح المعارضة وتوصلت إلى نتائج مهمة بهدف إبعاد نقاطهم وعملهم المسلح عن النقاط الحدودية". وذكر أنه "جرى إبعادهم عن الحدود، حيث كان من المفترض تجميعهم في معسكرات، وتتبنى الأمم المتحدة إيجاد فرص عمل لهم أو تسفيرهم".

ونهاية أغسطس/آب من العام الماضي، أعلنت كل من بغداد وطهران توقيع اتفاقية أمنية بين البلدين تقضي بتفكيك معسكرات المعارضة الكردية الإيرانية الموجودة في إقليم كردستان على الحدود مع إيران، شمالي العراق. وتقضي الاتفاقية بإيقاف طهران عملياتها العسكرية داخل البلدات الحدودية العراقية، مقابل قيام بغداد بتفكيك تجمعات تلك المعارضة وإبعادها عن الحدود مع إيران، وتسليمها المطلوبين منهم.

وبموجب الاتفاق، تطالب طهران حكومة بغداد بنزع سلاح التنظيمات المعارضة والنشطة شمالي العراق حتى 19 سبتمبر/ أيلول الحالي. وفي أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، أعلن العراق إخلاء المنطقة الحدودية مع إيران من الجماعات الكردية الإيرانية، ونزع أسلحتها.

تقويض مساحة سيطرة حزب العمال

وحول منظمة حزب العمال الكردستاني التركية المعارضة، قال السعيدي: "عملنا على تقويض المساحة التي تسيطر عليها هذه العناصر المسلحة". وأضاف أن "العراق لديه حدود مع تركيا بطول 362 كيلومتراً، 300 كيلومتر منها برية، ضمن محافظتي أربيل ودهوك، و62 كيلومتراً هي نهر الديسل ضمن محافظة دهوك، أحد روافد نهر دجلة، والحدود العراقية التركية هي منطقة وعرة جداً، خصوصاً عندما نتجه في الشمال الشرقي بالمثلث العراقي التركي الإيراني فإن تضاريسها وعرة جداً ومغطاة بالثلوج خلال نصف العام سنوياً".

وبين أن "العراق لم يملك طيلة تاريخه مخافر على الشريط الحدودي العراقي التركي لضبطها، ما ولّد نشاطاً لمسلحين خارجين عن القانون"، لافتاً إلى أن "عملنا في الفترة الأخيرة أصبح باتجاهين، الأول هو التنسيق مع الجانب التركي لإنشاء مركز تنسيق مشتركة لكيلا يصبح تقاطع بين قطعاتنا والقطعات التركية، ونتمكن من بناء مخافر على الشريط العراقي التركي، حيث وصلنا إلى نتائج إيجابية مبدئياً بموضوع التنسيق، لكن كشيء على الأرض لم يتحقق إلى الآن لكن هناك جدية".

وبين السعيدي: "عملنا في الاتجاه الثاني تضمن مسك ما يمكن مسكه في مناطق الحدود الفارغة، حيث شرعنا ببناء أكثر من 27 مخفراً حدودياً على الشريط الحدود العراقي التركي، بعضها في شمال زاخو بمحافظة دهوك، والبعض الآخر ضمن محافظة أربيل، ووصلنا إلى نتائج جيدة"، معرباً عن أمله في أن "يحدث تفاهم كبير بين الدولتين، لأن هذا الموضوع مهم وكبير".

العراق والعلاقة مع الحدود الإيرانية التركية

وأشار إلى أن "هناك توغلاً تركياً في الأراضي العراقية بأعماق مختلفة مع نقاط للجيش التركي، كما يوجد هناك تماس لنقاط الحدود والجيش التركي"، مؤكداً أن "قيادة قوات الحدود هي السلطة الاتحادية الوحيدة الموجودة على الحدود العراقية ضمن محافظات الإقليم، وهي المعنية بالحدود العراقية مع تركيا، وحالياً لدينا تماس مع قطعات الجانب التركي". وتابع: "نحن نسعى لبناء تحصيناتنا على الصفر العراقي، وضبط الحدود لمنع أي تهديد باتجاه تركيا، لكن هذا الموضوع يحتاج إلى جهد وتخصيصات مالية"، لافتاً إلى أن "هذه المنطقة الحدودية تعزز لأول مرة بالكاميرات الحرارية".

وبين أن "هناك لواءين من قيادة المنطقة الأولى، ماسكة للحدود العراقية التركية، وجرى تعزيزهما بفوجي مشاة وبموارد بشرية ومعدات هندسية لفتح الطرق والعمل مستمر على ذلك". ومنذ منتصف عام 2021، تستهدف العمليات العسكرية التركية البرية والجوية مقرات ومسلحي حزب العمال الكردستاني في الشمال العراقي، وتحديداً مناطق ضمن إقليم كردستان، وتقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا، حيث يتخذ الحزب منها منطلقاً لشن اعتداءات مسلحة في الداخل التركي.

وأدت عمليات القوات التركية خلال الفترة الماضية إلى مقتل المئات من مسلحي حزب العمال، وتدمير مقرات ومخازن سلاح ضخمة تابعة للحزب، وفقاً لبيانات وزارة الدفاع التركية، كما أسهمت في انحسار واضح للمساحة التي كان الحزب ينتشر فيها على الحدود.

المساهمون