تلمّح حسابات لشخصيات مقربة من زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر إلى قرب تحريك ورقة الشارع التي تخشاها القوى السياسية الأخرى في تحالف "الإطار التنسيقي"، الذي يضم الأحزاب والكتل الحليفة لإيران.
ومنذ أمس، الجمعة، صدرت عدة إشارات من قيادات بارزة في التيار الصدري وحسابات مقرّبة من الصدر، أبرزها صالح محمد العراقي، المعروف بـ"وزير الصدر"، والذي تحدث عن أنّ انسحاب الصدر لم يكن من أجل "تسليم العراق للفاسدين والتوافقيين" بل "تسليم لإرادة الشعب وقراره".
وكشف العراقي، أمس الجمعة، عن أسباب جديدة دفعت التيار الصدري إلى الانسحاب من العملية السياسية، وبعض "النتائج" المترتبة عنه.
وكتب مغرّداً في "تويتر" أنّ "أغلب الكتل السياسية الشيعية عرضنا عليهم مرشحاً لرئاسة الوزراء ابن مرجعهم فرفضوه"، في إشارة إلى (جعفر محمد باقر الصدر)، السفير العراقي في لندن وابن عم مقتدى الصدر.
— وزير القائد - صالح محمد العراقي (@salih_m_iraqi) July 1, 2022
وأشار إلى أنّ من أسباب ونتائج انسحاب التيار الصدري من العملية السياسية هو "إحراج الخصوم ممن اعتصموا ضد الانتخابات لأنها مزورة"، متسائلاً "هل سيستمرون بتشكيل حكومة من انتخابات مزوّرة، فما تكون شرعيتها؟".
من جهته، كتب القيادي في التيار الصدري إبراهيم الجابري الموسوي، اليوم السبت، على "فيسبوك": "كونوا على أتمّ الجهوزية".
كما دشّن أحد مساعدي الصدر البارزين أبو دعاء العيساوي وسم #جاهزون، شارك فيه مئات المغردين والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحدثوا جميعا عن الاستعداد للمشاركة باحتجاجات أو مسيرات رفضاً لـ"المحاصصة والتوافقية الحزبية"، في طريقة تشكيل الحكومة الجديدة من قبل القوى المناوئة للصدر.
ورغم أنّ الصدر لم يوعز حتى الآن للانطلاق باحتجاجات في الشارع، إلا أنّ أحد أعضاء التيار الصدري قال لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ "اللجوء إلى الاحتجاجات هو أكثر الأساليب التي يفكّر فيها الصدر لإعلان حالة الرفض لما يجري من آلية تشكيل الحكومة، وقد قال إنه لن يسلّم العراق للفاسدين. بمعنى أنه اتخذ الإجراء السياسي من خلال الانسحاب من العملية السياسية، وبقي أن تُعلن جماهيره هذا الرفض عن الاحتجاجات".
وبيَّن العضو الصدري، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أنّ الصدر كان يتوقع أن تسانده الحركات الشعبية والناشطون في قراره عبر مسيرات أو احتجاجات رافضة لـ"الحكومة التوافقية" التي تسعى إليها قوى "الإطار التنسيقي"، مؤكداً أنّ "أنصار الصدر يستعدون حالياً لأي قرار يتخذه الصدر، والاحتجاجات هي الأقرب".
من جهته، أشار الناشط السياسي أيهم رشاد إلى أنّ "الصدر بات لا يملك حالياً غير الاحتجاجات لمنع حراك الإطار التنسيقي لتشكيل الحكومة الجديدة، أو العودة إلى العمل السياسي مرة أخرى، لكن الخيار الأخير يعد انقلاباً على قراره بالانسحاب، وقد يعرّضه إلى نفور واستغراب عدد من المنتمين إلى تياره".
ورأى رشاد، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ "الحراك المدني، والشباب الذين شاركوا في احتجاجات أكتوبر/تشرين الأول 2019، من غير المتوقع أن يشتركوا في تظاهرات التيار الصدري".
أما الباحث السياسي عبد الله الركابي، فرأى أنّ "الصدر يعمل على عزل قوى الإطار التنسيقي عن العراقيين بكل الطرق، فهو يسعى إلى جعل الحكومة الجديدة في حال تشكيلها لا تحظى بشرعية شعبية، وهذا جزء من عمله الحالي، كما أنه يسعى أيضاً إلى ابتزاز خصومه بالتلويح إلى احتجاجات شعبية بقيادته".
وأضاف في حديثه مع "العربي الجديد"، أنّ "الاحتجاجات الصدرية إذا اندلعت فمن المفترض ألا تكون وقتية، بل أن تكون دائمة، تهدف إلى إعادة الانتخابات مع تعزيز عزلة قوى الإطار التنسيقي والفصائل المسلحة عن المجتمع العراقي".