نجا معاون مدير الاستخبارات العسكرية في العراق العميد الركن زيد المكصوصي، اليوم السبت، من محاولة اغتيال نفذها مسلّحون جنوبي العاصمة بغداد، وفقاً لما أعلنته الشرطة، التي أكدت اعتقال ثلاثة من المتورطين بالعملية، التي تأتي بعد نحو أسبوعين من اغتيال ضابط رفيع في جهاز المخابرات الأمني وسط بغداد.
وبحسب مصادر أمنية عراقية، فإن معاون مدير الاستخبارات العسكرية العميد الركن زيد المكصوصي تعرّض لمحاولة اغتيال في منطقة جسر ديالى، التابعة لبلدة المدائن جنوبي بغداد، بعدما هاجمه مسلّحون بوابل من الرصاص أثناء مروره من المنطقة، مؤكدة لـ"العربي الجديد" أن محاولة الاغتيال أدّت إلى إصابة اثنين من أفراد حماية القائد العسكري العراقي بجروح متفاوتة، من دون تعرض المكصوصي إلى أي أذى نتيجة العملية.
وكشفت عن اعتقال ثلاثة من المهاجمين بعد ملاحقتهم، والذين تحدثوا عن أن نيتهم كانت مهاجمة شخصية أخرى لهم معها ثأر عشائري، لكنهم اشتبهوا بالسيارة وهاجموا الضابط العسكري بالخطأ، لافتة إلى أن التحقيقات ما زالت مستمرة مع المعتقلين.
وأوضحت أن أحد المعتقلين يظهر أنه ينتمي لأحد الفصائل المسلّحة التي عليها اتهامات في تنفيذ عمليات اغتيال واختطاف، ولهذا لم تقتنع فرق التحقيق بإفادات المتهمين، والعمليات الأمنية مستمرّة للقبض على الأشخاص الآخرين المشاركين في محاولة الاغتيال.
ورجح النائب المستقل باسم خشان استمرار تسجيل هجمات وعمليات اغتيال ضد الشخصيات الأمنية والعسكرية والناشطين المدنيين خلال الفترة المقبلة، بسبب العجز الحكومي في الكشف عن الجهات الحقيقية المتورطة بهذه الأعمال الإجرامية والإرهابية.
وحذر خشان، في حديث مع "العربي الجديد"، من أنه "مع قرب موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، ستتصاعد أعمال العنف والخروقات الأمنية، وعلى الحكومة العراقية تشديد إجراءاتها الأمنية ووضع خطط لحماية المواطنين، وكذلك منع أي خروقات ربما يكون لها تأثير على إجراء الانتخابات أو نزاهتها".
وبيّن أن "هناك أطرافاً سياسية كثيرة لا تريد إجراء الانتخابات المبكرة في العراق، حتى تبقى مهيمنة ومسيطرة على المشهد السياسي والحكومي في البلاد، ولهذا من غير المستبعد وقوف تلك الجهات خلف أعمال العنف التي تحصل بين حين وآخر، كما أن بعض عمليات اغتيال المسؤولين الأمنيين ربما تأتي بسبب رفض هؤلاء المسؤولين التعامل مع أطراف سياسية أو مسلّحة ببعض الأعمال الخارجة عن القانون، أو كشف هؤلاء لبعض أعمال تلك الجهات".