العراق: رجل دين مقرب من السيستاني يهاجم "الولاءات للخارج" ويصفها بالخيانة

15 اغسطس 2021
أثارت تصريحاته ردود فعل واسعة من مليشيات وقوى حليفة لإيران (تويتر)
+ الخط -

هاجم رجل الدين البارز حميد الياسري، المقرب من المرجع الديني آية الله علي السيستاني، قوى وجهات فاعلة في العراق، قال إن "ولاءها لمن هم خارج الحدود"، معتبرا أن ما يقومون به "خيانة"، في إشارة إلى إيران دون أن يذكرها بشكل مباشر.

وجاءت تصريحات الياسري في خطبة دينية على هامش إحياء طقوس العاشر من محرم، وهو ما أثار ردود فعل واسعة من مليشيات وقوى حليفة لإيران، من بينهم زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، الذي وصف الياسري بأنه "معمم قومي".

وقال الياسري، وهو مسؤول عن فصيل "لواء أنصار المرجعية" المرتبط بالنجف، في خطبة مصورة ألقاها بموكب الرميثة الديني قرب كربلاء: "من الإمام الحسين تعلمنا أن من يوالي غير الوطن خيانة ودجل عظيم وخداع كبير".

وأضاف الياسري "أن يأتينا الصوت والتوجيه والإرشاد من خلف الحدود، فهذه ليست عقيدة الإمام الحسين (..) نحن نرفض هذه الانتماءات والولاءات، ونعلن بأعلى أصواتنا، بلا خوف وبلا تردد، أن من يوالي غير الوطن فهو خائن".

وتابع: "أعلم أن الكلام يجرح (..) أعلم أن هذه الكلمات صرخات رصاصات سوف تضرب صدور المتخاذلين والخائنين والمتقاعسين الذين باعوا ولاءهم إلى ما خلف الحدود". ونبّه قائلا "أعلم أن هناك من يكتب ويسجل ويبعثر (هذه الكلمات) لأسياده، وأسياده يبعثونها لأسيادهم خارج الحدود، وسوف يفتي المفتي خارج الحدود بقتلي وقتلكم، بتهمة أننا نزعزع الولاءات الورقية الزائفة الزائلة في يوم من الأيام".

واتهم الياسري نفس الجهات بالمسؤولية عن قتل من خرجوا للمطالبة بحقوقهم: "قالوا هذا عميل فقتلوهم، ولا قيمة لنا إن لم نقل الحق".


ولاقت الخطبة ردود فعل واسعة في الشارع العراقي، واعتبرت بأنها تمثل موقف النجف الأخير من التدخلات الإيرانية في العراق، لكن في المقابل أثارت الخطبة ردود فعل غاضبة من قوى محسوبة على إيران.

وكتب زعيم مليشيا "عصائب أهل الحق"، أحد أبرز الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران، في تغريدة بدت ردا على كلمة الياسري: "أسوأ ما في محاولات بعض القوميين المعممين الذين يريدون الاستتار بالوطنية لتمرير مشاريعهم هو محاولة ربط الإمام الحسين بهكذا أفكار". وأضاف "من العجب أن تصدر أمثال هذه التفاهات من شخص معمم وعلى منبر الإمام الحسين".

وعلق الناشط المدني فارس المالكي على الخطبة قائلا، إنه "لا بد من الثناء على ما جاء من موقف السيد حميد الياسري، ولكن التلميحات التي رافقتنا منذ بداية تشرين (تظاهرات تشرين الأول/ أكتوبر 2019) مروراً بخطب الجمعة والبيانات لم تكن مواقف حاسمة لتنهي تسلّط هذه الفئة الفاسدة على رقاب الناس كما كان المتوقّع"، مضيفًا "كانت تنصح بخجل وتهادن ونحن نقتل في الميدان، وما زلنا والجميع يتفرج".

في المقابل، روجت وسائل إعلام تابعة لمليشيات عراقية أنباء عن أن الياسري لا يمثل مرجعية علي السيستاني، إذ نقلت فضائية "العهد"، التي تتبنى خطابا مؤيدا للسياسة الإيرانية في العراق، عن مصادر لم تسمها قولها، إن "مكتب السيستاني لم يجدد اعتماد الياسري منذ سنوات"، في إشارة إلى أن هجومه الأخير لا يمثل مكتب المرجع السيستاني ولا النجف.

المساهمون