العراق: "داعش" يضيّق الخناق على العشائر

17 ديسمبر 2014
إعدام 13 شخصاً من عشيرتي الجبور والعكيلات (Getty)
+ الخط -

تتعرّض العشائر السنية في العراق، لحملةٍ منظّمة ترقى لمستوى الإبادة الجماعية، يقودها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في محافظات نينوى، وصلاح الدين، وكركوك، والأنبار، وديالى، الأمر الذي يثير تساؤلات عدة حول تركيبة التنظيم، وأهدافه واستراتيجيته التي تركّز على استهداف المحافظات السنيّة تحديداً.

أحد أعضاء مجلس محافظة صلاح الدين، أوضح في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أنّ "تنظيم "داعش" ركّز منذ أن دخل العراق ومحافظة صلاح الدين على استهداف العشائر السنية، محاولاً في بداية الأمر سحب أسلحتها بشتى الطرق، حتى يسهل استهدافها، ويمعن فيها قتلاً".

وأكّد أنّ "التنظيم أعدم يوم أمس 13 شخصاً من عشيرتي الجبور والعكيلات، في ناحية العلم بتكريت، كان قد اختطفهم قبل عدة أيام، فيما لا يزال أكثر من 120 آخرين من أبناء العشيرتين، مجهولي المصير لدى التنظيم".

بدوره، أكّد شيخ عشيرة البو نمر، نعيم الكعود، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أنّ "أكثر من خمسة آلاف من أبناء البونمر، يحاصرهم "داعش" في منطقة حوض الثرثار، شمال شرق الرمادي"، محذّراً من "وقوع مجزرة جديدة تطال البونمر".

في غضون ذلك، "أخلى التنظيم اليوم الأربعاء، ثلاثة من أقدم مساجد الموصل، بعد إعلانه بأنّه سيفجّرها".

بدوره، رأى الخبير الأمني أحمد السعيدي، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أنّ "تنظيم "داعش" يقود خطة منظمة لإبادة عشائر سنية، واستهداف مساجد السنّة، والمحافظات السنية تحديداً".

وأوضح أنّ "المؤشرات تدلّ على أنّ هناك دولاً إقليمية معيّنة يرتبط بها "داعش"، اتّخذت منه أداةً لإبادة السنّة تحديداً، وأنّ سياسة حكومة المالكي بقمع السنة، دفعتهم للانضمام إلى التنظيم، وهم لا يعرفون حقيقة ارتباطاته".

من جهةٍ أخرى تعتزم قوى سنيّة، عقد مؤتمر لـ"محاربة الإرهاب وتطرّف الميليشيات" في عاصمة إقليم كردستان (أربيل)، بعد غد الخميس، في حضور برلمانيين، وفعاليات المحافظات السنيّة، فيما أكّدت اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أنّه سيضع الأسس الكفيلة لإعادة الأمن إلى المحافظات المتضررة، فيما رجّحت أن يتمخض المؤتمر عن توصيات خاصة، بتشكيل نواة الحرس الوطني.

وأشار عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، عبد ذياب العجيلي، في بيانٍ صحافي، إلى أنّ "المؤتمر العربي لمحاربة الإرهاب والتطرف للمحافظات المتضررة، وهي نينوى، صلاح الدين، كركوك، ديالى وبغداد، سيضع الأسس الكفيلة بإعادة الأمن إلى تلك المحافظات، وعودة النازحين إلى ديارهم".

كما توقعّ أن "يخرج المؤتمر بجملة من التوصيات الخاصة، بتشكيل حشد شعبي في كل محافظة ليكون نواة للحرس الوطني، واستبدال مواقع الفضائيين بقوات من المناطق المتضررة".

كما أوضح العجيلي، أن "المشاركين بالمؤتمر سيطالبون الحكومة بتنفيذ بنود البرنامج الحكومي المتفق عليه بين الكتل السياسية، وبناء جسور الثقة بين المحافظات العراقية، ووأد الفتنة، ومحاربة جميع الخارجين عن القانون والذين يستبيحون الدم العراقي".

المساهمون