أكد رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في إقليم كردستان، شمالي البلاد، مسعود بارزاني، اليوم الأحد، أهمية إجراء انتخابات مبكرة يسبقها تشكيل حكومة تتمتع بكامل الصلاحية، فيما اتفقا على ضرورة استمرار مجلس النواب بعمله لحين موعد الانتخابات.
ويمثل موقف الطرفين الحليفين لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رفضاً لدعوته الأخيرة لهما، حيث طلب منهما، كحلفاء له، التوجه نحو حلّ البرلمان.
واستقبل الحلبوسي، اليوم الأحد، برفقة رئيس تحالف "السيادة" خميس الخنجر، مسعود بارزاني، ومن ثم رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني، لبحث آخر التطورات السياسية في البلاد. ووفقاً لبيان لمكتب الحلبوسي، فإنّ "المجتمعين أكدوا أهمية إجراء انتخابات مبكرة".
وأضاف البيان أنّ "الجانبين استعرضا الوضع السياسي في العراق، وتداعياته السلبية على البلاد، وضرورة اعتماد لغة الحوار البنَّاء، لتجاوز الخلافات والوصول إلى حلول تصب في مصلحة الشعب العراقي، واتباع الأساليب الدستورية والقانونية في تجاوز تداعيات المرحلة الراهنة".
وتابع أنّ "الجانبين أكدا أهمية إجراء انتخابات مبكرة بعد تهيئة المتطلبات القانونية ومستلزماتها وفق الآليات الدستورية، يسبقها تشكيل حكومة تتمتع بكامل الصلاحية، وتحظى بثقة واطمئنان الجميع ببرنامج حكومي متفق عليه، مع التأكيد على ضرورة استمرار مجلس النواب بعمله لحين موعد الانتخابات".
وأكد أنّ "المجتمعين أبدوا استعدادهم للمساهمة البنّاءة في تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف، وتبني أي خطوة تخدم المصلحة الوطنية، وتسهم في السلم المجتمعي والحفاظ على أمن المواطنين ومصالحهم"، مشيراً إلى أنّ "تحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني أكدا استمرار التواصل والتنسيق المشترك وتبني مواقف مشتركة تخدم المصالح الوطنية العليا".
وكان النائب عن كتلة "التغيير" الكردية هوشيار عبد الله قد توقع عدم استجابة حلفاء الصدر لدعوته، وقال في تغريدة له: "أعتقد أنّ التيار الصدري سيصاب مرة أخرى بخيبة أمل ممن سماهم بحلفائه (الكرد والسنة)، وخاصة بشأن انتظار انسحابهم من البرلمان، أتمنى من البارزاني والحلبوسي أن يلبوا طلب الصدريين وينسحبوا من هذه الدورة التي، حسب رأي المحكمة الاتحادية، خرقت الدستور بشكل صريح!.. ننتظر استجابتهم!".
أعتقد أن #التيار_الصدري مرة اخرى سيصاب بخيبة أمل ممن هم سماهم بحلفائه الكرد والسنة وخاصة بشأن انتظار انسحابهم من البرلمان! اتمنى من #البارزاني و #الحلبوسي ان يلبوا طلب الصدريين وينسحبوا من هذه الدورة التي حسب رأي المحكمة الاتحادية خرقت الدستور بشكل صريح!
— Hoshyar Abdullah. هوشیار عبدالله (@Hoshyarabdullah) September 8, 2022
خلي ننتظر استجابتهم!
وعلّق الباحث في الشأن السياسي العراقي علي البيدر على مخرجات اجتماع "حلفاء الصدر"، وقال في تغريدة له: "ما فعله حلفاء الصدر يمثل عين الصواب، فلا يمكن إبقاء المشهد السياسي بهذه الحالة، ولا يمكن تحقيق إرادة التيار، العشاء مع الإطار التنسيقي أدسم وأفضل للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد"، مؤكداً أنّ "التنسيقي مستعد لتقديم تنازلات لمن يقف بجانبه خصوصاً لحلفاء الصدر السابقين".
يجري ذلك وسط تصاعد المخاوف من تجدد التصعيد بين القوى المتخاصمة في العراق: "التيار الصدري" و"الإطار التنسيقي"، إثر قرار المحكمة الاتحادية، الذي رفض، الأربعاء الماضي، دعوى حلّ البرلمان، وسط مناشدات للبحث عن مبادرة للتهدئة قبل خروج الأزمة عن السيطرة.