فيما تواصل القوات العراقية جهود تأمين العاصمة بغداد، وتحديداً المنطقة الخضراء ومحيطها، حيث مقرات السفارة الأميركية وبعثات دبلوماسية أخرى، إلى جانب المؤسسات الحكومية ومبنى البرلمان والقصر الرئاسي، كشف مسؤول عسكري عراقي في قيادة العمليات المشتركة بالعاصمة بغداد، عن تهديد أميركي جديد بالرد على أي هجوم صاروخي يستهدف المصالح الأميركية سواء أكانت السفارة أم غيرها".
يأتي ذلك مع تقارير تؤكد اتخاذ القوات العراقية سلسلة إجراءات جديدة بمحيط قاعدة عين الأسد غربي الأنبار، وقاعدة فيكتوريا الملاصقة لمطار بغداد الدولي غربي العاصمة، تضمنت إقامة شريط أمني عازل بمحيط القاعدتين ومنع الاقتراب منهما، وإيكال مهمة تأمينهما إلى وحدة خاصة من قوات الجيش العراقي.
وتنفذ القوات العراقية منذ نحو 10 أيام عملية انتشار عسكرية واسعة، للآلاف من عناصر الأمن بمحيط المنطقة الخضراء، والأحياء السكنية التي تنشط فيها الجماعات المسلحة الموالية لإيران، عبر دوريات راجلة وحواجز تفتيش ونقاط مراقبة، علاوة على طيران مسير لأغراض المراقبة، في مسعى منها لمنع أي اعتداء صاروخي جديد يطاول السفارة الأميركية أو مطار بغداد حيث تتواجد قوة مهام عسكرية تابعة لقوات التحالف الدولي.
واليوم الخميس، قال مسؤول عسكري عراقي رفيع في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن حالة التأهب والانتشار الأمني في العاصمة متواصلة مع استمرار تحليق الطيران المسير للمراقبة والرصد، مع إجراء تغييرات متعددة في مفاصل أمنية ببغداد".
ولفت المسؤول العراقي إلى أن الأيام الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة في قضية تهديد الجماعات المسلحة الحليفة لإيران بشن هجمات صاروخية على المصالح الأميركية في المنطقة الخضراء ومطار بغداد، بالتزامن مع الذكرى الأولى لاغتيال زعيم فيلق القدس قاسم سليماني والقيادي بـ"الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس.
وتحدث المسؤول العراقي عن إصدار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، توجيهات صارمة والتلويح بعقوبات مشددة بحق المسؤولين الأمنيين الذين سيسجل لديهم خرق أمني بمناطق انتشارهم".
وكشف عن أن الزيارة الأخيرة لقائد القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط، الجنرال فرانك ماكنزي، إلى بغداد في العشرين من الشهر الحالي، كانت حاسمة إذ أبلغ ماكنزي رئيس أركان الجيش الفريق عبد الأمير يار الله بأنهم سيردون بشكل مباشر وخلال ساعات على أي اعتداء صاروخي تتعرض له المصالح الأميركية في العراق، سواء كانت السفارة أو المعسكرات التي تستضيف القوات الأميركية، وهو ما دفع السلطات العراقية للاستنفار للحيلولة دون وقوع هجوم آخر".
وأشار إلى أن الأميركيين "سيستهدفون مقرات معسكرات لفصائل بالحشد الشعبي على الأغلب في حال تم الرد على أي هجوم جديد تتعرض له مصالحهم"، مؤكداً أن عملية التحقيق مع القيادي بمليشيا العصائب حسام الأزيرجاوي ما زالت مستمرة مع ثلاثة آخرين مشتبه بهم بعمليات إطلاق الصواريخ، وهناك تعاون من قبل "هيئة الحشد الشعبي"، عبر القيادي عبد العزيز المحمداوي، في التحقيق الجاري مع المشتبه بهم.
وشهدت مناطق عدة من بغداد خلال الساعات الماضية تحليقاً مكثفا للطيران العراقي المروحي تركز في مناطق الدورة والقادسية المحيطة بالمنطقة الخضراء، الرضوانية وأبي غريب وحي الجهاد، وحي الفرات وغيرها.
في الأثناء، بدأت مليشيات عدة موالية لإيران في بغداد تحشيد عناصرها للمشاركة بما سمته تظاهرات في ساحة التحرير ببغداد يوم الثالث من يناير/كانون الثاني المقبل، بذكرى مقتل زعيم فيلق القدس قاسم سليماني، والقيادي بالحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.
ودعت عدة حسابات على منصات التواصل الاجتماعي تتبع تلك الجماعات إلى التحشيد في الساحة التي تم إخلاؤها قبل نحو شهرين من المتظاهرين من قبل حكومة الكاظمي بعد أكثر من عام على اندلاع التظاهرات الشعبية المطالبة بالإصلاحات في البلاد.
وأمس الأربعاء قال زعيم تحالف "الفتح"، في البرلمان الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، هادي العامري، إنهم "لن يتراجعوا عن مطلب إخراج القوات الأميركية من العراق".
وأضاف العامري، خلال حفل أقيم في السفارة الإيرانية في بغداد بمناسبة الذكرى الأولى لمقتل زعيم "فيلق القدس"، قاسم سليماني والقيادي بالحشد أبو مهدي المهندس، إن "بر الشهداء هو إخراج القوات الأميركية من العراق وتطبيق قرار البرلمان ولن نتراجع عن ذلك"، مضيفاً بالقول: "نحن أمام خيارين؛ إما تثبيت هيبة الدولة أو الذهاب نحو نفق مظلم".