العراق: تظاهرات سنوية اغتيال سليماني ترفع مطلب إخراج القوات الأميركية

03 يناير 2021
مشاركون في تظاهرة اليوم يرفعون مجسماً لأبو مهدي المهندس (Getty)
+ الخط -

وسط استنفار أمني غير مسبوق، وإغلاق كامل للمنطقة الخضراء التي تضم السفارة الأميركية وبعثات دبلوماسية غربية مختلفة، احتشد الآلاف من عناصر وأنصار مليشيات عراقية،  تصنف على أنها مرتبطة بإيران، وسط ساحة التحرير بالعاصمة بغداد، لإحياء الذكرى الأولى لمقتل زعيم "فيلق القدس" الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، والقيادي بـ"الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس، بمثل هذا اليوم قبل عام، بالقرب من مطار بغداد، بعد أن قصفت طائرة أميركية مسيّرة سيارة يستقلانها.

وحتى الساعة الثانية من ظهر الأحد بتوقيت بغداد، بدت السلطات العراقية مسيطرة على الأوضاع في العاصمة التي أعلن فيها تعطيل الدوام الرسمي لهذا اليوم، وأغلقت عدد من جسور نهر دجلة الرابطة بين الكرخ والرصافة، وتحديدا القريبة من المنطقة الخضراء.

وتوافد الآلاف من مناطق عدة في بغداد ومحافظات مختلفة إلى ساحة التحرير التي تم إخلاؤها مؤخرا من المتظاهرين المطالبين بالإصلاحات من قبل حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

وشارك في التظاهرة زعماء مليشيات وجماعات مسلحة ورؤساء أحزاب مقربة من طهران.

ورفع المحتشدون صورا لسليماني والمهندس، إلى جانب ستة آخرين قضوا في الهجوم الأميركي، مرددين شعارات تندد بواشنطن والاحتلال الإسرائيلي، وتطالب بالقصاص، كما حمّلوا الحكومة مسؤولية كشف نتائج التحقيق في الحادث، مشككين بنواياها إزاء ذلك.

كما شوهدت لافتات كبيرة تطالب حكومة الكاظمي بتنفيذ قرار البرلمان العام الماضي بإخراج القوات الأميركية من العراق،

رئيس هيئة "الحشد الشعبي" فالح الفياض، الذي حضر التظاهرات في ساحة التحرير، دعا الحكومة إلى تنفيذ قرار البرلمان بإخراج القوات الأميركية ردا على اغتيال سليماني والمهندس"، وقال في كلمة له، إن "الردود الشعبية والسياسية توالت ضد جريمة الاغتيال".

وأشار إلى أن "وحدة العراق وجمهور الحشد الشعبي، هي سر قوة البلد"، وفقا لقوله مشددا بالقول: "لسنا دعاة حرب ولا دعاة عنف".

كما دعا زعيم منظمة "بدر"، هادي العامري، أيضا، إلى تطبيق قرار إخراج القوات الأميركية، مبينا في كلمة له من ساحة التحرير أنه "لا يمكن أن يكون استقرار في العراق من دون خروج القوات الأميركية منه"، مشددا على "الاستمرار بدعم المقاومة، والتصدي لمشاريع الهيمنة والاستكبار".

وأكدت مليشيا كتائب "حزب الله" العراقي عدم عزمها دخول السفارة الأميركية خلال تظاهرات اليوم، فيما تحدّت الحكومة بأنها لن تتخلى عن سلاحها مهما كان.

وقال الأمين العام للمليشيا، أبو حسين الحميداوي،  إن "عناصر الكتائب لا ينوون دخول السفارة الأميركية خلال مسيرات وتظاهرات أنصار الحشد الشعبي"، مؤكدا في بيان له: "لن ندخل اليوم إلى سفارة الشر (أي السفارة الأميركية)، ولن نطيح بهذه الحكومة، فما زال في الوقت متسع".

وأضاف: "سلاحنا أكثر ضبطاً وتنظيماً من أرقى الجيوش والمؤسسات العسكرية على مر التاريخ، وهو أكثرها شرعية وعقلانية، وسيبقى بأيدينا إلى أن يشاء الله"، مؤكداً:  "لن نسمح لأحد، كائنا من كان، أن يعبث بهذا السلاح المقدس الذي حفظ الأرض والعرض وصان الدماء".

"تحالف الفتح"، الجناح السياسي لـ"الحشد الشعبي"، عدّ تظاهرات اليوم "بداية لاستعادة السيادة العراقية"، وقال النائب عن التحالف، فاضل جابر، إن "أبرز الشعارات التي رفعها المتظاهرون المنددون بجريمة اغتيال سليماني والمهندس، هي شعارات تطالب باستعادة السيادة العراقية".

وأضاف، في تصريح صحافي، أن "رفع تلك الشعارات هو بداية الشروع لعودة السيادة الوطنية، فضلا عن أنها بمثابة الثأر الأول لسليماني والمهندس ورفاقهما"، مطالبا الحكومة بـ"الكشف عن المتورطين بجريمة الاغتيال، وكشف نتائج التحقيق بالحادث".

وشاركت عدة مليشيات في التظاهرات، أبرزها "كتائب حزب الله"، و"النجباء"، و"البدلاء"، و"العصائب"، و"بدر"، و"سيد الشهداء"، وجماعات أخرى تعرف عادة بالمليشيات الولائية، في إشارة إلى ارتباطها بالحرس الثوري الإيراني ولتمييزها عن فصائل مسلحة أخرى ضمن "الحشد الشعبي" مرتبطة بالنجف.

يجري ذلك، في ظل انتشار أمني مشدد، ومراقبة جوية للساحة، إذ إن المئات من عناصر الأمن انتشروا عند مداخل المنطقة الخضراء، التي تضم مبنى السفارة الأميركية والبعثات الدبلوماسية الأخرى، ومقار الحكومة والبرلمان العراقي.

ووسط مخاوف من خروج التظاهرات عن السيطرة، يتعامل عناصر الأمن مع المتظاهرين بحذر شديد بعد تلقيهم توجيهات صارمة من مراجعهم العليا، بالحذر وعدم اتخاذ أي خطوة من دون استلام أوامر عليا.

المساهمون