كشفت قيادات في أحزاب كردية بإقليم كردستان العراق، أن رئيس الحكومة في بغداد، محمد شياع السوداني، يعتزم القيام بوساطة بين الحزبين الكرديين الرئيسيين (الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني) للتقريب بينهما، وحلّ المشكلات العالقة التي تؤثر سلباً على استقرار الإقليم من جانب، وعلاقة الإقليم ببغداد من جانب آخر.
ونهاية مارس/آذار الماضي، كانت الأحزاب الكردية قد توصلت إلى اتفاق بشأن أزمة انتخابات برلمان الإقليم، بعد أكثر من عام على الخلافات السياسية، التي دفعت الأمم المتحدة وأطرافا دولية إلى التدخّل.
وحددت رئاسة الإقليم الـ18 من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل موعدا تُجرى فيه الانتخابات، داعية الأمم المتحدة لدعم الإقليم بإجرائها، إلا أن الخلافات بدأت تشق طريقها مجددا بين الحزبين الرئيسين بالإقليم، بشأن ملفات عدة من بينها الانتخابات، وسط تصعيد إعلامي من الطرفين.
ووفقاً لعضو "الاتحاد الوطني" برهان شيخ رؤوف، فإن "رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني طلب من السوداني التدخّل لحلّ الخلافات بين الحزبين الرئيسين".
وبيّن رؤوف لصحيفة الصباح الرسمية، اليوم الإثنين، أنه "لم نسمع عن أي خطوة من السوداني باتجاه العمل على تقريب وجهات النظر لغاية الآن، لكننا سنرحب بأي مبادرات ووساطات لتقريب وجهات النظر وحلّ الخلافات السياسية".
من جهته، قال عضو "الاتحاد الوطني الكردستاني"، ديار عقراوي، إن دعوة البارزاني للسوداني من أجل التوسط، هي "تطور للمشكلات بين الحزبين وتأزم الأوضاع، وأنه لم يعد باستطاعة رئاسة إقليم كردستان حلّ هذه المشكلات، ولهذا تم طلب التدخّل من السوداني".
وأكد عقراوي في تصريحات صحافية، أن "تزايد هذه المشكلات وعدم حل الخلافات القائمة بين الجانبين سيؤثران في الحياة اليومية للمواطنين في إقليم كردستان، وسينعكس ذلك سلبا على الواقع في بغداد".
وأشار إلى أن "الاتحاد يرحب بالمبادرات، خاصة إذا كانت من شخص رئيس الوزراء السوداني"، مؤكدا أن "جهات إقليمية ودولية عدة، بينها مساعد وزارة الخارجية الأميركية، بادرت للتوسط والجلوس مع الطرفين".
ويتهم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور البارزاني بـ"التفرد بالملفين الأمني والنفطي، وحصر جميع الصلاحيات بيده حصراً، وحرمان محافظة السليمانية (مركز ثقل الاتحاد الوطني) من المشاريع الخدمية والموازنة المالية".
أزمة ثقة
من جهته، يؤكد مسؤول في حكومة إقليم كردستان العراق، التي يقودها حزب البارزاني، وجود "أزمة ثقة بين الحزبين الكرديين"، مضيفا أنه "رغم وجود قنوات للحوار بين الحزبين، لكن الضامن لإنفاذ أي تفاهمات معدوم".
وبيّن المسؤول لـ"العربي الجديد"، مشترطا عدم ذكر اسمه، أن "قنوات الحوار بين الحزبين الكرديين موجودة، إلا أن عدم وجود ثقة متبادلة يعطل جميع الفرص"، مبينا أن "البارزاني طلب من السوداني التوسط بين الحزبين، خاصة وأن فرص التقارب باتت ضعيفة، وقد تؤثر حتى على موعد إجراء انتخابات برلمان كردستان".
وأشار إلى أن "السوداني يتمتع بعلاقات طيبة مع الحزبين، وأن التقارب بينهما يسهم أيضا في التقريب بين الجانب الكردي وبغداد، لذا فهو حريص على ذلك"، مرجحا أن "يبدأ السوداني الوساطة، بعد اتصالات يجريها قريبا بين الجانبين".
وتتعلق الخلافات والمشكلات القائمة بين الحزبين بتقاسم السلطات الإدارية، وتوزيع الثروات والإيرادات المالية بينهما، والتي تقوم معظمها على عائدات النفط وغيرها.