جدد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اليوم الخميس، تأكيد سعي حكومته الابتعاد عن الصراعات الإقليمية والدولية، مع استمراره في تأدية دور الوساطة الهادفة إلى تخفيف التوترات بالمنطقة.
وقال السوداني، خلال كلمة له على هامش حفل تأبين أقامه "الحشد الشعبي"، بالذكرى الثالثة لمقتل زعيم "فيلق القدس"، الإيراني قاسم سليماني ونائب زعيم "الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس، في بغداد، إن "العراق ينأى بنفسه عن الصراعات الإقليمية والدولية، ويؤدي دوره المهم في السعي لحلها، كما أن العراق يقف على مسافة واحدة بين أشقائه وجيرانه وأصدقائه".
وتحدث السوداني عن استمرار بلاده في لعب "دور فعال لتقريب وجهاتِ النظرِ بين الفرقاء، خصوصاً أن العراق بفضل موقعه الجغرافي الاستراتيجي وعمقهِ التاريخي يمكنهُ أن يكون فاعلاً بنزع فتيل الأزمات"، في إشارة إلى الوساطة التي تقودها بغداد بين الرياض وطهران منذ ما يزيد على عام كامل.
وتابع السوداني، قائلاً إن "العراق القوي هو رسالتنا، ولن نتوانى في ترسيخ قوة الدولة، خصوصاً أن حكومتنا تعمل على بناء الأساس المتين للسيادة العراقية".
على الجانب الآخر، تعهد السوداني أيضاً بمواصلة "الإصلاح الاقتصادي ومحاربةِ جائحةِ الفسادِ، خصوصاً أن جائحة الفساد تمثل التحدي الراهنَ الأكثر خطورة، وسنعمل من دون تردد على ضبطِ المنافذِ الحدوديةِ واقتلاع ظاهرة تهريب العملة"، وفقاً لقوله.
ويُعَدّ ملف العلاقات الخارجية لحكومة محمد شياع السوداني من أبرز الملفات التي واجهها مع وجود اتهامات لها بقربها من إيران والوقوف ضمن ما يسمى (محورها)، خصوصاً أنها مشكلة من قبل الإطار التنسيقي الذي يجمع جميع الكتل والأحزاب المدعومة والقريبة من طهران، الأمر الذي نفاه السوداني أكثر من مرة منذ تسلمه رئاسة الحكومة العراقية.
من جهته، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي عامر الفايز، لـ"العربي الجديد"، إن "العراق بات يدرك جيداً خطورة انحيازه لأي محور بالمنطقة ضد آخر، لما له من تبعات خطيرة وكبيرة على الأصعدة كافة، ولهذا نهج حكومة السوداني هو مواصلة الابتعاد عن أي خطوة أو نهج يفهم أنه انحياز أو تمحور مع أي طرف".
وأعتبر أن بلاده تسعى إلى "تعزيز مكانة بغداد، كوسيط بين الفرقاء الإقليميين ومكان للالتقاء وحل الخلافات، وقد تحقق نجاح بهذا الملف خلال الفترات الماضية، وهو ماضٍ بإكمال هذا الأمر خلال المرحلة المقبلة".
وكشف عن وساطة جديدة لبغداد بين أطراف إقليمية أخرى دون تسميتها، مضيفاً أن "حكومة السوداني ستعمل على وساطات عراقية جديدة، مع عدد من الأطراف الإقليمية المتقاطعة، وهناك رغبة دولية حقيقية بأن يكون العراق عامل تهدئة وتقارب في المنطقة لتهدئة الأوضاع لما يملكه من إمكانات، إضافة الى وقوفه المتوازن والحيادي مع كافة المحاور في المنطقة والعالم".
ويسعى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لتقوية العلاقات مع الدول الإقليمية ودول المنطقة عبر سعي حكومته لعمل وساطات جديدة لتقريب وجهات النظر بين إيران وعدد من الدول العربية، خصوصاً بعد تحقيق تقدم كبير في الوساطة العراقية ما بين طهران والرياض خلال الأشهر الماضية، خلال الحكومة السابقة، برئاسة مصطفى الكاظمي.
وتستضيف العاصمة العراقية بغداد، منذ إبريل/ نيسان 2021، مباحثات مباشرة على مستوى منخفض التمثيل بين إيران والسعودية، ضمن فرق ضمت ممثلين أمنيين ودبلوماسيين لكلا البلدين. ورعى الكاظمي 5 جولات منها، عقدت جميعها في بغداد، آخرها في إبريل/ نيسان الماضي.