العاهل المغربي يغيب عن قمة الجزائر.. "انتفاء الظروف المناسبة"

31 أكتوبر 2022
كان مرجحاً حضور الملك شخصياً قبل اتخاذ قرار بعكس ذلك اليوم (Getty)
+ الخط -

قال مصدر دبلوماسي مغربي رفيع المستوى لـ"العربي الجديد"، إن العاهل المغربي الملك محمد السادس لن يشارك في أعمال الدورة الحادية والثلاثين للقمة العربية المقرر انطلاقها يوم غد الثلاثاء بالعاصمة الجزائرية.

وأوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن غياب العاهل المغربي عن القمة العربية بالجزائر يعود إلى "انتفاء الظروف المناسبة للمشاركة في قمة يسوق لها على أنها للم شمل العرب"، مشيراً إلى أن الوفد المغربي الرسمي كما الإعلامي تعرّض منذ أن وطأت أقدامه أرض مطار الهواري بومدين لاستفزازات ومضايقات، على حد وصفه.

وقال المصدر إن ما تعرّض له الطاقم الصحافي المكلّف بالتغطية الرسمية للأنشطة الملكية، هو مثال على هذه الاستفزازات، حيث احتجز، اليوم الإثنين، فريق التصوير الملكي ومسؤول بالديوان الملكي في قاعدة عسكرية جزائرية، بعد أن جرى نقلهم إليها مباشرة من المطار، مشيراً إلى أن مسؤولين جزائريين أخبروهم بإجراء اختبار الكشف عن فيروس كورونا.

وأكد المصدر أن كل الترتيبات كانت تسير منذ أمس الأحد، في اتجاه حضور العاهل المغربي شخصياً للقمة العربية قبل اتخاذ قرار عدم الحضور اليوم، بناء على تقييم للوضع بعد ما عرفه الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب.

إلى ذلك، ينتظر أن يمثل وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة المغرب في القمة العربية. وظلت مشاركة المغرب في القمة محل العديد من التساؤلات رغم تسريبات صحافية قالت إن العاهل المغربي سيشارك شخصياً، بالنظر إلى أجواء التوتر التي تخيم على العلاقات بين البلدين منذ إعلان السلطات الجزائرية في 24 أغسطس/ آب 2021 قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب.

وكان الملك محمد السادس قد شارك في القمة العربية في الجزائر التي انعقدت عام 2005، وكانت آخر قمة عربية يحضرها ملك المغرب.

ومنذ انطلاق الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية العرب للقمة العربية بالجزائر، أول من أمس السبت، اشتكى الوفد المغربي المشارك، من "استفزازات وخروقات بروتوكولية وتنظيمية متنافية مع الأعراف الدبلوماسية والممارسات المعمول بها في الاجتماعات"، في صورة أخرى من صور التوتر والخلافات العميقة التي تعرفها العلاقات بين البلدين الجارين. بينما نفت الجزائر خرق البروتوكول.

وقال مصدر رفيع في وزارة الخارجية المغربية لـ"العربي الجديد"، إن الوفد المغربي المشارك في اجتماع وزراء الخارجية "مستاء جداً من الطريقة التي تعاملت بها البلاد المستضيفة للقمة خلال استقبال الوفد المغربي، بعد أن تعرّض للإقصاء والتهميش".

وأضاف المصدر، الذي اشترط عدم كشف هويته، أن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة والوفد المرافق له لم يُستقبَلوا رسمياً عند وصولهم إلى مطار هواري بومدين في العاصمة الجزائرية، كما جرت العادة، وهو ما يُعتبَر خرقاً للبروتوكول والأعراف المعمول بها بالاجتماعات التي تنظم في إطار جامعة الدول العربية.

كذلك تعرّض الوفد المغربي لـ"التهميش والإقصاء المتعمدين خلال جميع الأنشطة الموازية للاجتماعات التحضيرية"، وفق المصدر ذاته، لافتاً إلى أن من شأن "تلك التجاوزات أن تحدث ارتباكاً جسيماً في ما بقي من أشغال القمة العربية".

وفي تصريح له أمام الصحافيين، قال بوريطة: "إذا تجاوزنا الخلافات الجانبية والاستفزازات التي لا حاجة منها، وإذا البلد المضيف (الجزائر) تعامل وفق القواعد التي تحكم القمم، سواء من الناحية البروتوكولية أو من ناحية الأعراف، يمكن نجاح القمة"، محذراً من أنه "إن جرى التلاعب بكل هذه القواعد، فإن مصير القمة سيكون الفشل".

المساهمون