شن الطيران الحربي الروسي، صباح اليوم الأربعاء، خمس غارات على منطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي شمال غربي سورية، الخاضع لاتفاق وقف إطلاق النار موقعا قتلى وجرحى، في حين جدد الجيش التركي قصف مواقع لمليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بريف الرقة.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ الطيران الحربي الروسي شنّ عشر غارات بشكل متتال على قرية حرش الحمامة في ناحية جسر الشغور بريف إدلب الغربي، وذلك تزامناً مع تحليق مكثف من الطيران الحربي في سماء محافظة إدلب.
وقالت مراصد الطيران المحلية إنها رصدت تحليق ست طائرات حربية روسية في أجواء إدلب، وذلك بعد إقلاعها من مطار حميميم في ريف اللاذقية.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن القصف أسفر عن سقوط خمسة عشر شخصا من عناصر "هيئة تحرير الشام" بين قتيل وجريح، جراء غارات أصابت مقرات لهم بشكل مباشر في المنطقة التي تخضع لسيطرة الهيئة.
وبحسب المصادر، فقد أصابت الغارات مناطق فيها مخيمات للنازحين، ولم يتبين سقوط خسائر بشرية من المدنيين.
وفي غضون ذلك، قصفت قوات النظام السوري بالمدفعية والصواريخ مناطق في محيط بلدتي كنصفرة والفطيرة بجبل الزاوية جنوب الطريق الدولي بريف إدلب الجنوبي، موقعة أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين.
وتخضع المنطقة لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين تركيا وروسيا، في 5 مارس/ آذار الماضي، والذي ينص على وقف تام لإطلاق النار بين النظام والمعارضة السورية المسلحة.
وجاءت الغارات اليوم تزامناً مع نشر مزاعم في وسائل الإعلام الروسية عن نية المعارضة السورية تنفيذ هجوم كيميائي في إدلب.
ونشر موقع "روسيا اليوم"، نقلاً عن وكالة "إنترفاكس"، أنّ مركز المصالحة الروسي في سورية زعم حصوله على معلومات تفيد بأنّ المسلحين يخططون لهجوم باستخدام مواد سامة في الجزء الجنوبي من منطقة وقف التصعيد في إدلب.
وقال نائب رئيس المركز اللواء البحري ألكسندر غرينكيفيتش، إنّ "الإرهابيين نقلوا براميل من الكلور إلى منطقة خان شيخون، الخوذ البيضاء وصلوا إلى المنطقة المشار إليها في 3 سيارات، لمحاكاة عملية مساعدة الضحايا"، مضيفاً أنّ "الهدف من الهجوم توجيه الاتهام للقوات الحكومية باستخدام أسلحة كيميائية ضد المدنيين".
وقال مصدر من الدفاع المدني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المركز يكذب بشكل واضح، إذ إنّ منطقة خان شيخون خاضعة بالكامل لسيطرة النظام السوري، ولا يمكن للدفاع المدني الوصول إليها بأي شكل".
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إنّ "هيئة تحرير الشام" نفذت قبيل الغارات الأخيرة بساعات حملة مداهمات في منطقة جسر الشغور، واعتقلت خلالها أحد قياديي تنظيم "حراس الدين" التابع لتنظيم "القاعدة"، وذلك ضمن حملة تشنها الهيئة منذ أسابيع ضد التنظيم في المنطقة.
وكانت الهيئة قد اعتقلت، في وقت سابق، قياديين في التنظيم، أبرزهم أبو عبد الرحمن المكي، سعودي الجنسية، وفضل الليبي، أمير جيش الساحل ضمن التنظيم.
إلى ذلك، جدد الجيش التركي قصفه مواقع لمليشيات "قوات سورية الديمقراطية" في ناحية تل أبيض بريف الرقة الشمالي الغربي شمالي البلاد.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن القصف طاول مواقع على خطوط التماس مع نقاط "الجيش الوطني السوري" في قريتي صوامع قزعلي وسارونج غربي تل أبيض، وخلّف أضراراً مادية فقط.
ويذكر أنّ خطوط التماس بين "الجيش الوطني" و"قسد" على طول المحافظات الحدودية مع تركيا تشهد بشكل يومي قصفاً متبادلاً واشتباكات توقع خسائر بشرية ومادية في صفوف الطرفين.